جاء
ذلك في رسالة قدمها أخصائي أول طب الأسرة والمجتمع في مستشفى القوات
المسلحة بالرياض الدكتور مشهور بن ناصر الحنتوشي، كمتطلب من الهيئة
السعودية للتخصصات الصحية للحصول على شهادة الزمالة السعودية في طب الأسرة
والمجتمع، كأول سعودي يقوم بدراسة علمية عن هذه الظاهرة، وتمت مناقشتها
وأجيزت من لجنة المناقشة بتاريخ 7 نوفمبر الجاري.
وأكد الحنتوشي لصحيفة “الوطن” السعودية التي نشرت نتائج الدراسة، السبت
27-11-2010، أن نسبة إدمان 5% من أفراد العينة للإنترنت تعتبر كبيرة
قياساً بالأضرار الخطيرة التي تنعكس سلباً على نمو وصحة المراهقين النفسية
والجسدية، وقياساً بعدم توفر الإمكانيات العلاجية لهذا النوع من الادمان
في المملكة.
وشملت عينة الدراسة العشوائية 770 طالباً وطالبة في المرحلة الثانوية في
مدينة الرياض الفصل الدراسي الثاني العام الماضي، وشارك 391 طالباً و325
طالبة، بينما أظهرت الدراسة أن 52 طالباً وطالبة بنسبة 7.3% لم يسبق لهم
استعمال الإنترنت من قبل.
واستخدمت الدراسة مقياس “يونغ” لإدمان الإنترنت ذي العشرين سؤالاً، ومقياس
مركز الدراسات الوبائية للاكتئاب عند الأطفال والمراهقينCES-DC، مع أسئلة
متعلقة بالعوامل المراد فحص صلتها باستخدام الإنترنت. وتشمل هذه العوامل
السن والجنس والأداء في المدرسة في آخر فصل دراسي، وعدد أيام الغياب عن
المدرسة في الشهر الماضي، ومتوسط الوقت الذي يتم قضاؤه في استخدام
الإنترنت كل يوم، ومقدار ساعات النوم اليومية المعتادة، ونوعية مواقع
الإنترنت المقصودة عادة، ودرجة الرقابة الأبوية.
وتخوف الحنتوشي من النتائج السلبية لإدمان الطلاب والطالبات الإنترنت، إذ
أوضحت الدراسة أن إدمان الإنترنت مرتبط بانخفاض درجة الأداء الدراسي، حيث
إن 21٪ فقط من مدمني الإنترنت لديهم درجات أكثر من 90٪ في الفصل الدراسي
الماضي مقارنة بنسبة 38% من غير المدمنين، وإن الطلاب الذين كان معدل
أدائهم الدراسي أقل من 70٪ كان لديهم معدل أعلى في اختبار إدمان الإنترنت،
مقارنة مع غيرهم من الطلاب، بالإضافة إلى أنه لوحظ على مدمني الإنترنت
ارتفاع معدل الغياب عن المدرسة، فإن 29٪ منهم كان لديهم أكثر من 5 أيام
غياب في الشهر، مقارنة بـ23٪ ممن هم مقبلون على خطر الإدمان و17 ٪ من غير
المدمنين.
وأضافت الدراسة أن 65٪ من مدمني الإنترنت يستخدمون شبكة الإنترنت أكثر من
5 ساعات يومياً، مقارنة بنسبة 11.7% فقط من غير المدمنين، وكذلك 8 ٪ من
مدمني الإنترنت ينامون أقل من 3 ساعات في اليوم مقارنة بنسبة 1.7% فقط من
غير المدمنين.
ورصدت الدراسة أن هناك علاقة عكسية بين إدمان الإنترنت ومستوى الرقابة
الأبوية على استخدام الإنترنت في المنزل، فنسبة 44.7٪ من مدمني الإنترنت
يؤكدون أن والديهم لا يعلمون شيئاً أبداً عن أنشطة الإنترنت الخاصة بهم،
بينما تقل تلك النسبة لتصل 18.4٪ ممن هم مقبلون على خطر الإدمان، و11.7٪
لغير المدمنين، بالإضافة إلى أن مواقع الإنترنت التي يفضلها المدمنون هي
مواقع التواصل المتبادل،على قائمتها غرف الدردشة بنسبة 26.3٪ تليها
المواقع الاجتماعية بواقع 21٪ في حين أن مَن هم على خطر الإدمان كان منهم
فقط 15.4٪ و3.1٪ من غير المدمنين يفضلون غرف الدردشة.
وحول وسيلة الطلاب في الدخول للإنترنت لاحظت الدراسة أن أغلبية مدمني
الإنترنت لديهم جهاز حاسب خاص بهم 81.6٪ منهم، و73.3٪ ممن هم مقبلون على
خطر الإدمان و65.3٪ غير المدمنين.