مقال ع.د – تخوف تركي من نفوذ ايران المتصاعد في المنطقة لا سيما بعد الاتفاق النووي. تخوف تترجمه تركيا اليوم بمزاحمة ايران على فرض النفوذ فاختارت انقرة الطريق العسكري لسلوكه وفتحت النار على ثلاث جبهات دفعة واحدة: داعش، حزب العمال الكردستاني، والنظام السوري.
فـداعش وبعد اتهام طال تركيا لشهور بالوقوف وراء دعم التنظيم الارهابي وتسهيل عبوره الى سوريا، وقعت اليوم في شباكه بعد تفجيرات وهجمات ارهابية قتلت العديد من الجنود الاتراك. استغلت تركيا حربها على الارهاب لقصف داعش في قلب الاراضي السورية مما يعني انتهاكا للسيادة السورية والتي لم تجرؤ انقرة قبل هذه الفترة بممارستها بشكل علني وبهذا الوضوح. لم يستسغ الامر كثيرا للنظام الايراني الداعم الاول والابرز للنظام السوري، والذي يمده بشرايين الحياة حتى اليوم رغم الحصار العالمي الذي يتعرض له، فسارعت الخارجية الايرانية الى توجيه خطاب الى تركيا من دون ان تسميها دعتها فيه الى عدم انتهاك سيادة الدول اثناء محاربة داعش.
رسالة ايرانية مبطنة، سبقها رسائل كثيرة الى تركيا حيال التدخل المباشر في سوريا، ولجمته الى حد ما، لكن تصرف تركيا اليوم، وما بعد الاتفاق النووي الايراني مع الغرب، اصبحت له معايير اخرى، ورفض ضمني للاعتراف بالاتفاق رغم الترحيب العلني به، وتحاول انقرة فرض امر واقع على الارض خلاصته للقول “انا قوة اقليمية يجب أن يُحسب لها حساب ويجب لجم طهران”.
اما الجبهة الثالثة التي فتحتها تركيا فهي ضد حزب العمال الكردستاني، بمباركة اميركية وتأييد دولي، جبهة قطعت الهدوء الذي دام بين الطرفين منذ عام 2013.
فتركيا تخشى من تعويل حزب العمال الكردستاني على الاتفاق النووي الايراني للمضي قدما في اقامة دولته وتحويل جزء من تركيا الى “كردستان عراقي جديد”، امر تخشى تركيا حصوله على الارض فسارعت الى توجيه رسالة قوية باسلوب عسكري ان هذا الامر خط احمر غير قابل للحياة ولا يمكن ان يحصل على الاراضي التركية.