إكس خبر- لم تكن الطفلة البريئة زينة، ابنة الخمس سنوات، تدرك أن الشخص الذي تبتسم له كل يوم وهي صاعدة إلى شقتها، تتقاسم معه ما في يدها من طعام أحياناً، هو نفسه الذي سيشارك في محاولة اغتصابها وقتلها في جريمة هزت المشاعر!
ببراءة الأطفال، وكعادتها كل يوم، استجابت الطفلة زينة نداء ابنة خالها التي تسكن في الشقة المجاورة لهم للعب معها. بابتسامة عريضة لا تفارق وجه زينة ونظرة بريئة استأذنت الطفلة أمها، التي وافقت على خروجها للعب. في تلك الاثناء كانت هناك أعين شيطانية تراقب هذه الطفلة التي تعيش في عالمها الخاص، كان هناك من يرصد تحركاتها ويخطط لاصطياد الفريسة السهلة… في لحظة ابتعدت فيها الطفلة عن الأطفال الذين تلعب معهم، ناداها علاء ابن البواب بصوت منخفض، نظرت إليه الطفلة ببراءة قائلة: «نعم ياعمو»، لم تكمل زينة كلماتها، فقد كمّ فمها، استغاثت الطفلة لكنه كتم صوتها، قاومته لكن قوتها لم تساعدها، صعد بها إلى السطح وكان ينتظره في الطابق الحادي عشر زميله محمد، الذي أمسك بالطفلة الضعيفة ودلف بها إلى حجرته، ألقاها على سريره، حاول الاعتداء عليها واغتصابها، مزق ملابسها. لكن أثناء هذه اللحظات هرع علاء الذي ينتظر دوره بالخارج إلى محمد، وأبلغه أن عم الطفلة وسكان العمارة يبحثون عنها في كل مكان، وكانت قد دوت صرخات الأم في العمارة خوفاً على ابنتها من الخطف.
ذعر
حالة من الذعر انتابت محمد وعلاء، فأصيب تفكيرهما بالشلل، هنا صرخت الطفلة داخل الحجرة الصغيرة، حاولت الهرب، وكان المتهمان عاجزين عن التصرف ينظران نظرات شيطانية، وبسرعة حمل محمد وعلاء الطفلة زينة وألقيا بها من الطابق الحادي عشر، لحظات وكان صوت ارتطام الطفلة البريئة بالأرض يهز المكان لتلقى حتفها في الحال. أثناء ذلك الوقت كان عم الطفلة ووالدتها يبحثان عنها في كل مكان وفي كل دور من أدوار العمارة، فاقترح علاء على محمد أن ينزل للبحث معهم عن الطفلة، ويجلس محمد في حجرته بالسطح. المثير أن ابن بواب العمارة ظل يبحث مع أسرة الطفلة زينة عنها لمدة نصف ساعة، في محاولة للتمويه عن جريمته، وكأنه لا يعلم شيئاً، وفي نهاية رحلة البحث عندما فقدوا الأمل في العثور عليها عرض علاء عليهم أن يبحثوا عنها في «منور» العمارة، وبالفعل عثروا على الطفلة المسكينة مضرجة وسط بركة من الدماء، وبسرعة تم نقلها إلى المستشفى لكنها كانت قد فارقت الحياة، وبعد الكشف عليها تبين أن جسمها مليء بالكسور.
اعترافات
أسرع محمد حسن، عم الطفلة زينة، إلى قسم شرطة العرب وحرر محضراً قال فيه إن زينة ابنة شقيقه كانت تلعب مع أطفال الجيران أمام الشقة واختفت فجأة، وأثناء البحث عنها عثروا على جثتها ملقاة في منور العقار، ولم يتهم أحداً بقتلها.
على الفور شكّل العميد عبد الله خليفة، مدير المباحث الجنائية ببورسعيد، فريقاً لفك لغز الجريمة البشعة. وبمعاينة مكان الواقعة تبين أنه لا يمكن للطفلة أن تصعد إلى الطابق الحادي عشر بمفردها، لوجود حديد وارتفاعات عالية يصعب عليها تسلقها.
