استمرار التظاهرات في القاهرة وسائر المدن المصرية أمس وحصول مواجهات عنيفة بين قوى الأمن والمتظاهرين، رغم حصول تغيرات كبيرة في قمة السلطة، أخذا يطرحان الحد السياسي الأقصى للانتفاضة الشعبية، المتمثل بمغادرة الرئيس حسني مبارك للسلطة وإلغاء حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة بالكامل وإجراء انتخابات جديدة لمجلسي الشعب والشورى وتعديل الدستور.
وحرص الرئيس مبارك امس على زيارة القيادة العامة للقوات المسلحة، بحضور نائبه الجديد عمر سليمان ووزير الدفاع المشير طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، وتقرر انزال قوات الامن اليوم.
وفي المقابل، فوضت المعارضة د. محمد البرادعي تشكيل «حكومة إنقاذ» لتنفيذ مطالبها.
واتجه البرادعي الى ميدان التحرير لمخاطبة الجموع، دعا مبارك الى مغادرة السلطة. محذرا واشنطن بخسارة مصداقيتها {إن لم تتخذ موقفا واضحا}.
وكان لافتا تحليق طائرات «أف ــ 16» تابعة لسلاح الجو في سماء القاهرة.
وكان صداها يسمع في كل العاصمة، ما اثار مشاعر متباينة في صفوف المتظاهرين.
ولاحظ المواطنون ان الجيش يمنع انضمام مزيد من الناس الى المحتشدين في ميدان التحرير.
حماية الأحياء.. ومطاردة
المساجين الفارين
في موازاة ذلك، استمرت حالة الفوضى التي قابلها الاهالي بتشكيل لجان شعبية لحماية احيائهم، تعويضا عن غياب الاجهزة الامنية.. فيما فر آلاف المساجين، من سياسيين وجنائيين، من مختلف السجون بعد معارك طاحنة وتواطؤ من جهات فاعلة، وشوهدت عشرات الجثث امام السجون.
وفي وقت لاحق، اعلنت السلطات القبض على اكثر من ثلاثة الاف، بعضهم هاربون من السجون والبعض الآخر مخربون، واستطاع اكثر من سجين فلسطيني فار الوصول الى قطاع غزة.
في هذه الاثناء، عبرت واشنطن عن عدم رضاها ازاء خطوات مبارك، وطالبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بخطوات تغيير حقيقية، واعتبرت تعيين اللواء سليمان خطوة غير كافية، داعية الى اجراء انتخابات حرة.