إكس خبر- لارا الصفدي ممثلة أردنية شابة توقّع لها عدد من الفنانين الكبار والمخرجين مستقبلاً فنياً باهراً في بداياتها الأولى في أواخر التسعينيات، وهي بدلاً من العمل في تخصصها الجامعي بإدارة الأعمال اختارت التمثيل عشقها الأول والأخير. لكن سوء الحظ تارة، ومرضها الغامض تارة آخرى حاصراها في عام 2010 وأخّرا مسيرتها الفنية والشخصية إلى بطولات الصف الأول، حيث حال مرضها الغامض من تقديمها أعمالاً فنية عرضت عليها، ومن الزواج من صديقها المقرب الإعلامي مازن دياب الذي رحل مبكراً بجريمة قتل مروعة. كل ذلك تكشفه لارا في الحوار الذي أجرته احدى الوسائل الاعلامية معها:
ما هو العمل الفني الأول الذي أطلقك كممثلة أردنية واعدة في العالم العربي؟
بالتأكيد، كان المسلسل الفانتازي «البواسل» للمخرج نجدت أنزور عام 2000، وأعطاني دوراً مميزاً فيه حيث قمت بدور الحسناء الطيبة زلفا التي يتصارع ويتنافس على ودّها كل شباب القبيلة لكنها تحب شاباً آخر، وفي ليلة زفافها يقتل، فتموت حزناً عليه. والمسلسل القروي «عرس الصقر» للمخرج أحمد دعيبس إلى جانب نخبة نجوم الأردن: جميل عواد، إياد نصار، رشيد ملحس. والمسلسل الفانتازي «شهرزاد» للمخرج شوقي الماجري إلى جانب نخبة النجوم العرب: السورية سلاف فواخرجي، واللبنانية ورد الخال، والكبيرة منى واصف، والسوري جهاد سعد. والمسلسل التاريخي «الحجاج» للمخرج محمد عزيزية مع عابد فهد وغسان مسعود. والمسلسل البدوي «رأس غليص» مع النجم رشيد عساف.
أنت من الممثلات الشابات المطلوبات دائماً في الدراما الخليجية، فما أهم أعمالك فيها؟
أحدث أعمالي الخليجية البدوية لعام 2014 «الوعد» للمنتج عبد العزيز الطوالة وإخراج محمد الطوالة، وقامت ببطولته نخبة نجوم الكويت والخليج والأردن: ياسر المصري ومحمد القبيسي ورؤى الصبان ونادرة عمران حيث أديت فيه دور مزنة زوجة خلف (ياسر المصري) التي ارتبطت به بزواج تقليدي وهي تعلم بحبه لغيرها، وتعيش في قلق أن يتزوج عليها في يوم ما.
وسعدت بأدائي لأدوار لافتة في مسلسلات حصدت نسبة مشاهدة عالية مثل «الحب المستحيل» مع المخرج محمد القفاص. وقمت ببطولة ثلاث حلقات منه إلى جانب النجم خالد أمين والنجم أحمد إيراج.
ومسلسل «عيون من زجاج» مع المخرج محمد القفاص، وأطللت فيه بدور جميل إلى جانب زملائي الخليجيين: غازي حسين وفاطمة عبدالرحيم وبدرية أحمد وعبدالله بو شهري و«طاش ما طاش» الذي شاركت فيه لعامين متتاليين مع النجمين السعوديين ناصر القصبي وعبدالله السدحان.
احتجبت عن الإعلام والفن لعام ونصف العام فسرت شائعات كثيرة حول اختفائك، منها: أنك تزوجت سراً وسافرت، وأنك مريضة، وأنك لم تعودي مطلوبة من المنتجين والمخرجين الأردنيين والعرب، فما هو الصحيح؟
غير صحيح أنني تزوجت، فالزواج والموت لا يحسن أحد إخفاءهما طويلاً، والصحيح هو أني أصبت بوعكة صحية شديدة بدأت عام 2010 فأصبت باكتئاب حاد، وانخفض وزني دون سبب واضح 10 كلغ حتى أصبح 48 كلغ فجأة مع أنني آكل جيداً، وصرت أنحف بشكل مقلق وظاهر، فانعزلت أشهراً عن جمهوري وأصدقائي، ولم أعد ألبّي الدعوات للمناسبات العامة، وصرت أتردد طوال هذه الفترة إلى أطباء الأمراض الباطنية لتشخيص حالتي الغريبة، وليجدوا العلاج لها، وأخذوا لي صوراً طبقية لم تكشف أي علّة جسدية ظاهرة بي، فشعرت بأنني ضحية سحر أسود ما دام الأطباء لم يعرفوا سر علّتي. فأرشدني أصدقائي المقربون إلى شيخ موثوق يعالج المرضى بالقرآن الكريم لوجه الله تعالى دون مقابل. فتوجهت إليه، وعالجني بجلسات تلاوة قرآن مكثفة، وكشف لي أن شخصين من الوسط الفني، رجل وامرأة، استعانا بأحد السحرة الأقوياء لإيذائي بسحر قوي جداً لا يفكّه سوى تلاوة القرآن الكريم، مبطل كل سحر تقف وراءه نفس شريرة وفاسدة، ومن الجلسة الأولى بدأت أشعر بتحسن نفسي وجسدي يطرأ عليّ.
وماذا كانت أعراض مرضك بالضبط؟
أعرف أن البعض قد لا يصدقني لكنه حصل فعلاً، كنت مصابة بإعياء جسدي عام، واكتئاب حاد، وتصيبني إغماءات مفاجئة في الليل والنهار، وأصحو من نومي فأجد شعري مقصوصاً ومتساقطاً لكن بدون أن أجد أثراً له على الأرض.
