دانت دول العالم الاعتداء الإجرامي الذي ارتكبته “إسرائيل” ضد أسطول الإغاثة الإنسانية لغزة في عرض البحر، والذي أسفر عن مقتل 19 مدنياً، وناشدت المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وطالبت بتحقيق دولي .
وكانت “إسرائيل” تسترت تحت جنح الظلام وذهبت في تطاولها على العالم إلى الحد الأبعد، وارتكبت قواتها الخاصة مجزرة دموية جديدة بحق أسطول الحرية والمتضامنين مع قطاع غزة المحاصر منذ أربعة أعوام، حيث سقط 19 شهيداً وعشرات الجرحى، ما أثار صدمة وذهولاً حول العالم، وعاصفة إدانات وغضب شعبي ورسمي، وردت تركيا والعديد من الدول رداً حازماً تمثل في استدعاء سفراء الكيان، ومطالبة مجلس الأمن الدولي بالانعقاد، واعتبرت أنقرة الجريمة “إرهاب دولة” .
وبررت “إسرائيل” جريمتها الجديدة بأن المتضامنين هم الذين بدأوا ب “العنف”، وادعت أن قطاع غزة لا يعاني من أزمة إنسانية ولا من نقص الغذاء والدواء، وأن وصول المساعدات الدولية يفتح الطريق أمام “الإرهاب” . وزعم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن ما قامت به “دفاع عن النفس”، فيما وصف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان منظمي “أسطول” الحرية ونشطائه ب “الزعران” .
وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو بأن يعرف “في أسرع وقت ممكن” الظروف الدقيقة للهجوم “الإسرائيلي” .
من جانبها، أعلنت السلطة الفلسطينية الحداد ثلاثة أيام، واعتبر الرئيس محمود عباس، أن “إسرائيل” تعمدت ارتكاب الجريمة لمنع العالم من إنهاء حصار غزة . ودعا رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى تدخل عربي ودولي لإنهاء الحصار رداً على المجزرة .
واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجريمة “الإسرائيلية” بمثابة “إرهاب دولة”، مضيفاً أن تركيا “لن تقف مكتوفة اليدين” إزاء ما حصل . وأكد وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن ““إسرائيل” فقدت كل شرعية دولية”، في حين وصف قائد أركان الجيش التركي الجنرال إيلكر باشبوغ في اتصال هاتفي مع نظيره “الإسرائيلي” غابي إشكنازي المجزرة بأنها عمل “خطير وغير مقبول” .
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعرب عن “صدمته” للجريمة، بإجراء “تحقيق كامل لتحديد كيفية وقوع حمام الدم هذا” . كما طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون وممثل اللجنة الرباعية إلى الشرق الاوسط توني بلير بفتح تحقيق . واستدعت العديد من الدول سفراء “إسرائيل” لديها لطلب إيضاحات حول ملابسات المجزرة مثل فرنسا ومصر والأردن والنمسا واليونان وإيرلندا والسويد والنروج والدنمارك وبلجيكا والنمسا وإسبانيا . وأوقفت اليونان تدريبات جوية مشتركة مع “إسرائيل” في جزيرة كريت .
ودان سفراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل المجزرة، واعتبروا أنها “غير مقبولة على الإطلاق”، ودعوا إلى إجراء تحقيق “حيادي” . ورأت موسكو أن “استخدام السلاح ضد مدنيين واعتراض سفن في عرض البحر من دون أسباب قانونية، يشكلان خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي” .
ونددت إيران ب”العمل اللا إنساني الذي ارتكبه النظام الصهيوني” ورأت فيه “دليل ضعف وليس دليل قوة للكيان الذي باتت نهايته أقرب من أي يوم كان” .
وعقد مجلس الأمن اجتماعاً استثنائياً ليلة أمس لبحث تداعيات الجريمة بناء على طلب أنقرة، كما يعقد سفراء دول الحلف الأطلسي اجتماعاً استثنائياً اليوم الثلاثاء لبحث الموضوع ذاته بناء على طلب أنقرة أيضاً.
ودعت الجامعة العربية إلى اجتماع استثنائي في القاهرة اليوم الثلاثاء . كما توالت الإدانات من منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي والعديد من الدول العربية والأجنبية.