انتهى عصر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح سياسيا فقط على ما يبدو, إذ أنه انتهج الظهور على الانترنت كنافذة له للتواصل مع جماهيره بعيدا عن العنف وخوفا من أي عملية استهداف له.
من وراء شاشة الكومبيوتر يجلس الرئيس السبعيني صالح ليُدير حسابه وصفحته الرسمية على موقع الفيسبوك الشهير, الأمر الذي أثار حفيظة “كارهيه” من ثوّار ومحتجين سابقين, في الوقت الذي يرى فيه حللون وقيادات ثورية أن ذلك النشاط محاولة منه لسد الفراغ الكبير الذي يعيشه الآن، والظهور الإعلامي من جديد بعد أن فقد البريق الإعلامي الذي كانت تضفيه عليه السلطة، فإن مناصريه يرون أن نشاطه يهدف للتواصل مع الجماهير.
وقال رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام عادل الأحمدي أن الرئيس السابق كان شخصاً فائق النشاط وخروجه من السلطة أشعره بفراغ كبير لا يدري كيف يشغله، فوجد في فيسبوك فرصة لقتل الفراغ وإيصال الرسائل السياسية والتواصل مع محبيه وتحسين صورته أمام جمهور معارضيه بعد أن تأثرت كثيراً بفعل ثورة الشباب السلمية.
واعتبر الأحمدي أن الاهتمام الذي حظيت به الصفحة جاء لكون الرجل شخصية سياسية مثيرة للجدل حكمت اليمن 33 عاما، فحظي باهتمام في فيسبوك من خصومه وأنصاره على السواء، مستبعدا حدوث تأثيرات سلبية على الوضع العام في البلاد جراء نشاط صالح على شبكة التواصل الاجتماعي، بل إنه ربما يقضي على جزء كبير من وقت النشاطات الأخرى للرجل التي قد يكون تأثيرها السلبي كبيراً.
بدوره يرى القيادي في ثورة الشباب السلمية وليد العماري أن نشاط صالح على فيسبوك أمر طبيعي لشخص فقد السلطة والناس الذين كانوا يلتفون حوله، فبدأ يحاول جذبهم إليه من جديد عبر فيسبوك، كمكان يمكن من خلاله التحدث للناس ووسيلة إعلام جديدة يظهر من خلالها، بعد أن فقد البريق الإعلامي الذي اعتاد عليه.
ومن جانبه قال الصحفي بمكتب الرئيس المخلوع صالح, علي الشعباني, إن الهدف من نشاط الرئيس على فيسبوك هو التواصل الجماهيري وحتى يكون أكثر قرباً من الناس، وهو كأي إنسان له الحق في النشاط على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن نشاط صالح لاقى تفاعلاً كبيراً ومتابعة واسعة، لأن “الناس ما زالوا متمسكين به كزعيم وطني وكرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام وكشخصية مؤثرة وقوية لا زالت تحظى باحترام اليمنيين في الداخل والخارج”.
وتمنى الشعباني ألا تتم الدعوة لحظر نشاط صالح على شبكات التواصل الاجتماعي فوجوده فيها كان إيجابياً ولاقى تجاوباً وتفاعلاً كبيرين.