اقتراب موعد صدور قرار الاتهام باغتيال الرئيس رفيق الحريري والشخصيات الاخرى التي اغتيلت بعده، رفع منسوب التوترات النفسية والسياسية في بيروت، الى جانب حبس الأنفاس، حيال ما يمكن ان يترتب على ما قد يتضمنه القرار المرتقب من اتهامات لعناصر حزبية لبنانيـة او اجهزة خارجية وسط غياب الوضـوح عـن صـورة المساعـي السعوديـة ـ السورية لمعالجة الأمور، والتي يعتقد البعض وبينهم رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي انها توصلت الى تفاهم معين، لكنه بحاجة للاستكمال، في إشارة الى موقف مطلوب من رئيس الحكومة سعد الحريري كأن يعلن سحب ثقته من المحكمة الدولية قبل صدور القرار لا بعده.
الوضع في لبنان معقد لكنه ليس مأساويا هذا القول للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري.
السفير السعودي علي عواض عسيري دعا جميع اللبنانيين الى ضرورة العودة الى الحوار وطاولة مجلس الوزراء معلنا استمرار المسعى السعودي وأن المملكة لا تربط مسعاها بصدور القرار الاتهامي، داعيا الى التعامل مع هذا القرار بحكمة مشيرا الى ان عودة الملك عبدالله بن عبدالعزيز من رحلة العلاج قد تعجل بإيجاد آلية افضل للوضع الراهن.
الاتصالات السعودية ـ السورية
بدوره ابلغ قيادي بارز في المعارضة انه تلقى من دمشق في الايام القلية الماضية رسالة مفادها أن الاتصالات السعودية ـ السورية المتعلقة بالتوصل الى تسوية تخرج لبنان من وضعه المضطرب قد استؤنفت اخيرا بعد فترة توقف املتها الحالة الصحية للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والجراحة التي اخضع لها وتكللت بالنجاح.
وذكر هذا القيادي ان المسؤولين السوريين تمنوا على المعارضة اللبنانية وحلفائها التحلي بالصبر وافساح المجال امام المزيد من المشاورات التي تتطلب الكثير من الوقت لوضع اللمسات الاخيرة على الحل المنتظر من دون الافصاح عن اي تفاصيل حوله.
قاسم: نحن في سباق مع الزمن
لكن يبدو ان فرقاء المعارضة اكثر خشية من القرار الاتهامي، وقد عبروا عن ذلك بسلسلة تصريحات تحذيرية حادة ابرزها ما قاله نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اكد وجود مؤشرات توحي بصدور القرار الاتهامي قريبا جدا، معتبرا اننا بتنا في سباق مع الزمن من اجل ان تكون الوساطة السورية ـ السعودية منتجة قبل صدور هذا القرار. وفي تصريح لصحيفة «البلد» قال الشيخ قاسم نحن لا نناقش بصدور القرار إنما نناقش خطوة تآمرية على حزب الله، وبالتالي لا يمكن ان نتعامل مع الموضوع بسذاجة وبساطة محذرا من ان مرحلة ما قبل القرار الاتهامي تختلف عما بعده. واذا لم نستجب للفرص المتاحة فسنكون امام مشهد جديد، وكل الامور مفتوحة وكل الاحتمالات واردة، وان القرار الذي يتهم افرادا من حزب الله هو في حد ذاته حدث يحرك المياه الراكدة ويحدث اثارا وتداعيات لا تنطبق فقط مع ردة فعل حزب الله، واعتبر الشيخ قاسم ان الرئيس سعد الحريري يتحمل مسؤولية خاصة في هذا المجال وهو يعلم الطريق المناسبة لوقف مهزلة الاعتداء على حزب الله، وقد تكون هذه البوابة الداخلية الوحيدة التي تستطيع ان تقدم شيئا على الطريق.
وأضاف قاسم: نحن لم نطلب من الرئيس الحريري تصريحا (اعلان الحريري في طهران عدم اتهامه شخصيا للحزب) وانما نطلب عملا والعمل يكون مع اصحاب العلاقة.
وحول زيارة الحريري الى طهران رأى قاسم ان الانعكاس الايجابي اللبناني سيصب في مصلحة الحل، عندما يكون هناك حل.
وعن لقاء الحريري ـ نصرالله قال الشيخ قاسم اذا وجدت موضوعات مناسبة ومفيدة وضرورية للبحث فاللقاء لا يحتاج الى أكثر من اتصال وتحديد موعد.