حرب الدولار في لبنان مشتعلة والليربة في أسوأ حالاتها بشكل يومي, ما أثر على كل شيء في البلد الصغير, الا ان الشعب يعرف جيدا كيف يعيش ويتجاوز أزماته دون منّة من أحد وبصمت رهيب.
رغيف الخبز والطبابة والبنزين هي من أولويات أي دولة لديها خطط اقتصادية, لكنّ لبنان المنهك بالفساد المستشري بكل اداراته وهيئاته, يجعل المواطن يعاني يوميا ولا وقت له للتفكير بأي شيء سوى تأمين حاجياته.
وفي كل وقت وحين من اندلاع أزمة 2019 في لبنان, يحرج الى الشاشات كلّا من فادي ابو شقرا ممثل موزعي المحروفات في لبنان, وجورج البراكس نقيب محطات البنزين في لبنان, لتبشير اللبنانيين بالغلاء وانقطاع المواد واغلاق المحطات.
وبين البراكس وابوشقرا, مافيا البنزين تحرق أعصاب اللبنانيين الذين لا يعلمون كيف يرضون هكذا نوع من البشر الذين رفعوا سعر تنكة البنزين من 25 الف ليرة الى مليون ليرة في أقل من سنة ونيّف.
على ذوقهم
ولأن الكارتيلات عادة ما تدير البوصلة على ذوقها, فإن أصحاب المحطات وشركات التوزيع في لبنان تتلاعب بأعصاب اللبنانيين متى شاءت وأرادت, فتغلق المحطات على ذوقها وتفتح حين تشاء, وسط غياب الأجهزة الأمنية التي يجب عليها منع هذا الاغلاق القسري.
ومنذ 9 أشهر الى اليوم, يخرج فادي ابو شقرا الى الاعلام بشكل يومي ليرسل رسائل مشفرة ومبطنة تنبؤ بوصول تنكة البنزين الى مليون ليرة لبنانية, وهو ما يرجوه اليوم مع وصول سعر صرف الدولار الى اكثر من 55 الف ليرة وانهيار العملة بشكل متواصل خلال ساعات.
أقصى ما تريده عصابات البنزين في لبنان اليوم جرّاء الإغلاق المفروض قسرا بوجه اللبنانيين, هو التسعير بالدولار الأمريكي, وهو ان حصل, سيكسر ما تبقّى من هيبة الاقتصاد اللبناني وحكومة نجيب ميقاتي, الأمر الذي يعني رسميا دولرة الاقتصاد اللبناني مع وداع غير مهيب للعملة الوطنية !