إسرائيل: سمنع وصول اسلحة متطورة الى “حزب الله”
اكس خبر- قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شطاينيتس، اليوم الإثنين، إن إسرائيل لديها سياسة متشددة في شأن منع نقل أسلحة متطورة إلى “حزب الله”، لكنه رفض تأكيد أو نفي شن إسرائيل غارات قرب دمشق أمس.
وقال شطاينيتس للإذاعة الإسرائيلية إن “إسرائيل لديها سياسة أمنية متشددة جداً، وتحاول بقدر الإمكان منع نقل أسلحة متطورة وكاسرة للتوازن إلى تنظيمات إرهابية”، في إشارة ضمنية إلى حزب الله.
ورد شطاينيتس على اتهامات سياسيين إسرائيليين لرئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، بأنه أمر بتنفيذ الغارات قرب دمشق من أجل تحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات العامة الإسرائيلية القريبة، ووصفها بأنها “سخيفة ومهينة للذكاء البشري”.
ولم يصدر تعقيب رسمي إسرائيلي على بيان وكالة الأنباء السورية “سانا” حول هذا الهجوم لكن نتانياهو، استبقها بتصريح خلال جلسة الحكومة، أن إسرائيل “تتعقّب الأوضاع في الشرق الأوسط وما يحدث فيه باهتمام كبير، وبفارغ الصبر وبعيون مفتوحة ـ وهناك الكثير مما يحدث. وسنبقى طوال الوقت نضع أيدينا على الزناد وسنعالج هذه التهديدات والتحديات التي لا تتوقف. سنعالجها بالمسؤولية ذاتها التي عالجناها فيها حتى الآن”.
وجاءت ردود فعل نواب المعارضة في الكنيست على هذه الضربة، هجومية على رئيس الحكومة واعتبروا القصف محاولة منه للكسب السياسي.
فاتهمته النائب يفعات كريف من حزب “يوجد مستقبل”، بأنه يحاول إشعال الشرق الأوسط بالنيران في سبيل تحقيق مكاسب حزبية عشية الانتخابات الإسرائيلية القريبة. وقالت كريف، وهي عضو في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن القصف “مغامرة حربية خطيرة يتم تسخير الجيش وأمن إسرائيل كله ضمن ألاعيب انتخابية”.
وقال النائب نحمان شاي من حزب العمل، إنه يريد أن يثق بأن نتانياهو لا يقدم على مغامرة لخدمة مصالحه الانتخابية.
وصرّح النائب موشيه مراحي، بدوره أنه يأمل ألاّ يجنّ أحد من أصحاب القرار قبيل المعركة الانتخابية، فيما تساءلت النائب تمار زنبيرغ إن كان نتانياهو بدأ بهذا القصف حملته الانتخابية.
ولكن الخبراء العسكريين نفوا هذه الاتهامات وقالوا إن قصفاً كهذا لا يمكن أن يكون ابن ساعته ولا بد أن إعداده استغرق أسابيع عدة، حيث يحتاج إلى رصد ومراقبة وفحص مدقق لما تمت مراقبته ومن ثم إعداد الخطة في الجيش وبعد ذلك فقط يأتون إلى الحكومة من أجل إقرار العملية.
ووفق الخبير العسكري عاموس هرئيل، الذي قال في تحليله للقصف في صحيفة “هآرتس” فإن القيادة الإسرائيلية التي لا تؤكد ولا تنفي القصف، تهتم في فرص مختلفة، بنقل رسائل مفصلة إلى دمشق، أحياناً في شكل علني وأحياناً في شكل سري.
وأضاف: “حدّدت إسرائيل خطوطاً حمراً على الجبهة الشمالية ـ نقل منظومات أسلحة متطوّرة من سورية إلى حزب الله، أو المس بالسيادة الإسرائيلية. وفي حالات كهذه ستكون مستعدة لتفعيل القوة في سبيل إحباط نيات الجانب المعادي”.
وتحت عنوان “تمّ عبور الخط الأحمر”، كتبت “يديعوت أحرونوت” أن “إسرائيل كانت قد بعثت برسالة واضحة إلى سورية تحدّد فيها ما هي الخطوط الحمر التي لا يمكنها أن تقبل تجاوزها، وهي: المساس بالسيادة الإسرائيلية، نقل أسلحة كيماوية إلى لبنان ونقل أسلحة نوعية لـ”حزب الله” من شأنها أن تخلّ بالتفوق الإسرائيلي العسكري”.
وتابعت أن القصف، أمس لم يكن ضمن ألاعيب نتانياهو الانتخابية، لأن الجيش لا يسمح بذلك. ولكن ما لا شك فيه أن توجيه الضربة في مثل هذا الوقت، لدى افتتاح المعركة الانتخابية، يعني أن نتانياهو سلّم بشار الأسد مسؤولية إقرار أجندة الانتخابات المقبلة في إسرائيل. فهو ـ أي الأسد ـ يقرّر الآن ماذا يشغل بال الإسرائيليين في المعركة الانتخابية: الأمن أو غيره.
وأشارت إلى أنه “صحيح أن سورية اعتادت ألاّ تردّ (تم قصفها 7 مرات قبل هذه الحادثة ولم تردّ)، ولكن “حزب الله” ردّ في المرة الأخيرة وسورية لمّحت إلى أن صبرها قد نفذ وأنها لن تظلّ صامتة إلى الأبد، رغم أن الأسد ليس معنياً بفتح جبهة مع إسرائيل حالياً”.