على الطريقة السويسرية، سارت فرنسا في شرعنة تعاطي المخدرات، فأقر برلمانها قانونا يسمح بتعاطي المخدرات للمدمنين بشكل قانوني في بعض المدن البارزة عبر مراكز يتم انشاءها لهذه الغاية.
لكن هذه الخطوة اثارت الشارع الفرنسي بين مؤيد ومعارض لها فيما رحب المتعاطون للمخدرات بهذا القانون.
ماذا يقول المؤيدون؟
فالمؤيدون يبررون دفاعهم عن القانون بأنه سيساعد في خفض الجرائم والأمراض المرتبطة بالمخدرات، لا سيما وان فرنسا تحوي أكثر من 80 الف شخص يستخدمون الحقن في تعاطي المخدرات.
وميزت وزيرة الصحة الفرنسية ماري سول توران بين التعاطي ضمن هذه المراكز وبين الجرائم الاخرى المرتبطة بالمخدرات فقالت ان “لا تسامح مع المخدرات والمهربين والعنف الذي يترتب عن ذلك، ولكن علينا ضمان سلامة مواطنينا في الأحياء التي تنتشر فيها المخدرات، وأيضا أن تكون لدينا إرادة قوية لمنح أفضل رعاية صحية للمدمنين”.
ويقول المؤيدون ايضا انها هذه البيوت ستوفر حقنا نظيفة مع كادر من المستشارين والأطباء والممرضين.
وكان استطلاع للرأي أجري عام 2013 كشف ان 58% من الفرنسيين أيدوا فتح بيوت آمنة للمدمنين على المخدرات.
لكن بالنسبة للمعارضين فالامر مختلف، لان القانون برأيهم يوجه رسالة خاطئة للشباب الفرنسي تشجعه على استهلاك السموم البيضاء، من دون ان يتعرضوا للاعتقال او المساءلة.
أرقام مخيفة
في العام 2010 وبحسب تقديرات الأمم المتحدة بلغ عدد المصابون بالايدز من مجمل المتعاطين بالمخدرات في فرنسا 7.2% و36.4% مصابون بالتهاب الكبد سي.
وتتصدر فرنسا البلدان الأوروبية من حيث زيادة عدد المدمنين الشباب على القنب، في الفترة ما بين 2007 و،2011 ، كما سجلت فرنسا أعلى معدلات تعاطي الكوكايين في أوربا (1.5 مليون نسمة) من مجموع 4.5 ملايين أوروبي.
كما ان اعداد المتعاطين للمخدرات في فرنسا في زيادة مستمرة، وتكشف الاحصاءات ان 39% من المراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً تناولوا القنب الهندي المعروف باسم الحشيش، وهي مادة مخدرة، في الـ2011
أما بالنسبة للجرائم المرتبطة بتجارة وترويج المخدرات في فرنسا، فبلغت 18% في ال2013، بعد ان كانت سجلت 26% في ال2010.
وينتشر تعاطي المخدرات في فرنسا في الاحياء الفقيرة والتي يقطن غالبيتها مواطنون عرب مغاربة.
ويشكل المتعاطون المغاربة (21%) من مجمل المدمنين، يليهم الأفارقة بنسبة (18%) والجزائريين (15%) والآسيويين (14%) والبرتغاليين (11%) والفرنسيين (7%) والباقي ينسب لجنسيات اخرى.
يُشار الى ان المراكز التي سيتم فتحها في فرنسا ستكون في باريس وستراسبورغ وبوردو. ويُذكر ان اول مركز آمن فُتح لتعاطي المخدرات كان في سويسرا عام 1986 وينتشر حاليا في اوروبا الغربية 86 مركزا وبيتا للتعاطي الامن.