خاص موقع خبر – تزايدت عمليات اغتيال كبار الشخصيات المقاومة في الايام الاخيرة وسط حيرة وعجز، واليوم الأصابع كلها تشير الى ان شبكة حزب الله السلكية مخترقة والجواسيس متغلغلين وهكذا تقتل اسرائيل القادة بسهولة.
بداية الشكوك كانت مع القائد فؤاد شكر الذي اغتالته يد الغدر، فوقعت الظنون بين وجود عميل او اختراق الكتروني أدى للعمل المأساوي.
سبق ذلك بأسابيع عمليات اغتيال متفرقة لقادة ميدانيين بينهم الشهيد وسام الطويل، لكن الموضوع لم يؤخذ بشكل مؤامرة واعتقد حزب الله انها نتيجة التعقب والتكنولوجيا والطائرات المسيرة.
يوم الثلاثاء والاربعاء قبل اسبوعين، كانت الضربة القاضية مع تفجير أجهزة البايجر والاجهزة اللاسلكية وايقاع ٣٠٠٠ عنصر ومسؤول من حزب الله بين جريح وشهيد، ما صدم جمهور الحزب والمقاومة، فخرج السيد حسن يوم الخميس معلنا ان التحقيق جار. وهو ما اعتقده حزب الله انها مجرد عملية شراء مخترقة من قبل الشركة المصدرة او الوسيط وان الامور لازالت تحت السيطرة.
ثم جاءت ضربة الجاموس وهو حي شعبي في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليعلن الاحتلال استشهاد القائد الثالث الذي بات الرقم الثاني بعد شكر، ابراهيم عقيل، والذي فتح عيون حزب الله على وجود جواسيس بشرية مع تقنيات عالية أدت لهذا المشهد.
الاربعاء ٢٥ ايلول، جاءت ضربة جديدة هذه المرة فشلت فيها اسرائيل من اغتيال القائد العسكري علي كركي.
انقطعت الكثير من الاتصالات خوفا بين قادة حزب الله، وبدأ الضياع يسود والأفكار تدور والخطط تتلاشى مع صمت تام تجاه الجمهور وعدم ظهور الامين العام للحزب حتى اللحظة.
جاء يوم الجمعة ٢٧ ايلول الأسود المشؤوم، دقت الساعة ٦ عصرا، فقصفت طائرات العدوان بعشرة غارات هزت بيروت واسفرت عن هدم مبان محصنة في قلب حارة حريك ليتم الاعلان عن اغتيال السيد نصرالله هذه المرة ومعه علي كركي الذي نجا قبل يومين ومجموعة أخرى من القادة بالحزب.
ويوم السبت الذي تلاه، كانت غارة حربية تضري منطقة بير العبد بالضاحية أيضا، أدت الى ارتقاء الشهيد القائد نبيل قاووق مسؤول وحدة الأمن الوقائي اي الاستخبارات في حزب الله!
كيف تصل اسرائيل لمثل هؤلاء الكبار فجأة وباتت لعبة سهلة لها قتلهم فوق الارض وتحتها ؟ كيف يفسر العسكر الأمر الجاري؟ هل هو عميل كبير متغلغل بينهم ؟ او انها التكنولوجيا المخترقة؟ أم أن هناك سر كشفه الاحتلال مؤخرا ومن خلاله بات يملك مفتاح القادة ويعلم خططهم وخطوط سيرهم.
كيف وصلت اسرائيل للسيد نصرالله والى مسؤول الاستخبارات والامن في حزب الله وهو المعني الأول بمعرفة ما يجري واحباط اي عملية قبل حدوثها ؟
سر الشبكة السلكية
هذا السر يبدو انه يكمن في الشبكة السلكية تحت الارض التي مددها حزب الله قبل ٢٠ عاما وطورها لتكون عصب المقاومة والوسيلة الأأمن للاتصال بين الجبهة والقيادة دون حسيب او رقيب.
هي نفس الشبكة التي قرر عام ٢٠٠٨ رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة قطعها، فقامت الدنيا ولم تقعد ما أدى الى نشوب حرب ٧ أيار في بيروت ونزول الحزب لأول مرة بسلاحه الى الطرقات ما أجبر السنيورة وجنبلاط ومن معهم الى الاعتذار والغاء خطة قطع الشبكة.
واليوم، يبدو ان هذه الشبكة باتت مخترقة، وباتت اسرائيل على السمع، تعرف أدق التفاصيل، وهو ما يفسر صدها للضربات لمعرفتها المسبقة بها، وقتلها القادة والسيد الأمين، بكل بساطة ويسر حتى انها اعترفت بعلمها بمكان عقد الاجتماع ونية السيد نصرالله القدوم اليه قبل ٥ ساعات من حصوله، ما جعلها تجهز الطائرات بقنابل حارقة وخارقة للطبقات وصلت الى ١٤ طابق تحت الأرض وأدت لفقدان العالم قائدا بارزا.
لا بد لحزب الله المشلول جزئيا بالوقت الحالي، وليس العاجز، لأن المقاومة لا تقوم على شخص بعينه، ان تعيد تفكيك كل الرموز والبحث بالداخل بشكل دقيق وعدم استثناء من هم بالقمة لأن الاختراق بالاتصالات متبوع باختراق بشري عالي المستوى، ناهينا عن التكنولوجيا الرهيبة التي يملكها العدو.