كتبت عندليب دندش – ماذا لو كانت ايران او السعودية او اي دولة عربية او اسلامية هي من ارتكبت مجازر هيروشيما وناغازيكا باستخدام القنابل النووية؟
ماذا لو ان قاتل مئات الاف اليابانيين في العام 1945 لم يكن الاميركيين، بل اي شعب او امة اخرى؟
هل كان سيتم التعامل مع القتلى مرتكبي الجرائم الوحشية بهذه الطريقة؟
مات عشرات الاف اليابانيين بين ليلة وضحاها بقنبلتين اميركيتين، وبتأييد عالمي.
فعندما يتعلق الامر بجرائم اميركية، تُصبح تلك الافعال محمودة هدفها “انساني بحت” رغم هول الجريمة والمأساة.
المأساة التي استمرت لعقود من الزمن، اذ ان المعلومات تؤكد وفاة عشرات الالاف بعد سنوات من القاء القنبلتين، نتيجة الآثار طويلة المدى للقنبلتين، لم تكن في رأي المجتمع الدولي حينها جريمة غير أخلاقية، وجريمة حرب، وشكلاً من أشكال الإرهاب الدولي، بل كانت من اجل احلال السلام.
الحقيقة كانت ان اميركا قصفت المدنيين اليابانيين تحقيقا لمصالحها ومصالح الدول الكبرى بغض النظر عما يسمى انسانية او ارهابا، او جرائم حرب.
عندما يتعلق الامر بمصالح الدول العظمى يُصبح كل شيء مستباحا لهم، فتقف الديمقراطية والحرية الاميركية عند الحدود الاميركية، وما يخرج خارجها ليس سوى الهمجية والقتل والارهاب والجرائم تماما كما يحصل في فلسطين اليوم لصالح اسرائيل والغرب كله.
العالم كله اجتمع من اجل ان يمنع ايران من تصنيع السلاح النووي، وكأن ايران او اي دولة اسلامية او عربية هي من استخدمت هذا السلاح ضد الحضارة والاثار والتاريخ.
كأن ايران والدول العربية والاسلامية هي التي هددت اليابان باستخدام المزيد من القنابل الذرية اذا لم تُعلن الاستسلام. كأن ايران والعرب هم من يخوضون الحروب ويرتكبون الجرائم باسم الديمقراطية والديمقراطية منهم براء.
على مر التاريخ الحديث، يمكن القول ان جل الماسي التي تعرض لها العالم، وقتل خلالها ملايين الناس لم تكن الا ذا صناعة اميركية او غربية ولم يكن للعرب والاسلام علاقة بها الا تلك الحروب التي خاضوها بحق بعضهم، لكن في اليابان وفلسطين والعراق وافغانستان والصومال … وغيرها من الدول كلها حروب تحمل بصمات غربية، مستبيحة دماء الشعوب المستضعفة.
واذا كان من حق العالم ان يمنع ايران من التسلح النووي، فإنه من الاجدى ان يمنع اسرائيل قبلها من هذا السلاح التي لا تهدد فيه الا العرب والمسلمين، ومن الاجدى على العالم ان يتجرد فعلا لا قولا من هذا السلاح الفتاك الذي قتل فيه مئات الاف الابرياء لنصدق ان العالم هذا يسعى الى السلام لا الى فرض سياسة القوة على الاضعف منه.