اكس خبر – في كل ليلة تقف سوسن ذات 25 عاماً على قارعة الطريق في إحدى ضواحي العاصمة عمان بالأردن لتؤدي مهنتها المعتادة في البحث عن الزبائن لقضاء أوقات متعة مدفوعة الاجر.
سوسن مثل الكثيرات من الأجنبيات اللواتي يقمن بهذا العمل في العاصمة الأردنية وفي المحافظات الأخرى، لتعيل نفسها من خلال جمع مرتب شهري يكفيها بعد أن نزحت إلى الأردن لأسباب قاهرة، فهي تعيش مع اسرة مكونه من أربعة اطفال في بيت مستأجر بتكلفة عالية.
تشرح سوسن “لـ اكس خبر” إمتهانها لمهنة (الدعارة) فتقول انها ترتاد يوميا الأماكن الحيوية وتنتظر الزبائن حتى تساومهم على السعر الذي قد يتراوح ما بين 100 دولار إلى 150 دولار حسب طيبة الزبون .
وتقول أنها تدرك خطورة عملها وتعي ما قد يترتب عليها من مسائله قانونية وامراض جسدية، لكنها لم تجد عملاً افضل ليسد عوزها وحاجيات أسرتها ، فبعد أن توفي زوجها لم تجد اي معيل او مساعدة .
الفقر والحاجة
توضح سوسن أنها حاصلة على درجة الدبلوم العالي في المهن الطبية المسانده، وهي تحب مجال إختصاصاها، لكن قلة فرص العمل ومنعها من العمل قانونياً، هو ما دفعها مجبرةً لممارست عمل المتعة فلا تستطيع أن توفر اقل إحتياجاتها لوحدها.
وتكمل أن الدخل الشهري من هذا العمل يقارب 1000 دولار وذلك وفقاً لطبيعة المنطقة التي تنتظر الزبائن بها، مشيرة أن منهم من يكرر لقاءها عده مرات وفي كل مره يعطها مبلغا يكفيها، بالإضافة الى انها تتصيد أصحاب السيارت الفارهة وتذهب معهم إلى بيوتهم لقضاء ليلتها بمبلغ قد يتجاوز 150 دولار .
وتضيف سوسن أنه لايوجد سعر ثابت لقضاء وقت مع طالبي المتعة، مؤكدة أنها لا تعمل ضمن مجموعة من النساء وانها تعمل لصالحها الشخصي وتقبل بما لديها من دخل .
إحصائيات ودراسات
معظم الإحصائيات الرسمية التي إطلع عليها “اكس خبر” من عدة مصادر تخفي الأعداد الحقيقة لعاملات المتعة وذلك لأسباب تتعلق بعدم القدرة على رصدهن خاصة أن معظمهن يعمل ضمن غطاء شرعي في المقاهي او الملاهي الليلية، لكن تؤكد هذه الدراسات أن إرتفاع معدلات الفقر والبطالة وازمات اللجوء أسمهت برفع عدد الباحثات عن الدعارة بشكل ملحوظ .
بالمقبل ولدى النظر إلى الباحثين عن المتعة من الشباب تجد أن اغلبهم في سن المراهقة، ولا ادل من ذلك إلا بالإطلاع على سجلات مراكز الاصلاح والتأهيل الأردنية التابعة لمديرة الامن العام .
فوفقاً لمصدر امني بيّن “لـ اكس خبر” أنه تم تسجيل عأكثر من 220 قضية دعارة خلال النصف الاول من العام الحالي مما يدلل على أن زيادة ملحوظة قد طرأت على قضايا الجنس بتعدد جوانبها .
قانون مطاطي
في الأردن يوجد سجن واحد مخصص للإناث يقع في منطقة الجويدة جنوب العاصمة عمان، ولا يمكن الإفصاح عن عدد الموقوفات قانونياً بقضايا تتعلق بجرم ممارسة الدعارة .
قانونيون يقولون “لـ اكس خبر” أن النصوص الدستورية في قانون العقوبات الأردني متشعبه، فقد ينظر لبعض قضايا الدعارة على انها إغتصاب وتخضع لجرم يختلف عن الزنا او عن جرم البغاء او غيرها .
