رامي جدايل – خاص موقع “خبر”: لا ينسى أي منا أول يوم في السنة الدراسية وكيف يكون الطلاب منقسمون بين سعيد بلقاء الاصحاب واخر مزهوّا بالملابس الحرة التي يستطيع في هذا اليوم من ارتدائها دون قيد او شرط, واخرين لا يريدون للعطلة الصيفية ان تنتهي, لكن وكما جرت العادة موسم العودة للمدارس بدأ وسط غلاء وجشع مضاعفين من قبل جميع الجهات.
فوسط غياب الرقابة في الدول العربية, مدارس لبنان على سبيل المثال بدأت فتح ابوابها او ستبدأ الاسبوع المقبل للتسجيل ودفع اولى الاقساط الغريبة العجيبة, والتي ستتزايد ومن المنتظر ان يقف الاساتذة كما كل عام للمطالبة بالمزيد والمزيد.
أقساط مدرسية مبالغ فيها في مدارس لا تعطي أدنى مقابل زهاء الارقام المرتفعة التي تطلبها من الاهالي, لكن كثيرين يضطرون للسكوت عما تفعله المدارس بهم وبأبنائهم خوفا من ضياع هذه السنة او لعدم وجود مدرسة أخرى تناسب متطلباتهم كالقرب من المنزل او لناحية اللغة وغيرها, فيضطرون للخضوع لاقساط صاحب المدرسة.
الى المواصلات دُر, حيث ينوي اصحاب الباصات والمسؤولون عنها في المدارس ان يرفعوا اقساطهم هم ايضا, فهل غيرهم افضل منهم ؟ يتحججون بارتفاع سعر البنزين وغلاء المعيشة ليسددوا سهامهم صوب طالب لا يوجد من يُعيده الى المنزل فاضطر ان ينذلّ لهم.
الى المكتبات حيث زرنا في موقع “خبر” عددا منها, فوجدنا اسعار الكتب والقرطاسية في ازياد يومي, والكتاب الواحد له اكثر من سعر فتجده في احدى المكتبات بسعر 10$ لتلتفت فتجده في مكتبة مقابل الناصية بسعر 8$ ودواليك.
اما الحقائب المدرسية والقرطاسية, فالبضائع الصينية تغزو المنطقة بشكل تام, لكن جشع التجار يدفعهم اما للغش والقول انها كورية واسبانية وايطالية, او القول انها صينية وبيعها بأسعار مرتفعة ايضا لانها “باب اول”, فتجدها بنفس المواصفات والنوعية على الانترنت بسعر زهيد جدا يكاد يصل للحقيبة الكبرى 11 دولارا امريكيا كحد أقصى.
كل ما يجري ليس من باب الاقتصاد الحر وحرية التجارة, انما يُنذر بأن موسم العودة للمدارس بدأ وسط غلاء وجشع مضاعفين وسيتضاعف اكثر في السنوات القادمة, وقد نشهد أهوالا خلال السنة نفسها مع وجود عقول تعمل فقط للتنكيل بالاهالي باعتبارهم مصدر رزق وغنيمة فتكيد لهم المكائد بدلا من دفعهم لتعليم اطفالهم في مدارس جيدة وبيئة حاضنة.