غزة/رام الله (رويترز) – بدأت الأحزاب السياسية الفلسطينية يوم الأربعاء تسجيل مرشحيها لخوض الانتخابات المحلية في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات لإجراء انتخابات ديمقراطية لكنها تنذر أيضا بإشعال التوترات مرة أخرى بين حركتي فتح وحماس.
ودعت السلطة الفلسطينية في رام الله لإجراء الانتخابات يوم الثامن من أكتوبر تشرين الأول ويحق لنحو مليوني فلسطيني التصويت فيها.
وأيدت حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تدير قطاع غزة الانتخابات وكثفت من حملتها الانتخابية على أمل أن تشكل تحديا قويا بقدر المستطاع لحركة فتح المدعومة من الغرب بقيادة الرئيس محمود عباس.
وفي هذا الإطار ينظر للانتخابات المحلية على أنها مؤشر للانتخابات التشريعية التي أجريت آخر مرة قبل عشر سنوات. ولم يتحدد بعد موعد الانتخابات التشريعية أو الرئاسية برغم انتهاء فترة الولاية الخاصة بهما منذ فترة طويلة.
وتعطلت العملية الانتخابية مرارا بسبب التوترات بين فتح وحماس والتي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد أعمال العنف ولا تزال هناك شكوك حول ما إذا كانت ستمضي الانتخابات المحلية قدما كما هو مقرر أم لا.
وقال حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية “هذه الانتخابات هي الاختراق الأول الممكن. إذا نجحت الأمور سيكون الاختراق الأول من أجل المصالحة.”
وأضاف “صحيح (نحن) متأخرون تسع سنوات على المصالحة ولكن أن نكون متأخرين ونبدأ بالشغل الآن أحسن ما نعمل شي بالمرة (نهائيا).”
اخر انتخابات
وأجريت آخر انتخابات محلية عام 2012 لكن التصويت جرى في جزء من الضفة الغربية التي تضم 350 مركزا ولم تعترف بها حركة حماس.
وجرت آخر انتخابات تشريعية عام 2006 وحققت حماس فوزا مفاجئا بها. وبعدها اندلعت خلافات سياسية وخاضت حماس وفتح حربا أهلية قصيرة عام 2007 انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة.
ويأمل البعض أن تسهم الانتخابات المحلية في رأب الصدع بين الجانبين لكن هناك شكوكا بشأن ما إذا كان الطرفان سيعترفان بنتائج الانتخابات وما إذا كانت ستسهم في تحقيق الاستقرار.
وقال هاني حبيب وهو محلل سياسي مقيم في غزة “سواء حدثت أم لم تحدث لن تغير في الوضع الراهن شيء.”
وأضاف “نفس الأسباب التي أدت إلى استمرار الانقسام ما زالت كما هي لم تتغير ومن أهمها غياب الإرادة لدى الطرفين.”
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالفعل على الرغم من أن التسجيل لخوض الانتخابات قد بدأ لتوه.
وتقول حركة حماس إن السلطة الفلسطينية المدعومة من فتح تشن حملة على الإسلاميين في الضفة الغربية وتلقي القبض على البعض وتعرقل دعايتها هناك بينما تقول فتح إن حماس توجه تهديدات لأعضائها في غزة.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن “هذه الاعتقالات لن تؤدي إلا لمزيد من الشعبية لحركة حماس وبالرغم من استيائنا منها فإن قرار الحركة هو الاستمرار بهذه الانتخابات.”
وفي المقابل قال أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح إن “على حركة حماس أن تتوقف عن تخريب الانتخابات ونحن نريد من هذه الانتخابات أن تكون طريقا للوحدة لا لتكريس الانقسام.”