إكس خبر- خط الأطباء هو خطٌ لا تخطئه عين، ولا تغيب صفاته عن ذهن، فهو غير مفهومٍ بالمرة، ويبدو لنا وكأنّ شخصاً قد خط على الورقة بالقلم من غير قصد، فلا نجد فيه سوى الخطوط المنحنية حيث أننا لا نواجه عند قراءة هذا الخط مشكلة فهم الكلمات فقط، بل وحتى معرفة أين تبدأ الكلمات وأين تنتهي. وربما ساء الأمر إلى درجة أننا قد نقول: هل هذه الكلمات (أو بالأحرى الخربشات) هي توقيع الطبيب أم جزءٌ من الوصفة الدوائية أم تاريخ اليوم؟ باختصار، نحن بحاجةٍ إلى حجر رشيد (وهو الحجر الذي استعمله العلماء لفك رموز اللغة الهليروغليفية) لنفهم معاني الرموز والرسومات التي يخطّها الأطباء على الورق. والسؤال الذي سنناقشه اليوم هو لماذا هذا الخط السيء؟ تعالوا نتعرف الإجابة..
قد يكون السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة هو الكمية الكبيرة من الأعمال الورقية (ما يكُتبُ على الورق) الذي يتوجب على الأطباء كتابته، فكل ما يفعلونه أو يلاحظونه أو يطلبون القيام به يجب أن يُكتب قبل أن يغادر المريض.
سببٌ آخر يحذوهم إلى ذلك، ألا وهو معرفتهم بأن مصير هذه الأوراق التي يكتبونها إلى خزانة الأوراق حيث لن يطلع عليها أحدٌ ثانيةً على الأغلب. وما يهمّ فعلاً ليس هذه الأوراق بل ملاحظة المريض لتشخيص حالته ومعالجته.
ناحيةٌ أخرى مهمة؛ ما يكتبه الأطباء سيقرؤه الأطباء الآخرون أو الصيادلة أو من له علاقةٌ بالأمر وليس العامة من الناس. فخطوط الأطباء مفهومةٌ لبعضهم البعض لأنهم يعرفون ما يبحثون عنه أثناء قراءة الوصفة مثلاً( وكتوضيح، عندما يقرأ الطبيب أو الصيدلي الوصفة فإنه يعرف أسماء الأدوية والأمراض ويميّزها بسهولة على عكس الإنسان العادي).
النتيجة:
تشير بعض المصادر –وهي في الغالب مصادر صحفية- إلى أن الفهم الخاطىء لخطوط الأطباء السيئة يؤدي إلى وفاة الآلاف سنوياً، لكن وبالبحث عن مصادر هذه المعلومات لا نجد معلوماتٍ موثقةً أو أرقاماً من مراجع دقيقة فمعظمها كما ذكرنا مصادر صحفية.
ومن الناحية المنطقية؛ هل يمكن أن يخطىء الصيادلة المعتادون على خط الأطباء في قراءة حجم جرعة الدواء على سبيل المثال، كأن يخطئوا في التمييز بين الميلي غرام والغرام؟ (علماً أن الفارق بين الكميتين ألف ضعف). باختصار، لا توجد معلوماتٌ موثقةٌ بهذا الخصوص، وبإمكاننا إذن أن تعتمد على الصيادلة في تحويل الوصفة الطبية التي لا نستطيع فيها تمييز الكلمة عن الرقم، نستطيع أن نعتمد عليهم ليعطونا الدواء الصحيح بالكمية الصحيحة.
الحل:
لكي نحل هذه المشكلة -مشكلة عدم فهم الخط والمشاكل المترتبة عليها إن وُجِدت- فإن “الوصفة الإلكترونية” تبدو الحل الأمثل للحصول على وصفةٍ دقيقةٍ، خاليةٍ من الأخطاء ومفهومةٍ مما يساهم إيجاباً في العناية بالمريض وعلاجه.
وانطلاقاً من هنا فإن المعهد الأمريكي للطب American Institute of Medicine أشار إلى دور الوصفة الطبية الإلكترونية في تقليل الأخطاء الطبية، وقد بدأت تكتسب شعبيةً، مما يسهم في زيادة الوعي عن أهميتها في زيادة درجة الأمان للمريض.
الوصفة الإلكترونية أفضل من طلاسم الوصفة المكتوبة بخط اليد، لكن الأخيرة ليست بهذا السوء، بالنسبة للصيادلة على الأقل. والأمر ذاته ينطبق على كل ما يكتبه الأطباء أثناء عملهم.