كشفت وثيقة نشرها موقع “ويكيليكس” الإلكتروني، ان السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان والموفد الخاص للامم المتحدة تيري رود لارسن، فشلا صيف عام 2006 بإقناع رئيس الحكومة اللبنانية حينها، فؤاد السنيورة، بأن يقبل بوضع قوات دولية على المعابر الحدودية اللبنانية، أي المرافئ والمطار، على رغم محاولاتهما طرح الموضوع ومناقشته معه اكثر من مرة، لكنه كان في كل مرة يرفض، قائلاً إنه لن يقبل بأن تُمَس السيادة اللبنانية.
واكّدت الوثيقة ان السفارة الأميركية “حاولت ان تستخدم الغارات الإسرائيلية التي استهدفت البقاع للتأثير على قرار السنيورة، لكنه تمسَّك بموقفه الرافض”.
والوثيقة هي عبارة عن رسالة بعث بها السفير فيلتمان من السفارة الى وزارة الخارجية الأميركية، وجاء فيها ان “قام موفدا الأمم المتحدة في 20/ 8، فيجاي نامبيار وتيري رود لارسن، بإطلاع السفير فيلتمان على فحوى مشاوراتهما حول لبنان في ما خصّ قرار مجلس الأمن 1701. وكانا أبديا إعجابهما بالتقدم الذي تحقق على صعيد انتشار الجيش اللبناني، لكنهما أبديا قلقهما بشأن ملاحظات قائد هذه القوات الجنرال بيليغريني حول التنسيق غير الكافي بين الجيش اللبناني ووحدات يونيفيل”.
واضافت الرسالة ان “الموفدان توسطا لعقد جلسة لمناقشة المسألة من جانبيها الأمني والسياسي بتاريخ 19/ 8، رَأَسَها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وجرى التداول خلالها في سلسلة من القضايا الأمنية وكال لارسن لنفسه المديح حينها، حين ادعى أن هذا الاجتماع الذي عقد كان بمبادرة منه، وكشف عن معلومات لم يطلع عليها أحد من المجتمع الدولي من قبل”.
وذكرت بأنه “قمنا بإخبار تيري بأننا سبق ونشرنا هذا الخبر المهم، ووصفا الحاجة الماسة لدى الجيش اللبناني للتجهيزات وقطع الغيار والعتاد والذخائر”.
كما أقرّ موفدا الأمم المتحدة، بحسب “ويكيليكس، بأنهما فشلا في تحقيق أحد أهدافهما، وهو إقناع السنيورة بأن يطلب تواجد وحدات الأمم المتحدة في المرفأ البحري والمطار، وقد استند في موقفه لاعتبارات احترام السيادة وهو الموقف الذي عبّر عنه السنيورة لنا من قبل، وأجَّل السنيورة أيَّ قرار حتى زيارة الخبراء الألمان هذا الأسبوع”.
وقال لارسن في حين هز نامبيار برأسه، ان “موفدي الأمم المتحدة اكتشفوا أن مسألة الانتشار كانت أكثر جدية مما تصور أيٌّ منا”، وذلك تحت بند نشر الجيش اللبناني.
كما “لاحظوا أن الجيش اللبناني لديه حاجة ماسة للتجهيزات وقطع الغيار والعتاد والذخائر”.
اما الاجتماع الأمني لوسطاء الأمم المتحدة الذي رأسه السنيورة، ذكرت الوثيقة ان لارسن قال: “حفزت على عقد اجتماع بوساطة الأمم المتحدة في وقت متأخر بتاريخ 19 /8، رأسه السنيورة، وضم إلى جانب موفدي الأمم المتحدة، وزيرَ الدفاع المر، وزيــرَ الداخلية بالوكالة احمد فتـــفت، قائدَ الجيش ميشال سليمان، رئيسَ مخابرات الجيش جورج خوري، اللواءَ أشرف ريفي، بيليغريني وآخرين. ودار النقاش حول التعاون بين يونيــــفيل والجيش اللبناني. واقتُطِع هذا الجزء من المحضر، وذلك في حين كان الهدف من الاجتماع، عندما ناقض بيليغريني ملاحظاته السابقة خلال اللقاء السري بشأن اقتراحه التعاون بين الجيش اللبناني ويونيفيل حيث بدا أن بيليغريني كان مـــــذهولاً حين كان جميع الحاضرين ينظرون إليه، وادعى لارسن أنه قلل من أهمية احد أهم أهداف الاجتماع ، وبـــــدلاً من التركيز على تحسين نوعية التنسيق بين الجيش اللبناني وقـــــوات يونيفيل، انتقل النقاش سريعاً خلال الاجتماع الذي رأسه رئيس مجلس الوزراء، إلى النقطة الثانية، أي التزامات الدولة اللبنانية بموجب القرار1701”.
ومما ورد ان “لارسن ألمح للسفير فيلتمان إلى أنه ونامبيار تلقّيا معلومات عن تغييرات في أمن المطار ونشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية، وهذه معــــلومات لم يكن ليعلم بها أيٌّ من المجتمع الدولي إذا لم يفكر لارسن بعقد هذا الاجتــــماع الأمني”، وردّ لارسن بأسلوب دراماتيكي، هذه “أخبار مهــــمة”. ولــــوَّح بالخرائط التي كانت عليها ملاحظات بخط اليد حول أعداد الوحدات العسكرية، ووصف عملية استبدال بعض القادة العسكريين في المطار بقادة من الأمن الداخلي.
وذكر فيلتمان انه “مرَّرنا هذه المعلومات إلى واشنطن، ولكننا كنا ما زلنا نقوِّم جديتَها. وناقش لارسن أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحكومة اللبنانية كانت تحقق خطوات على مسار تنفيذ التزاماتها بموجب القرار 1701”.
وورد في الوثيقة ان “السفير فيلتمان سأل عن التزامات لبنان لتنفيذ القرار 1701 بالتصدّي لعملية تهريب السلاح. وليت لارسن ونامبيار تمكنا من الحصول على طلب من السنيورة من أجل تواجد قوات يونيفيل في المطار والمرافئ، ولكن لارسن أقرّ بأنهما بذلا جهداً كبيراً لتحقيق تقدُّم في هذا الموضوع، فكان السنيورة يكرر دائماً ما سبق له قوله، حول موقفه الدائم بعدم الموافقة على خرق سيادة لبنان. ومع ذلك، بدا السنيورة مهتماً بالحلول التقنية في ما خص قضية النقاط الحدودية، وقال إنه سيصغي جيداً إلى توصيات فريق الخبراء الألمان ذلك الأسبوع. ووافق لارسن على رأي فيلتمان بأن إجابات السنيورة لم تكن كافية أو مقبولة في ما خص هذه النقطة”.