نفذت نساء من قرية البيضة السورية، جنوب شرق مدينة بانياس الساحلية، الأربعاء مسيرة سلمية طالبن فيها السلطات بإطلاق سراح أزواجهن وآبائهن وأشقائهن، الذين تم القبض عليهم من قبل قوات الأمن الثلاثاء، حسب ما ذكره شاهد عيان.
وتأتي هذه المسيرة بعد أكثر من شهر من المظاهرات التي اندلعت في مناطق متعددة من سوريا، وخلفت حالة من عدم الاستقرار، خاصة في مدينة بانياس الساحلية.
وقال شاهد عيان طلب عدم ذكر أسمه حفظا على حياته، إن المسرة، التي رفعت هتافات: “أين رجال البيضة”، اتجهت إلى الطريق العام الرابط بين دمشق واللاذقية، إلا أن قوات الأمن بدأت تطلق النار لكي يشعرهن بالخوف.
وكان رجال البيضة الذين شاركوا في مظاهرات ضد الحكومة قد ألقي القبض عليهم، مما جعل القرية فارغة تقريبا من الرجال.
ولم يصدر أي تصريح من قبل الحكومة بهذا الأمر، كما تعذر التأكد من مصداقية المعلومات بشكل حيادي.
وكان موقع CNN قد تسلم نداءات من أهالي البيضة، جاء فيها: “نحن نساء المعتقلين وأمهاتهن من قرية البيضة، نرفع نداء استغاثة عاجل لكل المنظمات الحقوقية والإنسانية بالعالم العربي والدولي. ونحن الآن نقوم بالتظاهر على الطريق العام مطالبين بإطلاق سراح أزواجنا وأبنائنا. ونحن نحمل السلطات السورية المسؤولية عن أي أذى يلحق بنا أو بذوينا من المعتقلين.”
من جانب آخر، نفت الحكومة السورية الأنباء والاتهامات القاضية بأنها منعت وصول الجرحى إلى المستشفيات وإسعافهم، ووصفته بأنه “عار عن الصحة.”
وجاء في البيان الرسمي الذي نقلته وكالة الأنباء “سانا”: “صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية الثلاثاء، أنه نتيجة الأوامر الحازمة التي وجهت إلى قوات الشرطة بعدم استخدام العيارات النارية ضد المتظاهرين حتى ولو أصيبوا فإنه وبتاريخ 8/4/2011 أصيب 34 عنصرا من الشرطة أمام مديرية الكهرباء في درعا بعيارات نارية وكانت إصابة بعضهم خطرة.”
وأضاف البيان: “كما تمت محاصرتهم من قبل المسلحين الذين منعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى لنقلهم إلى المشفى، وبعد جهود مضنية تم وضعهم في سيارات الإسعاف لنقلهم إلى مشفى الصنمين. وعند ضاحية عثمان منع مسلحون من قرية عثمان سيارات الإسعاف من المرور، فعادت السيارات باتجاه السويداء، رغم بعد المسافة وخطورة بعض الحالات، مما أدى إلى استشهاد أربعة عناصر نشرت أسماؤهم في الصحف والتلفزيون السوري.”
كما صرح المصدر: “إن سقوط عدد كبير من الشهداء في الكمين الذي نصبته مجموعة مسلحة واستهدف وحدة من الجيش في بانياس بعد ظهر الأحد الماضي يعود لكون هذه المجموعة المسلحة أطلقت النار بشكل كثيف على حافلة تقل عددا من عناصر الجيش، ثم قامت بقطع الطريق المؤدية إلى الحافلة المستهدفة لتمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والمصابين.”
وتابع البيان أن المجموعة “أطلقت النار على الطواقم الطبية المتجهة إلى المكان، ومنعت حتى السيارات المدنية الأخرى من الاقتراب لنقل المصابين إلى المشفى. وقد استشهد ضابط ومجند على الفور، فيما بقي الجرحى ينزفون لعدة ساعات، ما أدى إلى استشهاد سبعة آخرين كان يمكن إنقاذهم لو أن سيارات الإسعاف تمكنت من الوصول إليهم في الوقت المناسب.”
وأوضحت الوكالة، أن القوات الأمنية المختصة والشرطة تقومان “بملاحقة عناصر المجموعتين المسلحتين لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.”
وكانت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية قد اتهمت الثلاثاء أجهزة الأمن السورية بمنع المصابين في المظاهرات من تلقي العلاج في مدينتي “درعا” و”حرستا”، أثناء احتجاجات مناوئة للرئيس السوري، بشار الأسد، في أنحاء مختلفة من سوريا أدت إلى مقتل 37 شخصاً الجمعة الماضي.
وذكرت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، أن “قوات الأمن منعت الطواقم الطبية وآخرين من الوصول إلى المحتجين الجرحى”، كما “حالت دون وصول المصابين للمستشفيات.”
ووصفت سارة ليا ويتسون، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة، حرمان الجرحى من تلقي العلاج بأنه “غير إنساني أو مشروع.”