حبس العالم أنفاسه امس اثر اكتشاف طردين ناسفين في دبي وبريطانيا مصدرها اليمن وكانا في طريقهما الى الولايات المتحدة وزرع احدهما بالفعل على طائرة شحن تابعة لشركة يو بي أس أكتشف في بريطانيا، بينما اكتشف الطرد الآخر في دبي بعد وصوله من اليمن على ان ينقل على طائرة اخرى الى اميركا.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان مادة ناسفة واضحة اكتشفت على طردين مريبين كانا في طريقهما الى الولايات المتحدة من اليمن لنسف معابد يهودية في أميركا
واضاف ان المحققين اكتشفوا تهديدا ارهابيا ذا مصداقية ضد الولايات المتحدة وان الامن سيعزز ردا على ذلك طالما استدعى الامر.
وقال اوباما الذي كان يتحدث في البيت الابيض وبدا في حالة غضب ان الرئيس اليمني تعهد بالتعاون في التحقيق.
وعبر اوباما عن شكوكه في ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤول عن الحادث. واضاف ان الجماعة مازالت تخطط لهجمات ضد الولايات المتحدة وسندمرها.
وقال اوباما ان الفحص المبدئي الطردين اللذين اكتشفا في دبي وبريطانيا اظهر “انهما يحتويان بوضوح على مادة ناسفة”.
وتعهد اوباما بألا يدخر المسؤولون الاميركيون جهدا في معرفة مصدر الطردين واي مؤامرات اخرى.
واكد اوباما، ان الطردين المشبوهين اللذين رصدتهما السلطات في دبي وبريطانيا في طريقهما من اليمن الى الولايات المتحدة كانا “يحتويان على مواد متفجرة”، مضيفا ان وجهتهما النهائية كانت مركز عبادة يهودي في اميركا.
وتعهد اوباما، في كلمة مقضتبة وجهها الى الاميركيين الذين تابعوا بذعر عبر شاشات التلفزة الاجراءات الامنية المكثفة التي شهدتها مطارات عدة في البلاد وخارجها بالعمل على “تدمير تنظيم القاعدة في اليمن”، في اشارة الى تحميل واشنطن مسؤولية العملية له، بينما اقرت السلطات الاماراتية برصد “شحنة مشبوهة” غير انها قالت انها حولتها الى المختبر للفحص، في حين رافقت مقاتلات اميركية طائرة ركاب اماراتية خلال هبوطها بمطار جون كنيدي بنيويورك.
وجاءت هذه التطورات بعد دقائق من وصول طائرة ركاب تابعة لـ “طيران الامارات” الى مطار جون كينيدي بسلام، بعد ان رافقتها مقاتلات اميركية وذلك “كاجراء احتياطي” بعد ان تردد انها تحمل شحنة مصدرها اليمن، او انها كانت في صنعاء قبل ان تنتقل منها الى دبي لتبدأ رحلتها، رغم ان الطائرة “لم يطلب منها تبديل وجهتها”.
وكانت شركة “فيدكس” قد ذكرت ان السلطات الاماراتية “صادرت طردا مشبوها من مشأة تابعة لها في دبي، مصدره اليمن”، وقالت الناطقة باسم الشركة، موري لين: “لقد اوقفنا كافة عملياتنا من اليمن، ونحن نتعاون بشكل كامل مع الاجهزة المعنية”.
وكان مصدر امني اميركي قد تحدث لـ CNN قال ان حملة التفتيش التي تشنها السلطات الاميركية حاليا للبحث عن مواد مشبوهة على متن طائرات شحن قادمة من اليمن جاءت بعد تلقي “معلومات من حلفاء” تشير الى محاولة زرع قنابل او مكونات لقنابل داخل حاويات للحبر، تستخدم في الطابعات الموصولة باجهزة الكمبيوتر.
وذكر المصدر ان بعض الطرود البريدية المشبوهة كانت في طريقها الى كنس يهودية في اميركا، مضيفا ان هناك طائرات ت خضع للتفتيش خارج الولايات المتحدة، مشيرا الى عمليات بحث تطال شحنات في طائرات موجودة ببريطانيا، لكنه اكد عدم معرفته ما اذا كانت هذه العملية تنطوي على محاولة حقيقية لتهريب متفجرات لاميركا، او مجرد اختبار لرد الفعل الامني.
وذكر المصدر ان المحابر التي جرى العثور عليها كان تحتوي على دوائر كهربائية واسلاك، وهي مغطاة بمسحوق ابيض لم تتضح طبيعته بعد، وهي قادمة من العاصمة اليمنية صنعاء.
وقامت الشرطة الاميركية بتفتيش طائرة تابعة لشركة UPS، حطت في مطار مدينة نيويورك، واخرى تابعة للشركة نفسها، حطت في مطار نيوجيرسي، الى جانب طائرة ثالثة لم تكشف هويتها في مطار فيلادلفيا، اضافة الى عملية تفتش تطال شاحنة تابعة لشركة UPS للشحن بمدينة نيويورك.
وبحسب المصدر، فان عمليات التفتيش كلها تركز على البحث في طائرات الشحن القادمة من اليمن، او على الطرود القادمة من ذلك البلد، وقد جرى عزل الطائرات في مكان بعيد عن المدارج بهدف عدم عرقلة عمليات الطيران في المطارات المعنية.
وعثر على الطرد المشبوه داخل مركز فرز تابع لمطار ايست ميدلاندز القريب من نوتينغهام في وسط انكلترا، كما اعلنت الشرطة البريطانية.
وجاء في بيان للشرطة “عثرت الشرطة على طرد مشبوه في مركز التوزيع التابع لمطار ايست ميدلاندز”.
وتبين عند الظهر ان الطرد خضع لفحص واعادة فحص وجرى فرض طوق امني على سبيل الاحتياط”.
واضافت الشرطة انه “تم اغلاق مركز توزيع البضائع والعديد من مكاتب المطار”.
واكدت وزارة النقل البريطانية “علمها بالحادث” في مطار ايست ميدلاندز الذي تعاملت مع الشرطة. ونفت ايضا وقوع حادث في مطار لندن خلافا لما اكدته شبكة سي. ان. ان في وقت سابق.
في الوقت نفسه، تجري السلطات الاميركية تفتيشيا دقيقا لطائرات شحن في مطار نيويورك، القريب من نيويورك، ومطار فيلادلفيا بحثا عن عبوات مشبوهة.