وبتكثيف التحريات وجمع المعلومات تبين لرئيس المباحث أن وراء ارتكاب الجريمة البشعة كلاً من علاء جمعة «16 سنة»، ويعمل حارساً للعقار الذي تقيم فيه المجني عليها، ومحمود محمد «17 سنة» مقيم في العقار، وسبق اتهامه في قضايا ضرب، وقد استدرجا المجني عليها إلى سطح العقار لكي يعتديا عليها جنسياً، لكنها استغاثت وصرخت، فألقياها من الدور الحادي عشر خوفاً من افتضاح أمرهما.
على الفور تم إعداد مكامن وضُبط المتهمان، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة وأحيلا على النيابة… وقف المتهمان محمد وعلاء أمام محامي عام بورسعيد، واعترفا بارتكابهما جريمة قتل زينة.
وبدأ محمد اعترافاته قائلاً: «أنا نادم على ما فعلته، لكن الشيطان سيطر على تفكيري وشل عقلي، وأنتظر الإعدام حتى أتخلّص من عذاب ضميري ونكون قد أخذنا عقابنا، وأقول لأمي التي تعمل راقصة: سامحك الله لأنك قصرت في تربيتي وابتعدت عني واكتفيت بالاهتمام بعملك، وكذلك والدي الذي اهتم بتجارته وجمع المال، وتركتماني إلى الشارع، وكانت هذه النهاية السجن أو الإعدام».
واعترف علاء ابن بواب العقار قائلاً: «محمد طلب مني في هذا اليوم أن أصعد إليه، وبالفعل وافقته وذهبت معه، وأثناء صعودنا السلم شاهدنا الطفلة زينة وهي تلعب مع بقية الأطفال، ولأنها في غاية الجمال أعجب بها محمد، وعرض عليَّ أن نخطفها ونغتصبها أعلى السطح. لا أعلم كيف وافقته، لكن يبدو أن الشيطان أوقع بنا في شر أعمالنا، وبالفعل أخذناها، ووقفت في الخارج حتى ينتهي، لكن سمعت صوت صراخ والدتها ووقتها شعرت بخوف وذعر فألقينا بها من أعلى السطح، وأنا أيضاً مثل محمد أتمنى الإعدام لأتخلص من عذاب الضمير».
دموع أم
في منزل زينة كانت الأم تنظر إلى صور طفلتها زينة التي تملأ الحجرة، هدأت بعض الشيء وقالت: «زينة كانت جميلة كل من يعرفها لا بد أن يحبها، وأنا أعلم أن ربنا أعطاني إياها كهدية لمدة خمس سنوات وأخذها مرة أخرى». وأضافت: «كان عيد ميلادها قبل الواقعة بيوم، وقبل أن تخرج ويختطفها الذئبان كانت تلعب مع عروستها الصغيرة، واتجهت إلى شقة شقيقي لتلعب مع ابنته سلمى، وأثناء خروجها من شقة خالها لمحها علاء وخطفها وصعد بها أعلى السطح لاغتصابها. وأثناء صعوده شعر بحالة من القلق والحيرة لسماعه صرخات النساء التي دوت في كل مكان بالعمارة بحثاً عن ابنتي، فألقاها وزميله من أعلى السطح… الشيء المحزن أنه منذ أسبوع كانت زينة قادمة مع والدتي، وأثناء مرورها على علاء في مدخل العقار نادته، وكان في يدها برتقالة أعطته نصفها وأخذت النصف، كما أننا كنا نعطف عليه وفي النهاية يفعل هكذا بابنتي الصغيرة… لماذا؟!». وأمسكت الأم بصورة لزينة وأشارت إليها قائلة: «هذه صورة التقطتها لها وهي في مسابقة أجمل طفلة. أنا الآن في كابوس بعد أن عشت أحلى أيام عمري، خمس سنوات هي كل أيام ابنتي في الحياة، ولن يهدأ لي بال أو يرتاح ضميري إلا عندما أقتص من هؤلاء القتلة».