اكس خبر- عشرات تجارب الحمل المؤسفة تنتهي بخسارة المرأة الحامل لجنينها فجائيّاً.
النهار اجرت مقابلة مع الاختصاصي في الطبّ النسائي والتوليد الدكتور ويليام معوّض حول هذا الموضوع الذي اعتبر أن “السبب في غالب الأحيان مجهول. في كثير من الحالات نصادف تشوهات خلقيّة داخلية سببها تركيبة جينيّة خاصة لا تظهر الى العيان. ويمكن ان يتمثّل السبب بنقصٍ في التغذية أدّى الى خسارة الجسم للفيتامينات والأسيد فوليك ما قد يؤدي الى عواقب كبيرة. لكن نوعيّة الطعام المتناولة لا تؤثّر أبداً”.
“الى اي مدى تؤثّر عمليّات التلقيح الاصطناعي على زيادة نسب خطر التشوهات ومضاعفات احتمالات الاسقاط؟” يجيب أن الزرع الاصطناعي لا يؤثّر على زيادة نسبة تشوّهات الجنين، لأن مفهوم الزرع في النهاية يعتمد الطريقة نفسها. فيما موت الجنين يبقى احتمالاً وارداً كأي مسألة حمل عاديّة. ويؤكّد أن هناك الكثير من النساء اللواتي يحملن ويسقطن سريعاً دون ان يعلمن ذلك. يخلن ان الميعاد تأخّر ولا يهتممن الى الخضوع لفحص حمل سريعاً. يتأخّر الميعاد ومن ثم يعود بقوّة فتخال المرأة أن السبب في ذلك هو تأخّرٌ عاديّ. لكن الحقيقة تكمن في انها حملت وأسقطت دون ان تدري.
العنصر المثير الذي تطرّق اليه معوّض يتمثّل في تأكيده أن طبيعة جسم الإنسان هي من تساهم في التخلّص من الجنين في حال وجدت خللاً جينيّاً في تكوينه. ويشير الى ان 90% من التشوهات في التركيبة الجينية يرفضها جسم المرأة فيسقط الجنين دون انذار او دراية بأنها حامل. ولو ان ذلك لا يحصل، لَكُنّا وجدنا ملايين البشر المشوهين خلقيّاً أحياء في المجتمعات الانسانيّة.
الحالة تختلف باختلاف عمر الجنين
ظروف حياتية عديدة تفسّر كيفية تلقي المرأة لنبأ خسارتها جنينها. المعالجة النسقيّة التحليليّة الينا القاعي تشير في حديثٍ لـ”النهار” الى أنه “حتى وان لم يولد الطفل لكن المسألة هي مسألة موت. المرأة في هذه الحالة تعتبر في مرحلة حداد وعليها أن تعيش فترة الحداد كي تتخطى الموضوع وتستطيع التأقلم من جديد مع فكرة الحمل. وهي يمكن أن تعايش احساس الكآبة والخوف في الفترة الأولى بعد خسارة الجنين، وقد تأخذ وقتاً قبل التفكير الجدّي بالحمل من جديد”. ولا تنفي أن مسألة التأقلم مع الفقد المفاجئ قد تأخذ وقتاً وهي تختلف حسب طبيعة كلّ امرأة وظروفها النفسيّة والاجتماعيّة الخاصّة، لكنها تؤكّد أنه ليس المفروض بها أن تخاف، خصوصاً اذا كانت تعلم الأسباب التي اوصلتها الى مرحلة الاسقاط وبالتالي يمكنها اخذ احتياطاتها لتعاود الإنجاب.
وتدخل القاعي في تفسير ما تسمّيه بالحادث المفجّر الذي يعيد إلى الأذهان جميع المحطّات السلبية التي مرّ بها الإنسان في حياته. هذا ما قد يحصل مع المرأة حين تفقد جنينها، حيث يكون هذا الحادث سبباً لاستذكارها أحداث أليمة عايشتها سابقاً. هذا ما قد يصعّب عمليّة تداركها للواقعة المستجدّة خصوصاً في حال عانت من تجارب مريرة مع مفهوم الموت.
وعن أصعب حالات فقدان الجنين التي يمكن أن تؤثّر نفسيّاً على المرأة، تشير الى أن “لعبة الأشهر لها تأثيرٌ كبير على كيفيّة تلقّفها النبأ. المرأة التي تفقد جنينها في الشهر الأول لا تتأثر كتلك التي خسرته في الشهر الثامن وانتقت له أغراضه وزيّنت غرفته واختارت اسماً له. وهذا ما ما يجعلها تقع في دوامة خوفٍ من الحمل مجدّداً ما ينتج عقماً نفسي لديها. هذا يعني أنه لا يوجد سبب جسدي يمنعها من الحمل بل مجرّد مشكلة نفسيّة بحتة”.
نصائح وارشادات لتخطي الواقعة
لا شكّ في أن مواجهة الحدث المؤسف هي أولى شروط تخطّي انعكاساته. هذا ما تؤكّده القاعي مشيرةً الى أنه لا يجب على المرأة أن تتهرّب من المسألة التي حصلت معها. ومن الضروري ان تلجأ الى الطبيب وتحاول ايجاد اجوبة للتساؤلات التي تطرحها حيال الأسباب التي أدت الى خسارتها جنينها. هناك العديد من الفحوصات المخبريّة التي يمكن ان تجريها، والتي تخوّلها معرفة خبايا الإسقاط أو التشوّه الجيني، ما يساهم في اطمئنانها ومساعدتها على تخطّي أزمتها. وتسلّط الضوء على بعض الرجال الذين يبادرون الى تحميل زوجاتهن مسؤوليّة الفقد ويضعونهن في خانة المذنبين.
تقول: “لا يجب على الزوج ان يشفق على زوجته او يتهمها بالواقعة، بل عليه أن يتصرّف معها بطبيعيّة ببساطة، لأن ما حصل مسألة اعتيادية وليس كارثة. هذا ما يؤكّد ضرورة ان تكمل حياتها بطريقة طبيعيّة”. وتضيف: “عليها ان تعيش حياتها وتكملها بشكلٍ طبيعي ودون هواجس. اذا كانت امرأة رياضية فلتلجأ الى الرياضة، واذا كانت تفضّل السفر، جميلٌ أن تعيد احياء زواجها من خلال شهر عسل جديد ينسيها مشكلتها”.