وكنت ضحية الخوف من صوت يهتف لي في منامي يومياً أنني مريضة بسرطان الثدي، فذهبت وأجريت فحصاً مبكراً أولياً لم يظهر أي شيء. فحُدّد لي موعد آخر لم أذهب إليه لتلبيتي دعوة مهرجان الفجيرة المسرحي فور إحساسي ببداية الشفاء، وفور عودتي ذهبت إلى شيخي المعالج وحدثته عن صوتي الداخلي. فصارحني بأنني كنت معرضة فعلاً للإصابة بمرض سرطان الثدي والرحم وبأنني لم أكن سأعرف إلا في مراحله المتأخرة. لكن علاجي بالقرآن الكريم، وإيماني الشديد برحمة الله، ساعدا على شفائي من كل هذه الأمراض والبلاء.
ما أهم ما خسرته في رحلة علاجك الطويلة هذه؟
خسارتي الكبرى صحتي، فكان همي الأول والأخير استردادها، ومرضي أتاح لي فرصة الاختلاء بذاتي ومحاسبتها. فزاد قربي من الله عن السابق، وربما شفيت لأنني في فترة ما قبل مرضي لم أهمل واجباتي ولا فرائض ديني. ولم أدع شهرتي أو عملي الفني يشغلانني عنها.
وماذا اكتسبت بعد شفائك؟
نفسي المتعففة الزاهدة، لم تعد تعنيني النجومية والشهرة والمال والأضواء، وبعدما كنت أطمح لأدوار البطولة الأولى، أصبحت أطمح للأدوار المحورية الهامة التي تحمل رسالة إنسانية قيّمة لأبناء جيلي.
من الأغلى في حياتك الآن؟
الله سبحانه وتعالى ثم عائلتي.
وصديقك المقرب الراحل مازن دياب ألم يكن غالياً على قلبك هو الذي صرّح لي في آخر حوار أجريته معه في «سيدتي» بأنك الوحيدة التي أحبها في حياته. لكن الله لم يكتب لكما الارتباط الرسمي بالزواج لظروف خاصة؟
تحدثت بصوت متقطع تأثراً: الراحل مازن دياب بالفعل كان ومازال صديقاً مقرباً جداً إلى قلبي، وهو بالفعل طلب يدي للزواج رسمياً مني في شهر أغسطس (آب) 2010 قبل أربع سنوات كخطوة أولى حتى إذا ما وافقت على طلبه، كان سيصارح عائلته ويطلبونني رسمياً من عائلتي، وكان يتمنى أن يصبح أباً ويسمّي مولوده البكر عمر، لكني طلبت منه مهلة للتفكير بحكم مرضي وعدم شفائي الكامل بعد حتى لا أظلمه معي.
وبعد أسبوعين من التفكير المطوّل، اعتذرت له عن الزواج به متذرّعة بظروف خاصة بي من بينها مرضي، وطلبت منه أن نبقى أصدقاء، ولم يغضب بل تأسف برقة لعدم موافقتي، واحترم قراري للنهاية. وكان يدعوني دائماً لحفلات أعياد ميلاده مع أصدقائه وبعض مناسباته الإعلامية. وكنت ألبيها من باب الصداقة والمودة التي ظلت بيننا لآخر يوم في حياته القصيرة التي رحلت وانتهت قبل أوانها.
لكنه لم ينسك بدليل عدم ارتباطه بفتاة أخرى حتى يومه الأخير، فما قولك؟
اكتشفت هذه الحقيقة حين صرّح لي أحد أصدقائه المقربين في بيت الأجر الذي فتح له في عمان تحت اسم «بيت الوفاء لروح مازن دياب» الذي أقامه له أصدقاؤه ومحبوه بأن مازن دياب اعترف له قبل فترة أنه لم يستطع أن يتخلص من مشاعر حبه تجاهي.
هذا يفسر عدم ارتباطه لسن الـ31، لو عاد الزمن بك إلى الوراء هل كنت توافقين على الزواج منه حتى لا تحرميه من السعادة؟
الصداقة الحقيقية أبقى وأقوى أحياناً من رباط الزواج الذي قد يفقد وهجه وقدسيته بعد فترة من الزواج، وأنا بطبيعتي لا أتعجل الزواج لأنه قرار مصيري فإما أن يقدّم لنا النجاح والسعادة أو أن يقدم لنا بسوء الاختيار أو التعجل بالقرار، التعاسة والفشل.
غريب أنك أحببت الراحل دياب كصديق أكثر منه كحبيب مع أنه عريس مثالي بوسامته ورومانسيته ونجاحه ولا تقوى فتاة على مقاومة شاب فيه كل هذه المواصفات مجتمعة؟
أعترف لك بأنني فتاة غيورة جداً على شريك حياتي الافتراضي، ومازن دياب رحمه الله كان إعلامياً ناجحاً محاطاً طوال الوقت بالمعجبات والفنانات، كما أنه كان دائم الانشغال بعمله الذي يعشقه إلى حد لا يوصف ويكرّس له كل وقته وحياته. لهذا أيضاً آثرت البقاء صديقين حتى لا نخسر بعضنا في حال تزوجنا واختلفنا.
الزواج في النهاية قسمة ونصيب، والله لم يكتب لنا نصيباً في بعضنا بعضاً.
هل توقعت أن تكون نهايته مأساوية هكذا؟
طبعاً لا، كانت ثقتي بقوته وشجاعته في مقاومة مرض سرطان الرئة كبيرة. وكانت ثقتي برحمة الله به أكبر. لهذا، كنت أردد له دائماً في بداية علاجه إن الله سيمنّ عليه بالشفاء العاجل. وهذا ما حصل فعلاً بحمد الله وفضله، فنجا من خبث السرطان لكنه للأسف الشديد لم ينجُ من خبث البشر وغدرهم