إكس خبر- هجرة المسيحيين العراقيين من الموصل، بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي التكفيري إلى المدينة، شكّل كارثة جديدة بمثابة الوجه الآخر لما تعرّض له مسيحيو العراق خلال فترة الاحتلال الأميركي، ليظهر بذلك أن «داعش» هو الوجه الآخر للسياسات الاستعمارية الأميركية التي تسبب بمقتل مئات آلاف العراقيين، وتهديد وحدة العراق وتعريض وجود المسيحيين للخطر، إلى جانب العمل على إثارة الفتنة. فباسم الديمقراطية والحرية احتلت أميركا العراق ودمرت مؤسساته وزرعت الانقسام بين أبنائه، وباسم الدفاع عن حقوق الأقليات رعت عملية تهجير المسيحيين، وبالتالي فان حديث أميركا اليوم عن محاربة ارهاب «داعش» إنما يندرج في سياق إيجاد ذريعة جديدة لمحاولة استعادة نفوذها في العراق بعدما فقدته إثر انسحابها العسكري تحت ضربات المقاومة العراقية، وتبدل التوازنات في السلطة في غير مصلحة القوى التابعة لواشنطن، ما أدى إلى تغيير في السياسة العراقية على نحو لا يصب في مصلحة الاستراتيجية الأميركية.
على أن ممارسات «داعش» لم تتوقف عند حرقه الكنائس وتهجيره الجديد للمسيحيين، بل وصلت إلى حد استباحة حرمات العراقيين باسم الجهاد. فمقاتلو داعش بحاجة إلى زوجات وهذا مبرر كافٍ بالنسبة لهم كي يأخذوا العراقيات غير المتزوجات زوجات لهم.
من ناحية ثانية، أدت الاضطرابات في العراق إلى التأثير سلباً على انتاج النفط، وبالتالي إلى ارتفاع اسعاره في السوق حيث بلغ سعر البرميل عتبة 116 دولاراً، على أن تهديد امدادات النفط شكّل أحد الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي باراك أوباما للامتناع عن تنفيذ عدوان على سورية.
في هذا الوقت فسر لقاء الملك السعودي عبدالله مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنه بداية لتحالفات جديدة في حين رأى فيه المصريون دليلاً على استعادة مصر هيبتها مرة أخرى. غير أن من الواضح أن كلاً من الطرفين يسعى لتوظيف العلاقة لحساباته الخاصة، السيسي يريدها للحصول على الدعم السعودي لمواجهة الاخوان والتصدي للأزمة الاقتصادية، وعبد الله لمحاولة تعويم الدور السعودي المتراجع على خلفية فشل السعودية في حربها ضد سورية، والعجز عن وقف المفاوضات الإيرانية – الأميركية، وإخفاق محاولة إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتزايد نفوذها الإقليمي.
إلى ذلك، ظلت التطورات في فلسطين المحتلة تستقطب الأنظار حيث تؤشر إلى أن حكومة العدو تحضّر لتنفيذ عدوان جديد ضد قطاع غزة، ويستهدف حسب المحللين «الاسرائيليين» ترميم قوة الردع «الإسرائيلية» المتآكلة، وتوجيه ضربة لحماس، غير أن مثل هذا التصعيد «الإسرائيلي» يُخفي في جوهره محاولة من ِقبل حكومة نتنياهو لإبعاد الأنظار عن الفشل الكبير الذي منيت به نتيجة إخفاق الجيش «الإسرائيلي» في العثور على المجندين «الإسرائيليين» المخطوفين في الضفة الغربية على رغم انتشار 15 ألف جندي جنوب الضفة للبحث عنهم، وصولاً إلى تفتيش الأنفاق والآبار من دون نتيجة، وهذا ما أقلق نتنياهو ودفعه إلى عقد سلسلة اجتماعات لمجلس وزرائه المصغر لإعادة تقويم الموقف، لا سيما وأن استمرار العملية العسكرية بدأ يخلق مناخاً فلسطينياً راديكالياً على خلفية حالة الغليان في الشارع الفلسطيني، والتي باتت أشبه بالنار تحت الرماد، ما وضع السلطة الفلسطينية في مأزق وجعل رئيسها أبو مازن في دائرة اتهامه بالخيانة للشعب الفلسطيني لاستمراره بالتنسيق الأمني مع جيش الاحتلال.