استمعت النيابة العامة أمس الى أقوال صياح الرشيدي «الشاهد الملك» في قضية وفاة المواطن محمد المطيري، على أيدي رجال مباحث مخفر الأحمدي.
وقال الرشيدي أمام نيابة العاصمة انه قبل إلقاء القبض عليه بفترة اسبوعين، أي ما قبل تاريخ السادس من يناير بأسبوعين كان برفقة محمد المطيري في منطقة حولي قرب معاهد البنات وفي سيارة محمد الخاصة، وأثناء ذلك استوقفتهما سيارة مدنية تحمل «فلشر» مباحث وفي داخلها شخص واحد يرتدي ملابس رياضية وطلب منهما هويتيهما فقدماهما له ومن ثم بدأ بالتطاول عليهما بالكلام بعد أن أبلغاه بان عليه اما ان يحيلهما على المباحث وإما أن يتركهما رغم انه لم يبرز هويته التي تدل على صفته الوظيفية.
وأضاف الرشيدي: «رفض احالتنا على المباحث او حتى اعادة هويتينا، فما كان منا الا أن سحبنا الهويتين من يده ومن ثم رفسه محمد المطيري بقدمه وهربنا بسيارتنا».
وتابع صياح في التحقيقات «اعتقدنا ان الموضوع انتهى غير انه وبعد أسبوعين ألقي القبض على محمد في منطقة جليب الشيوخ قرب شقته، وتم اقتياد حارس البناية معه حتى لا يبلغ ذوي محمد بما حدث له وهناك قاموا بضرب محمد في الساحة الترابية القريبة من شقته وتم نقله الى مخفر الاحمدي، حيث استعلموا عن طريق شبكة الاتصالات من هاتف محمد عن مكان تواجدي».
وقال انه فوجئ برجال المباحث يصطدمون بسيارته لاجباره على التوقف، «حيث كان معي وقتها صديقي انور العازمي وتم ايقافي في ساحة ترابية في منطقة حولي وتم اقتيادي انا وانور الى مخفر الأحمدي وهناك شاهدنا محمد معلقا من يديه ويتم ضربه، ولم نكن نعرف السبب. فقال لنا الضابط (انتو صايرين فتوة في حولي) وهنا عرفنا ان سبب القاء القبض علينا هو ما حدث مع من استوقفنا قبل أسبوعين في حولي وتبادلنا معه الضرب ومن ثم هربنا».
وقال صياح «لقد قاموا بتعليقنا بالقرب من محمد بعد ان عصبوا اعيننا وضربونا وكنت اراهم وهم يضربون محمد. وفي فجر يوم السبت انهارت حالة محمد الصحية وكان يطلب الماء وكانت قدمه منتفخة ولا يستطيع تحريكها وكأنها مكسورة. وكان يطلب نقله الى المستشفى غير انهم أرسلوا هنديا ومعه (فازلين) لتدليك قدم محمد».
وأضاف صياح «لقد تم تعذيبنا بجميع الطرق وقطعوا حلمة صدورنا بـ (مقراضة) وكسروا انفي من الضرب وأطفأوا السجائر في فمي وجردونا من الملابس بالكامل ثم رشونا بالماء البارد».
وتابع «بعدها ارسلوني ومعي انور العازمي الى مخفر الفحيحيل وهناك دخلت شخصية وأخرجت انور من المخفر واختفى. وبعدها أرسلوني الى مخفر الأندلس لتوجيه تهمة سرقة ضدي كانت مقيدة ضد مجهول، غير ان القدر لم يسعفهم فقد اعترف شخص آخر بارتكابه جريمة السرقة ولم يستطيعوا توجيه التهمة لي. وهناك قاموا بتجريدي من ملابسي التي كانت ملطخة بالدم واعطوني غيرها».
وأكد صياح أن من تناوب على ضربه سبعة أفراد منهم هندي كان لا يسمح لنا بالنوم وآخر خليجي كان يضع امامنا كرسيا ويراقبنا حتى لا نتكلم مع بعضنا. أما الباقون فهم من رجال المباحث.
وأشار صياح الى ان «من طرق التعذيب ربط محمد المطيري من وسطه بحزام كبير. وكانوا يسحلونه في ممر المقر وبقوة وأعرف أوصاف الذين قاموا بتعذيبنا».
وأضاف «لدى نقلي الى السجن وجدت شابا بدون متهماً بالسرقة كان معنا في مباحث الأحمدي وهو شاهد على كل ما ذكرته وما حدث لمحمد المطيري».
وطلبت النيابة اقامة طابور عرض لرجال مباحث الأحمدي في قصر العدل لمعرفة المتورطين في القضية، واحضار المتهم البدون من السجن لسماع شهادته، واستدعاء انور العازمي لسماع أقواله في القضية، والذي أشارت مصادر الى أنه يعمل في الحرس الوطني، واستدعاء حارس العمارة للاطلاع على افادته».
وفي السياق ذاته، تقدم المحامي فيصل صقر الرشيدي الموكل للدفاع عن صياح بشكوى الى النائب العام ضد افراد وضباط مباحث الأحمدي يتهمهم فيها بتعذيب صياح والشروع في قتله.
وقال الرشيدي بعد تقديم الشكوى انه «جاء الوقت المناسب للحد من التعسف في استعمال السلطة للمباحث. ونحن في بلد قانون وعلى الجميع أن ينال العقوبة التي يستحقها امام القانون مهما كبر منصبه، ودم محمد لن يذهب هدرا وسوف نلاحقهم الى أبعد مدى».