إكس خبر- لم يفرح ابناء ابناء الضاحية الجنوبية ليل امس بفوز البرازيل على الكاميرون وهو المنتخب الاول الذي يشجعونه في المونديال. واراد الانتحاري الذي فجر نفسه في الطيونة وعلى مدخل اوتوستراد هادي نصرالله ان ينغص عليهم هذه الفرحة، وكأنه مكتوب على اللبنانيين ان لا يهنئوا في هذا الصيف الحار في السياسة والامن وتوجيه الضربة تلو الضربة الى موسم السياحة الذي ينتظرونه.
وحدها العناية الالهية انقذت المئات من الموت كانوا يتوزعون في اكثر من مقهى في محيط المكان الذي قصده الانتحاري الذي خاض مباراته النهائية ليحقق في مرمى لبنان: استشهاد المفتش في الامن العام عبد الكريم حدرج والعشرات من الجرحى . وافتدى الاخير بجسده النحيل حياة رفاقه في السلاح من جنود الجيش على الحاجز ، فضلاً عن المواطنين الذين كانوا يسهرون ويمرون في هذه البقعة.
استيقظ ابناء الضاحية اليوم والصدمة على وجوههم وهم يتناقلون انباء هذا التفجير الذي هزهم في الصميم والامر نفسه فعله في الطريق الجديدة جارة الشياح.
وفي ضوء شرارات تفجير الطيونه وقبله انتحاري ضهر البيدر الذي تنشق هواء صوفر قبل موته، يعني ان موجة الانتحاريين عادت الى الظهور في الربوع اللبنانية، على الرغم من كل الاجراءات التي تتخذها القوي الامنية في بيروت والمناطق والتنسيق الذي تقوم به الاخيرة مع “حزب الله” وخصوصا في الضاحية الجنوبية التي يخشى اهلها استمرار قدوم الانتحاريين الى ديارهم في رمضان الذي سيستقبلونه في اواخر الاسبوع الجاري، لان هؤلاء يضاعفون من “نشاطاتهم” في الصوم وهذا ما تثبته الارقام في المحافظات العراقية في الاعوام الاخيرة.
ويدور في اذهان القيادة السياسية والامنيه في “حزب الله” موضوع مواجهة هذه الاعمال الارهابية بطريقة دفاعية، او الانتقال الى سياق اكثر هجومية يتمثل بتفعيل التعاون الامني الموجود في الاصل مع الاجهزة الامنية الرسمية ، ولا سيما ان جمهور الحزب وحركة “أمل” نجح حتى الان في تجاوز ردات الفعل. وتتجه الخيارات هنا الى المزيد من القيام بالهجمات الاستباقية التي ينفذها الجيش وبقية الاجهزة للقضاء على منظومة الارهاب واماكن تحضير السيارات المفخخة وتجهيزها، لان الخشية لدى هولاء تبقى اذا كان هذا الامر يتم في مناطق لبنانية بدل يبرود التي اصبحت في قبضة الجيش السوري ومقاتلي “حزب الله“.
ومن هنا يطرح الامنيون و”العقل الامني” في الحزب تساؤلات من نوع اذا تمكنت الجماعات الارهابية من توفر ملاذات امنة لخلاياها النائمة التي ارتاحت اكثر بفعل النجاحات العسكرية التي حققها تنظيم “داعش” في العراق.
في غضون ذلك يؤكد مقربون من الحزب ان قيادته الامنية على “تنسيق فعال” مع وزير الداخلية نهاد المشنوق “الذي يقوم بخطوات جريئة لمواجهة هذا الارهاب والتصدي له وهو يقود هذه المعركة بكل جرأة وشجاعة“.
وتلاحظ هذه الاوساط في الوقت عينه ان “هذه العزيمة التي يتمتع بها المشنوق لا تنسحب عل كل قيادة تيار المستقبل وكتلته النيابة، لكن الرجل يحظى بتغطية من الرئيس سعد الحريري وهو مستمر في معركته“.
ابناء الضاحية بدأوا يسألون من الان: “أي رمضان ينتظرنا؟“.