إكس خبر- ليست إستقالة مسؤول الملف المسيحي في حزب الله غالب ابو زينب هي الوحيدة خلال العامين المنصرمين. ففي صيف العام 2013 طلب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله محمد حدرج إعفاءه من مسؤوليته بعد فترة من المرض وتعافيه من العلاج بعد جراحة ناجحة في أحد صمامات القلب وتسلّم المهام مكانه النائب السابق حسن حب الله. ولان حدرج هو عضو في المجلس المركزي في حزب الله فإنه يوضع تحت تصرف الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله المسؤول السياسي العام ويتسلم ملفات سياسية داخل الامانة العامة ويعاون الامين العام فيها.
وفي منتصف كانون الاول من العام 2013 أعلن عن خبر إستقالة مدير عام قناة المنار والنائب السابق عن صور عبد الله قصير اذ بادر قصير الى تقديم إستقالته بعدما اعتذر في الجمعية العمومية السنوية لاتحاد إذاعات الدول العربية خلال الشهر نفسه على التغطية التي قامت بها القناة لأحداث البحرين. وقد خلصت مداولات الحزب الداخلية وقتها الى ان ما قام به قصير كان اجتهاداً شخصياً وهو ما ابلغ به ممثلو المعارضة البحرينية في لبنان وتكثفت من بعدها المؤتمرات السياسية والزيارات التي دعمت ثورة البحرين. وتشهد ثورة البحرين اليوم انتكاسة كبرى وتصعيداً غير مسبوق من النظام البحريني ضدها الذي اعتقل احد رموزها اخيراً، الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي السلمان. وقد وضع قصير بحكم عضويته في المجلس المركزي للحزب بتصرف السيد نصرالله وهو اليوم يساعد في بعض الملفات السياسية الاساسية التي يتابعها السيد نصرالله.
اما في قضية ابو زينب التي اخذت طريقها الى الاعلام امس الاول، فتفيد المعلومات بأن ابو زينب اطلع منذ شهر ونصف الشهر رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم امين السيد على رغبته بالاستقالة وترك الملف المسيحي بعد 14 عامًا من العمل فيه والتفرغ لانجاز بعض المسائل الخاصة. وهو ما وافق عليه المجلس بعد فترة من هذا الطلب ولم يعلن الا بعد زيارة المعايدة التي قام بها وفد من “حزب الله” برئاسة السيد الى كل من البطريرك الراعي والمطران عودة حيث رافق السيد كل من نائبه محمود قماطي وابو زينب وعضو لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي مصطفى الحاج علي وهو عضو في المجلس السياسي للحزب ايضاً. وقد ابلغ الراعي وعودة واعضاء لجنة الحوار الاسلامي- المسيحي ان قماطي سيشرف بالوكالة على الملف وسيعاونه الحاج علي الى حين تعيين مسؤول اصيل له. في حين سيخرج ابو زينب من عضوية المجلس السياسي للحزب لانه لا يدير اي ملف سياسي وليس عضواً في لجنة التحليل. وتفيد المعلومات بأن تكتم الحزب حول استقالة ابو زينب يعني عدم رغبته في إثارة اعلامية جديدة في وجهه فحتى أي إجراء داخلي فيه او تغييرات او استقالات ادارية تفسّر على غير حقيقتها. وبعد التعميم على الجهات المسيحية الدينية والسياسية بالتبدل الحاصل في إدارة الملف صار لزاماً على الحزب ان يعلن عنه او ان يسرّب الى الاعلام من احدى الجهات التي تبلغت. ويرجح ان يتبلغ العماد ميشال عون ايضاً شخصياً عبر وفد رفيع من “حزب الله” سيزوره خلال ايام للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة بعد ان كان ممثله في لقاء احزاب 8 آذار الدكتور بسام الهاشم تبلغ تعيين قماطي بديلاً موقتاً لابو زينب من قماطي نفسه بحكم وجود قماطي في لقاء الاحزاب ومتابعته ملف الاحزاب في “حزب الله”.
ويؤشر ثبات ابو زينب في إدارة الملف المسيحي طوال الاعوام الـ14 الماضية الى نجاحه فيه وملاقاته كل الاستحسان من قيادته والافرقاء المسيحيين الذين يشيدون بهدوئه وحسن استماعه. بينما لم يخل سجل ابو زينب من بعض الطرافة حتى صار “حديث البلد” وخصوصاً داخل “حزب الله” لكثرة ما يترك هاتفه الشخصي صامتاً ولا يجيب على كثير من المكالمات لانشغاله او لاعتبارات امنية وجغرافية.
وقد حرصت قيادة الحزب على توجيه لفتات تقدير لابو زينب حيث شارك في الزيارتين للراعي وعودة. وقبلها القى كلمة “حزب الله” في حفل تأبيني للحزب “القومي” لاحد شهدائه في سورية بروضة الشهيدين.
الضجة الاعلامية التي رافقت خبر إعلان استقالة ابو زينب كانت متوقعة لدى قيادة الحزب الحريصة على تأكيد ان الرجل استقال لأسباب شخصية وقبلت استقالته لمساعدته على تجاوز هذه الظروف الشخصية وحتى الانتهاء من اموره الخاصة سيعود ابو زينب لتسلم ملف سياسي آخر. وحتى ذلك الحين سيبقى “حزب الله” تحت المجهر الاعلامي والسياسي وعلى قاعدة اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، فليس كل ما يعمل يقال او كل ما يعرف يجب ان يقال.
الكاتب: علي ضاحي