يشتكي الكثيرون من برودة الجو في فصل الشتاء وحينما تصل درجة الحرارة في مجتمعاتنا العربية إلى الصفر تزداد المعاناة، لكن هل تعلم أن هناك أناساً يعيشون في درجة حرارة تصل في بعض الأحيان إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر.
نعم هنا في سهول سيبيريا قرية “أويمياكون” أبرد مكان في العالم مأهول بالسكان.
تبعد القرية التي يبلغ تعداد سكانها بحسب تعداد 2012 500 نسمة عن العاصمة الروسية 9 آلاف كيلومتر.
وتقع على بعد 350 كيلومتراً من الدائرة القطبية الشمالية ويمتزج موقعها الجغرافي ومناخها القاري مع طبيعتها التضاريسية حيث أنها تقع على واد يرتفع نحو 2000 متر عن سطح البحر مما يفاقم من برودة الجو.
وبحسب الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” فإن “أويمياكون” بلغة التنغوس، تعني “النهر الذي لا يتجمد”، فالماء لا يتجمد هناك حتى عندما تصل درجة الحرارة في الخارج إلى الستين درجة تحت الصفر. وذلك لأن الأرض في هذه المنطقة متجمدة إلى مدى بعيد داخل القشرة الأرضية حتى عمق 1500 متر، وبالتالي يزداد حجمها وتتمدد، مما يسبب اندفاع الماء من الأعماق إلى السطح.
مشاكل عديدة
ومن أبرز المشاكل التي يعانيها سكّان تلك المنطقة أنه في حال خرج أحدهم واضعاً نظارته، قد تلصق على أنفه بسبب الطقس الجليدي، وإذا لم يتم وضع غطاء للسيارات عند ركنها، يصبح من المستحيل تشغيلها، ولا يمكن للسيارات أن تركن إلا في كراجات مدفأة، أما السيارات التي تكون في الخارج فعليها أن تبقى تعمل، وإلا سيمنع البرد عودتها للحياة.
وللحفاظ على المياه الساخنة المتدفقة إلى المنازل، تشعل محطة توليد الكهرباء المحلية، الفحم، وعندما تتأخر شحنات الفحم تستخدم الحطب، وفي حالات انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر عادة لخمس ساعات، تتجمد الأنابيب وتتشقق، كما يتجمد الحبر داخل الأقلام الأمر الذي يجعلها تتوقف عن الكتابة.