في إشارة واضحة الى الرغبة المشتركة في التبريد، عمّم “حزب الله” و”تيار المستقبل” اعتبارا من صباح أمس الأحد، على “المستويات” السياسية والإعلامية، ضرورة الالتزام بسقف الهدنة الجديدة، وعدم المبادرة إلى كل ما من شأنه خرقها وتحت أي عنوان.
يأتي ذلك تتويجا لحركة الاتصالات التي انطلقت عجلتها بسرعة ملحوظة اعتبارا من ليل الجمعة الماضي، وكان قطباها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وتخللها أكثر من تواصل بين الإثنين من جهة وكل من الحريري وقيادة “حزب الله” من جهة ثانية.
وتُوجت غروب السبت بخطاب رمضاني هادئ للرئيس الحريري، تلقفه “حزب الله” باتصال حسن نية أجراه المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين خليل، برئيس الحكومة، شكره خلاله على العودة الى التهدئة، ومؤكداً التزامها، وأكد الحريري من جانبه الالتزام بالتهدئة واتفق الجانبان على لقاء قريب.
ورجحت مصادر قيادية قريبة من النائب وليد جنبلاط في اتصال مع صحيفة “اللواء” بعودة التهدئة الى مجاريها بعد الموقف الشجاع الذي اتخذه الرئيس الحريري، واعتبر فيه انه متمسك بالتهدئة وبالكلمة الطيبة، ومسارعة “حزب الله” الى التقاط الفرصة الجديدة.
وأكد الحزب، بحسب ما افادت قناة “المنار” ان الوقت لا يزال متاحاً لاخراج البلد من ازمته الحادة، رغم ما جرى في المرحلة الماضية، من خلال تعاطي حكومة الوحدة الوطنية بحرية مع ملف شهود الزور ومن وراءهم، وحسم هذا الملف بشكل كامل اولاً، والعمل على قرائن اتهام اسرائيل لمعرفة الحقيقة ثانياً.
وترافقت اتصالات التبريد المحلية مع جهد سوري في الاتجاه نفسه، ومع حركة بعيدة عن الأضواء، كما جرت العادة، لمستشار الملك السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله، ومع اتصال أجراه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالرئيس السوري بشار الأسد، تمحور بحسب مصادر رئاسية حول المستجدات الأخيرة وكيفية صيانة الاستقرار الداخلي.
وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات لصحيفة “السفير”، إن الحريري، وبعد الخطاب الذي رد فيه على خطاب السيد نصر الله، اتصل ليل الجمعة الفائت بالرئيس بري، وأكد له أنه كان وما يزال يدعو إلى الكلمة الطيبة والتهدئة.
فيما بدا بري مشجعا لرئيس الحكومة على ضرورة تنفيس التوتر ولا سيما أن الشحن المذهبي بلغ مدى خطيرا ويهدد بما لا تحمد عقباه، واعدا أنه اعتبارا من اليوم سيقوم بسلسلة اتصالات في هذا الصدد.
وأشارت المصادر الى أن بري تواصل بعد ذلك مع قيادة “حزب الله”، وأبلغها مضمون ما دار بينه وبين الحريري.
وكان رد فعل الحزب إيجابيا مع الاستعداد الكامل للتعاون مع كل الجهود الرامية إلى التهدئة وعدم التوتير السياسي.
وعلى الخط نفسه، تحرّك النائب جنبلاط، بعد تلقيه اتصالا من الحريري، حيث تواصل مع مسؤول ملف العلاقة السياسية معه في “حزب الله” الحاج وفيق صفا. وشدد جنبلاط على وقف السـجالات، وعبر عن قلقه من تفاقم الأمور إلى ما هو أسوأ ويصعب تداركه في ظل الجو المشحون في الشارع من هنا وهناك.
الى ذلك قالت مصادر وزارية بارزة لصحيفة “النهار” انه بعد خطاب الرئيس الحريري اول من امس، وتكراره بعض مضامينه مساء امس والاشادة الفورية به التي جاءته من “حزب الله”، باتت الامور اكثر هدوءاً وهي تتجه نحو الافضل انطلاقاً من اقتناع جميع الافرقاء بأنهم محكومون بالتلاقي والحوار وبالعودة دائماً الى الجلوس الى طاولة واحدة.
وعن الوضع الحكومي والحملات التي يشنها بعض الجهات على الحكومة، أكدت المصادر ان وضع الحكومة مستقر وثابت، بغض النظر عن الحسابات لدى بعض الاطراف.