استمرت سجالات السياسيين في لبنان على وتيرتها في تصعيد ساخن بات يطرح الاسئلة حول استمرار مفاعيل القمة اللبنانية السعودية السورية الأخيرة في بيروت، وسط تحذيرات من سقوط اتفاق الدوحة، وانفراط عقد حكومة الوحدة الوطنية بفعل الانقسام الحاد الذي تشهده البلاد على خلفية اعلان حزب الله الحرب على المحكمة الدولية حتى اسقاطها.
وفي ظل التوتر الذي تشهده اجواء العاصمة اللبنانية بيروت ينتظر الجميع حاليا الخطوات التي ستقوم بها السلطات القضائية ردا على القرار الذي اتخذه حزب الله بحماية المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد، ومنع القضاء من الاستماع اليه.
وقد شن تيار المستقبل امس حملة مضادة وعنيفة على حزب الله وصلت الى حد وصفه بالحزب الايراني وشلة الزبانية والميليشيات الخارجة على الدولة، في وقت توقع الحزب استمرار ما وصفها بـ «حفلة الجنون» لاسابيع.
ووسط هذه الاجواء المتوترة يعقد مجلس الوزراء جلسة عصر الثلاثاء في بعبدا، وعلى جدول اعماله 59 موضوعا ابرزها مشروع موازنة 2011، ومشاريع القوانين المتعلقة بقطع حسابات السنوات السابقة. وذكرت قناة الـNBN، نقلاً عن مصادرها أن قمة مسيحية – إسلامية ستعقد قريباً في بكركي لبحث آخر التطورات في البلاد.
الانقلابيون الى زوال
وفي المواقف الصاخبة، اتهمت «كتلة نواب عكار» التابعة لتيار المستقبل حزب الله بتنفيذ انقلاب على المؤسسات الدستورية، وبالتحول الى ابواق تتطاول على المقامات والرموز الوطنية. ودعت الكتلة أبناء عكار الى رص الصفوف وتحصين الوحدة الداخلية والوقوف وراء الدولة ورموزها، والتنبه لكل أشكال التحريض والفتنة، ورفض مشروع الانقلاب الذي يقوده حزب الله والى حماية ودعم للمحكمة الدولية. واكدت الكتلة ان «المحكمة باقية باقية، ولبنان المؤسسات والدولة باقون، والانقلابيون الى زوال». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري ان تياره وقوى 14 آذار يعملون للدفاع عن منطق الدولة في وجه حالات مليشياوية تحاول الاعتداء وتنفيذ الانقلاب عليها.
وطالب النائب عاطف مجدلاني حزب الله بمصارحة اللبنانيين بما يعرفه عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري بدلا من اعتماد الأساليب الملتوية بما يؤدي إلى طمس الحقيقة، ومنع تطبيق العدالة.
واتهم مجدلاني حزب الله بانه قرر إسقاط القضاء الدولي، ومعه القضاء اللبناني، وفرض قضائه الخاص وأمنه ودويلته على الجميع في تحد وفوقية واستكبار.
تهذيب اللسان
وشن النائب محمد كبارة حملة عنيفة على الحزب، مؤكدا ان من يعتبر المحكمة الخاصة بلبنان «عدوة له فنحن نعتبره عدوا لنا»، ودعا رئيس الوزراء سعد الحريري الى «الدفاع عن كرامة الطائفة السنية». وقال كبارة ان «اعداء الحقيقة والعدالة، اي حزب ايران وملحقاته، اسقطوا الدولة اللبنانية، تمهيدا لاسقاط المحكمة الدولية».واعتبر في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس (شمال) في حضور عدد من رجال الدين السنة ان «الحرب بدأت على الدولة والسلطة والشعب الحر، فاستعدوا لمواجهتها بالوحدة».
واضاف كبارة ان «من يتعرض لزعيم السنة او مقام رئاسة مجلس الوزراء بالتهديد سترد عليه الطائفة السنية بتهذيب لسانه، ولن يكون التهذيب بيدها حتما (…) ندعو دولة الرئيس سعد الحريري الى تبني هذا النهج علنا دفاعا عن الشرف الوطني، وعن كرامة الطائفة السنية».
حفلة جنون
بالمقابل اعتبر رئيس كتلة حزب الله البرلمانية النائب محمد رعد ان حزبه يملك من المقدرة الفكرية والحضارية والاستراتيجية والسياسية بما يمكنه من تجاوز كل الصخب السياسي الذي يفتقر أصحابه الى الرؤية لبناء الوطن، والحفاظ على الوحدة الوطنية. وتوقع رعد ان يستمر ما أسماه بحفلة الجنون خلال الاسابيع المقبلة نتيجة افلاس المنطق في مواجهة الحقائق والوقائع، بحيث يتدنى الخطاب السياسي الوطني الى مستوى الاثارة المذهبية.