اكس خبر – لم يجد قائد الجيش اللبناني بُدّا سوى ان يخرج عن صمته ليقول للسياسيين كلمتين “حلّوا عنا” تُدخلان الرعب الى قلوبهم من رجل المصاعب والمهام المستحيلة الذي أنقذ البلاد طوال الأوام الثمانية الماضية وأبقى المؤسسة العسكرية صامدة بوجه الريح.
قالها اذا “حلّوا عنا”, ويبدو أن كيل قهوجي طفح إزاء ارتفاع منسوب “القيل والقال” الذي يتردد صداه في داخل اليرزة، وسط قلق البعض من أن يؤدي هذا المناخ إلى تشتت تركيز الجيش المنشغل بالقتال على جبهة الإرهاب.
ونقل زوار قهوجي عنه قوله إن على السياسيين تحييد الجيش عن التجاذبات اليومية، لان الزج به في الصراعات الداخلية يؤثر سلبا على معنوياته، منبها إلى أن جعل مصير قيادة الجيش مادة للسجال السياسي العلني يسيء إلى المؤسسة العسكرية وصورتها.
وشدد قهوجي على انه لا يجوز إشغال الجيش بهذا النوع من الأخذ والرد، في وقت يتصدى لأصعب التحديات، وينتشر من الحدود الجنوبية حيث يواجه الخطر الإسرائيلي، إلى الحدود الشرقية حيث يخوض معركة مصيرية في مواجهة الجماعات الإرهابية.
وتبعا للزوار، توجه قهوجي إلى السياسيين قائلا: اتركوا الجيش يعمل من دون التشويش عليه أو الإساءة إليه، ونحن لا نريد منكم في هذه المرحلة سوى أن تدعونا نقوم بواجباتنا ونتحمل مسؤولياتنا في حماية اللبنانيين، ولا شأن لنا في أي أمر آخر.
وتابع: “ما يحدث منذ فترة من تناول للمؤسسة العسكرية هو خارج المألوف وبات لا يُطاق، وأنا أقول للسياسيين بصوت مرتفع أن اختاروا من تشاؤون لقيادة الجيش، ولكن أوقفوا فورا هذه المهزلة المتمادية.. لم يحصل في تاريخ الجيش أن فتح موضوع تعيين قائد للجيش قبل انتهاء ولايته، وانا قلت وأكرر أنني لست متمسكا بالموقع. الأولوية اليوم وغدا وبعده لثبات المؤسسة العسكرية، وهذا الأمر أهم من هذا الاسم أو ذاك، بدءا مني أنا”.
وشدد قهوجي على أن الوضع الأمني في لبنان جيد، والأكيد انه أفضل بكثير من الأوضاع السائدة في العديد من الدول العربية، وبالتالي علينا أن نعرف قيمة هذه النعمة وان نبذل كل الجهد الممكن للمحافظة عليها.