كما يشيروا إلى أن القانون الأردني لديه العديد من المرجعيات وقد تتعلق القضية الواحدة بأكثر من محكمة إختصاص وفقاً لتقديرات القاضي، ففي حين تنظر محكمة البداية قضايا الدعارة والزنا، تختص محكمة الجنايات الكبرى بنظر قضايا هتك العرض والإغتصاب والشروع فيهما، ولا يمكن البت في هذه القضايا على وجه القطع الا بعد جولة كبيرة من التحقيقات والاسئلة والإستجوابات التي قد تأخذ وقتاً ربما يتجاوز 5 سنوات.
جهود أمنية
مصدر أمني في مديرية الامن العام يوضح “لـ اكس خبر” أنه بالرغم من حالات الرصد والمتابعة المتكررة للمناطق المشبوهة، الا أنه من الصعب السيطرة على كل حيثيات الملف، موضحاً أن لدى مديرة الامن العام الأردنية قسم كامل مختص بملاحقة الفتيات العاملات في الدعارة وممارسي البغاء ويتابع الحالات الواردة إليه.
ويضيف أن تحركات العاملين في هذا القسم تأتي بعد ورود شكاوى رسمية تقدم لهم،أو من خلال الفرق المتجولة المختصة والتي من خلالها يمكن عمل كمائن لبؤر الدعارة والقبض عليه لتحويلهم الى الجهات القضائية .
وعن ابرز الصعوبات يبين المصدر أن التغيير المستمر لدى فتيات الليل لمواقعهن وإرتدائهن لباساً مختلفاً باستمرار يصعّب حالات الرصد نوعاً ما، وعلى ذلك لا يمكن الجزم إذا كانت هذه الفتاة المشتبه بها تمارس الدعارة كمهنة ام انها ضحية ام غير ذلك.
الحرمة الشرعية
لايختلف إثنان على حرمة ممارسة الجنس خارج اطار الزواج بجميع الديانات والمذاهب، ولعل الدليل القاطع على ذلك ما جاء في القران الكريم في قولة تعالى “ولا تقربوا الزنا، إنَهُ كان فاحشةً وساءَ سبيلا” (سورة الاسراء الاية 32)
كما جاء التحريم ايضا في الانجيل حيث يقول “أيها الرب الآب، يا إله حياتي، لا تتركني ومشورة شفتاي. لا تدعني أطمح بعيني، والهوى اصرفه عني. لا تملكني شهوة البطن ولا الزنى، ولا تُسَلِّمَني إلى نفس وقحة” (سفر يشوع بن سيراخ 23: 6)
أزمات نفسية
الخبيرة النفسية الدكتور امل شعبان تقول “لـ اكس خبر” أنه لا يمكن حصر سبب معين يدفع البعض للممارسة الجنسية عند الجنسين، فتعدد المشكلات الحياتية والنفسية كلها أسباب قد تدفع المرء إذا ما إستطاع السيطرة على نفسه من ممارسة الجنس والمبالغة في هذا السلوك لحد الذروة.
شعبان تبيّن أن معظم الابحاث النفسية التي أجريت على افراد ادمنوا ممارسة الجنس (غير الشرعي) خرجت بنتائج ، أهمها أن كل من يمارس الجنس بشكل غير شرعي يشعر بالخجل وحقر نفسة ويندم على فعلته،لكنه بعد وقت معين يعاود الكرة من جديد ليشعر بالسعادة المؤقتة (النشوة).
وتؤكد شعبان أنه لا يمكن للفرد أن يمارس الجنس مع آخر بشكل مباشرة، فهناك مراحل للانزلاق في العلاقات الجنسية غير الشرعية تأتي بالتتابع لحين التورط بهذا السلوك غير السوي، والتي قد تتحول بوقت لاحق اإلى إمتهان وسلوك ملتصق بالفرد لايمكن الخلاص منه.
وتنوه أن حالات الازمات النفسية المتوترة عند ممارسي الجنس قد تزداد بسبب العواطف غير المتزنه أو الظروف المالية القاسية أو غيرها من العوامل المحفزة لممارسة هذا السلوك والذي قد يرافقه أحيانا شعور بالعدوانية والإجرام.