اكس خبر – أكثر من 40 مليون دولار هي عائدات “داعش” النفطية شهريا. عائدات تخولها من دفع رواتب عالية للمنتمين الى التنظيم لا تقل عن 1000 دولار شهريا، وهو مبلغ كبير جدا مقارنة باوضاع السكان في سوريا والعراق ويشكل عامل جذب مهم للشباب للانضمام الى التنظيم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لمن يبيع “داعش” النفط؟
الاجابة تتطلب اولا معرفة ان داعش يستولي على 95% من حقول وابار النفط السوري ليتقاسم باقي الحقول اي ال5% النظام السوري والميليشيات الكردية.
ويعتمد داعش طريقة بدائية في استخراج النفط وتكريره الامر الذي يحد من كمية الانتاج ولا تصل الى ربع الكمية التي كانت تنتجها الابار والحقول اثناء سيطرة النظام وثم المعارضة عليها. ويقدر المراقبون ان الكمية المنتجة يوميا لا تتجاوز ال350 الف برميل في افضل الحالات ويقول البعض انها لا تتجاوز ال50 الف برميل.
سوق النفط
وهنا السؤال يطرح نفسه اين يذهب هذا الانتاج؟
بالطبع فإن الدول التي تحارب تنظيم داعش ترفض قبول شراء النفط منه، كما كانت تفعل مع المعارضة السورية، ولذلك، وكما يقول مراقبون، فإن النفط يذهب في غالبيته الى السوق المحلي اما ما تبقى فيذهب الى دول الجوار العراق وتركيا.
في الداخل، يعتبر النظام هو الطرف الرئيسي لشراء انتاج داعش عبر وسيط ينتمي الى الجماعات الارهابية، خصوصا بعد ان نشطت مافيات النفط في ظل الازمة المتفشية. يقول مراقبون ان النظام يشتري يوميا من داعش اكثر من 70 الف برميل اما الباقي فيتم تقديمه كعطاءات وهدايا “لأصدقاء في تركيا، او للتجار الاتراك لشراء الاسلحة والسيارات وحتى المعلومات الاستخباراتية من جهات تركية”.
والجدير هنا التذكير عن المعلومات الاعلامية التي تحدثت سابقا عن وجود صفقة عقدها النظام مع تنظيم داعش فيما يخص حقل توينان، بإشراف ما يسمى بـ “والي الرقة” أبو لقمان في بداية أبريل 2014، حين فرض داعش سيطرته على الحقل وعلى جميع أملاك الشركة النفطية في المنطقة، وباستشارة من أحد عناصر لواء “أويس القرني” المنضمّين إلى داعش، تم حينها التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري لتوقيع عقد ينص على قيام التنظيم بحماية الحقل وتأمين وصول المواد الخام إلى مصافي النظام، فيما يقوم الأخير بتأمين الصيانة والمهندسين لإدارتها، على أن تقسم الأرباح إلى قسمين: 60% للنظام و40% لتنظيم داعش”.
السوق العراقي
وللسوق العراقي ايضا حصته من سوق داعش النفطي. تجار كثر يتهافتون على شراء هذه المادة بأسعار بخسة لبيعها في السوق المحلي العراقي بأسعار منافسة.
وفي صيف ال2014 باع تنظيم داعش النفط إلى التجار العراقيين بسعر 2000 ليرة سورية للبرميل الواحد، أي ما يعادل نحو 12 دولاراً، لكنه اشترط عليهم بيعه للسكان بسعر 3000 ليرة سورية للبرميل الواحد، أي ما يعادل نحو 18 دولاراً، في محاولة منه لكسب التأييد الشعبي في مناطق نفوذه في سوريا والعراق.