إكس خبر- لن تمنح معظم قوى 8 آذار الشرعية لحكومة الرئيس تمام سلام للتنسيق مع حلف مكافحة الارهاب… وتؤكد قياداتها انها لا تنتظر المبررات التي سيسوقها وزير الخارجية جبران باسيل لاتخاذ القرار المناسب.. فالموضوع محسوم ولا يمكن تعديل هذا الموقف أو تغييره.
في الأصل لا تعترف هذه القيادات بالحلف الدولي والإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمكافحة الارهاب ولا تثق بأهدافه وغاياته، وهي ليست بوارد تقديم أي دعم علني او سري لهذا المحور، ولن تسمح بأن يصبح لبنان ممرا او مقرا للحلف المزعوم، ولن تسمح ايضا لأحد بتأجيج الوضع الامني في عرسال أو الضرب على وتر الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة او حتى التهديد بتقسيم الجيش كما حصل مؤخرا.
في نظر هؤلاء، فان مسألة معالجة الارهاب في لبنان لا يمكن ان تمر الا عبر التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية حصرا، ووفقا لتأكيداتهم لا يمكن للبنان ان يكون جسر عبور لاستباحة سوريا سياسيا او عسكريا او اقتصاديا او حتى امنيا…
في نظر هؤلاء ايضا فان الشجاعة الأميركية – العربية المستجدة ترتبط فقط بمشروع تقسيم المنطقة وفق سيناريو الشرق الأوسط الجديد، وتربط كلامها بما سرب من داخل مراكز القرار في اكثر من دولة عن طريقة تنفيذ هذا السيناريو:
اولاً: في الملف العراقي، تؤكد المعلومات بأن اقصى ما يريده الاميركي هو ايجاد هلال تابع له يمتد على مساحة الجغرافيا العربية لدعمه سياسيا واقتصاديا… نجحت “داعش” ضمنياً في تحقيق الهدف الاميركي بعد ان استخدمت واشنطن مجازر هذا التنظيم كتذكرة عبور شرعية الى المنطقة لتعوض لها خروجها المذل من العراق وتمنحها الصلاحيات التي كانت تنتظرها لجهة السيطرة على اهم حقول النفط العراقية الواقعة في المناطق التي سيطرت عليها “داعش “مؤخرا… هنا، لا يمكن ان ننسى الحاجة الاميركية الملحة لتحسين وضعها والنهوض من أزمة انهيار اقتصادها.
اما على صعيد الاهداف السياسية المرتبطة حصرا باسرائيل، بات بمقدور الولايات المتحدة وفق السيناريو المزعوم لضرب الارهاب تعزيز دور الأكراد وتأمين جسر عبور آمن لتوطين الاسرائيليين في قلب منطقة محور المقاومة وتحديدا على الجبهة الايرانية لإضعافها.
ثانياً: على الصعيد السوري، يتمحور الهدف الاميركي حول مسايرة حلفاء واشنــطن.. حاليا لا تدخل سـوريا الا في الاطار الشكلي للحملة المزعومة ضد الارهاب… ثمن الحرب او اللاحرب هناك يصرف فقط وفقا لمقتضيات التسوية في اليمن والعراق.
ثالثاً: لبنانيا، تبنت اميركا مع حلفها المزعوم في المنطقة حربا ضد الارهاب ومن ضمنه ” داعش” .. ثمة تساؤل مشروع يرقى الى حدود التيقن من ان مخطط التحالف يقضي في مرحلة لاحقة باستهداف الجناح العسكري لحزب الله الذي هو مدرج اصلا على لوائح مكافحة الارهاب اوروبيا.. ورغم ثقة الحلف المزعوم بعدم قدرته على استهداف الحزب ولكن مكسبه الحقيقي هو لجهة اجبار محور المقاومة على تقديم تنازلات في ملفات اخرى.