لا يختلف اثنان في ان ما بعد اعدام الشيخ نمر النمر ليس كما قبله, فهو ليس مجرد رقم, وليس مجرد اسم يتم اضافته الى لوائح الاعدامات وهذا ليس بسبب وقوف ايران في ظهره بل لما يمثّله في القطيف امام جماعته ومن يقلّده منهم دينيا ويستمع الى خطاباته.
قد يكون نمر النمر اخطأ حين اعلن الولاء التام للجمهورية الايرانية وأفتى بضرورة الانقلاب على حكام السعودية وهي بلاد الحرمين التي ان حدثت فيها الفوضى فمعروف لصالح من, لكنه يبقى رجلا ذو هيبة جرى اعدامه اليوم السبت وعليه, لن تكون المرحلة المقبلة بين شيعة المملكة وحكامها كما قبلها بل ستسوء حتى وان لم يظهر ذلك للعلن ولكن النفوس احتقنت كثيرا مع اعلان النبأ صباحا.
اهالي القطيف الشيعة بغالبيتهم تائهون في هذه اللحظات حائرون لا يعرفون كيف يبردون دمهم, فتارة لا يريدون اعلان الصدام مع القوى الامنية في البلاد التي يمكنها كبح جماحهم في ساعات قليلة, وتارة لا يفقهون السكون والجلوس مكتوفي الايدي.
لحظات التخبّط بعد اعدام الشيخ نمر النمر لن تطول ربما, فقد تأمر ايران بعض جواسيسها بالداخل السعودي بتحريك حجر الدومينو واعطاء اوامر بالاعتداء على الشرطة والدوريات في المنطقة والتي تعرف انه قد يتم السكوت عنها وغضّ النظر لربطها بالاحتقان.
ايران محروجة امام اهالي القطيف ولا تعرف كيفية الرد على الخطوة السعودية الكبرى التي سبق وحذّرت منها, لكنها حصلت اليوم ووقعت الواقعة ولم تحرك ايران ساكنا سوى بتصريحات اكل عليها الدهر وشرب وبهجوم اعلامي من وسائل اعلامها معتاد وليس جديد.
اعدام الشيخ الشيعي اليوم, سيؤسس لمرحلة جديدة اما اسوأ من السابق واما صلح بين الطرفين وهو مستبعد, لكن الاكيد يبقى ان ما بعد اعدام نمر النمر ليس كما قبله.