لا جدوى لأي مفاوضات مع السفاح بشار الأسد وعصاباته تزهق أرواح السوريين بالجملة في طول البلاد وعرضها، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وآخرها ما يجري في حلب من إبادة جماعية لأبناء المدينة التي عذبت الطاغية فغدر بنسائها وأطفالها قبل رجالها.
حلب تحتاج اليوم موقفا موحدا من قبل دول التحالف الإسلامي ضد زبانية النظام السوري المستبد الذي كلما أحس بقرب سقوطه في الهاوية فجر تحتها أنهارا من الدماء للتلذذ تماما، كما فعل أبوه في ذات المدينة إبان فترة حكمه.
النظام الطائفي السوري اليوم لم يعد عدوا للسوريين فحسب، بل للأمتين العربية والإسلامية وسببا رئيسيا لتنامي الإرهاب وتصديره إلى معظم بلدان العالم، ولو عدنا إلى العمليات الانتحارية التي جرت في بلجيكا وفرنسا لوجدنا أن منفذيها كانوا على صلة ببعض الجماعات التي تخوض حروبا في الأراضي السورية.
هذا ما يحبه نظام السفاح بشار ويعمل على تأجيجيه وتوفير البيئات الحاضنة له في مناطق الصراع وفي البلدان التي سقطت من قبضته، ثم بذريعة الإرهاب يرتكب جرائم إبادة جماعية ومجازر لم يشهدها التاريخ بغطاء جوي وحماية روسية بحجة مكافحة الإرهاب ودحر التنظيمات المتطرفة والإرهابية.
ومما لا شك فيه أن سياسة “شاهد ما شافش حاجة” التي يتبعها الرئيس الأميركي باراك أوباما تعد أحد أهم أسباب تنامي الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن جرد بلده من دورها الأساسي كشرطي للعالم فترك الحبل على الغارب، لا سيما ما يخص ملف الحرب التي قادها من سبقوه ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة.
فرضت سياسة أوباما الخارجية واقعا مخزيا ومستقبلا مجهولا سيشكل قنبلة موقوتة ربما تنفجر في أي لحظة وفي أي مكان، والهجرة الجماعية للكثير من الأوروبيين للقتال في بلاد الشام دليل على ما أقول، والعمليات الأخيرة التي حدثت في فرنسا وبلجيكا تؤكد ذلك، يمر التطرف من مناطق الصراع والحروب، الإبادة الجماعية على طريقة بشار تصنع انتحاريين بمواصفات تخترق النظام الأمني لأعتى الدول وأشدها حذرا، كون الانتحاري في مثل تلك الظروف يصبح مخيرا بين القتل والقتل، ولا شيء سواه.
مجددا أقول لا فائدة من الحوار مع نظام يفرخ الإرهاب، يدعمه ويغذيه، يخلق له البيئة الملائمة ليصبح الفزاعة التي يسفك بها دماء الأبرياء، الذبح، السحل، البراميل المتفجرة، الأسلحة الكيميائية، كلها وسائل للترفيه في يد السفاح بشار الأسد الذي لم تشبع غريزته الجنونية من دماء الآلاف من السوريين منذ خمس سنوات عجاف.
آن للمجتمع الدولي أن يوقف مسلسل القتل هناك، وحان للتحالف الإسلامي أن يوقف القتل السلالي المذهبي الطائفي لأبناء الشعب السوري من الطاغية بشار وأزلامه في النظام، الشبيحة يجتزون عروق شجرة الإسلام من جذورها، وهذا ليس من قبيل المبالغة فالعالم اليوم أصبح قرية متقاربة، ونقلت لنا مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مرعبة من هناك.
إن الرهان الأميركي على الميليشيات الشيعية في سورية والعراق لن يجدي، بل سيوسع هوة الصراع بين الفئتين بسبب التصفية العرقية التي تمارسها في كلا البلدين بدعم مباشر من النظام الإيراني الذي يعد المستفيد الأول من السياسات الأميركية – الحمقاء – في المنطقة.
أخيرا.. إن الله يمهل ولا يهمل.. ولا بد للظالم من نهاية.. وأسأل الله الذي لا إله إلا هو ألا يبلغ هذا الطاغية شهر رمضان المبارك.
طلال آل الشيخ