مر اليوم الأول من الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان دون مشاكل فنية أو أمنية، وفق ما أكدت مفوضية الاستفتاء الأحد، وسط تقارير أفادت بأن هناك توجه لتمديد فترة الاقتراع، اعتباراً من الاثنين، لإتاحة الفرصة أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الذي يستمر أسبوعاً.
وفيما قال رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان، محمد إبراهيم خليل، إن المفوضية ستنظر في الطلبات التي وردت إليها، عبر عدد من مراكز الاقتراع، حول إمكانية تمديد زمن الاقتراع، ذكرت تقارير إعلامية أن خليل أصدر توجيهاً بمد فترة الاقتراع، لتصبح من الثامنة صباحاً حتى السادسة مساءً، بدلاً من الخامسة.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية “سونا” عن رئيس المفوضية قوله، في أعقاب تفقده عدد من مراكز الاقتراع بولاية الخرطوم، إن عملية الاقتراع “تمضي بسهولة ويسر وأمن”، مشيراً إلى أن تقارير اللجان ومراكز الاستفتاء، في جنوب وشمال السودان، أفادت بأن عملية الاقتراع بدأت في موعدها المحدد.
وأكد خليل عدم وجود “مشاكل تُذكر”، إلا أنه أشار إلى أن المفوضية تلقت “ملاحظات بخصوص الزمن المحدد للاقتراع”، فيما ذكرت تقارير إعلامية أنه قرر تمديد فترة الاقتراع، وذلك “لظروف الناخبين وارتباطهم بأعمال مختلفة، خاصةً العاملين في الدولة، وحتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.”
من جانب آخر، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مراقبين دوليين ومحليين قولهم إن عملية الاستفتاء في وسط وجنوب الخرطوم سارت، خلال اليوم الأول الأحد، وسط إقبال ضعيف من الناخبين الجنوبيين، وذكر أحمد وافي، أحد مراقبي الاتحاد الأفريقي، أنه قام بجولة لثلاثة مراكز، ووجد أن الإقبال “ضعيف جداً.”
أما المراقب الدولي، سوبرمان، من إندونيسيا، فقد وصف عملية الاقتراع بأنها “الأفضل باعتبارها البداية”، وحول مدة الاقتراع، قال، خلال جولة شملت مركزين انتخابيين، إن فترة أسبوع تعتبر كافية، كما أعرب عن توقعه تمديد الفترة “مما يساعد في زيادة إقبال الناخبين”، بحسب “سونا.”
كما أفاد المراقب المحلي رضوان عبد الله رضوان، إن مركز الاقتراع بمدرسة “طحنون” في منطقة “الجريف غرب”، شهد إقبالاً ضعيفاً للغاية، مشيراً إلى أن عدد الناخبين المسجلين بالمركز يبلغ 410 ناخبين، لم يشارك في الاستفتاء، حتى ظهر الأحد، سوى 11 ناخباً فقط.
أما على صعيد الوضع في الولايات الجنوبية، فقد أكد وزير الإعلام والبث بحكومة الجنوب، برنابا بنجامين، استتباب الأوضاع الأمنية، وقال في تصريحات له من جوبا، كبرى مدن الجنوب، إن مشاركة المراقبين “تمثل نقطة في نجاح عملية الاستفتاء”، وأعرب عن توقعه أن يشهد الاستفتاء إقبالاً كبيراً من مواطني الجنوب.
ومن المتوقع أن يتوجه 3 ملايين و930 ألف ناخب إلى مراكز الاقتراع، داخل وخارج السودان، للإدلاء بأصواتهم، لتقرير مصير جنوب السودان، أما الوحدة مع الشمال أو الانفصال، في الاستفتاء الذي يُعد أحد استحقاقات اتفاقية السلام الشاملة، التي وقعت في “نيفاشا” عام 2005، لتنهي أطول حروب القارة الأفريقية دامت قرابة نصف قرن بين الشمال والجنوب.
وتبقى قضية الحدود واقتسام عائدات السودان من النفط من القضايا العالقة بين الشمال والجنوب بالإضافة إلى منطقة “أبييي” الغنية بالنفط التي سلم الاستعمار البريطاني عام 1905 سلطات إلى الشمال. وتنص اتفاقية السلام على أن يصوت أهالي المنطقة إما للبقاء جزء من الشمال أو العودة للجنوب، وأدى الخلاف حول لمن تعود أحقية التصويت في هذا الاستفتاء، لقبال الدينكا نقوق الجنوبية أم قبيلة المسيرية التي تميل للشمال، في تأخيره.