إكس خبر- من يحمي الجسم من الجفاف وأخطاره؟
ومن ينظّم درجة حرارته؟
ومن يساعده على التخلص من فضلاته وسمومه؟
ومن يحفظ التوازن الكيماوي فيه؟
ومن يتولى دور الوسيط لدى انجاز مختلف العمليات الكيماوية فيه؟
ومن ينشّط وظائف الجهاز الهضمي والبولي؟
ومن ينقل العناصر الغذائية إلى مختلف أنسجة الجسم؟
إنه الماء، فهذا المركّب البسيط الذي يتألف من اجتماع ذرتين من الهيدروجين مع ذرة من الأوكسيجين، يعتبر عماد الحياة، فلا زراعة، ولا صناعة، ولا حياة ممكنة من دون ماء.
وإذا علمنا أن الماء يشكل أكثر من 80 في المئة من دماغ الإنسان، و82 في المئة من الدم، و90 في المئة من الرئة، فإنه يكفي أن تهبط كمية الماء في الجسم بنسبة 2 في المئة كي تظهر العوارض السلبية، مثل الجفاف، وضعف الذاكرة، والتعثر في إجراء العمليات الحسابية البسيطة، والصعوبة في التركيز على الحروف الناعمة (على شاشة الكومبيوتر مثلاً)، والشعور بالإرهاق أثناء اليوم.
وتشير الدراسات إلى أن الماء يأتي بعد الهواء من حيث الأهمية لبقاء الإنسان حياً، خصوصاً إذا سلّمنا بأن كل وظائف الخلايا والأعضاء في جسم الإنسان تعتمد في الدرجة الأولى على الماء لأداء عملها بكفاءة.
ويملك الماء خصائص شفائية مذهلة عرف الإنسان بعضاً منها منذ القدم، مثل استخدامه بارداً لعمل كمادات لخفض درجة حرارة الجسم، وساخناً لعمل كمادات لعلاج الدمامل والخراجات. أما في أيامنا هذه فيستعان بالماء كإحدى الوسائل الطبيعية للعلاج بدلاً من الأدوية الكيماوية التي لها ما لها وعليها ما عليها. وكشفت دراسات صدرت عن الجمعية الأميركية للصحة العامة أن العلاج باستخدام الماء البارد والساخن يساعد الجسم على العمل بأقصى طاقته.
وتشير البحوث الطبية إلى أن شرب المزيد من الماء، بارداً كان أم ساخناً، يقي من الأمراض. وحسب دراسة نشرتها مجلة علم السموم وصحة البيئة فإن الماء هو من أفضل العلاجات لتجنب الرمال البولية أو للتخلص منها، لأنه يدفع بها إلى مجرى البول من دون الحاجة إلى علاجات أخرى ثقيلة.
ولعل أفضل طريقة لإطفاء الحموضة هو أخذ جرعة من الماء، كونها تخفف من تركيز الأحماض المعدية، وتعجّل في إذابة الطعام ليتحوّل مواد سائلة تجد طريقها بسهولة إلى جوف الأمعاء.
ويعمل الماء الساخن على تحسين الدوران في الشرايين والأوعية اللمفاوية، ما يساعد على زيادة العمليات الإستقلابية، والتخلص من الفضلات، وإزالة التشنجات العضلية.
أما الماء البارد فيفيد في تسكين الألم من خلال تحريض الجسم على طرح مادة طبيعية مسكنة للآلام هي “البروستاغلاندين”. كما يفيد الاستحمام بالماء البارد في حض الجسم على صرف المزيد من الطاقة للحفاظ على حرارة الجسم عند معدلها الطبيعي، ما يساهم في زيادة العمليات الإستقلابية وبالتالي استهلاك المزيد من السعرات الحرارية.
وكشفت دراسة لباحثين من جامعة بطرسبورغ، نشرتها مجلة “تايم” الأميركية، عن التوصل إلى حل بسيط يساعد الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن، والنوم المتقطع، وذلك من خلال وسيلة سهلة في متناول الجميع وهي إرتداء قبعة مبللة بماء بارد ووضعها على الرأس أثناء النوم. ويقول المشرفون على الدراسة أن هذه الوسيلة تؤدي إلى خفض حرارة الدماغ في شكل مباشر ما يثير الشعور بنوع من الهدوء والراحة يسهّل الدخول إلى عالم النوم.
وجاءت فكرة القبعة المبللة بالماء البارد بعد تحريات أجراها العلماء على نشاط الدماغ عند المصابين بالأرق خلال فترة استعدادهم للنوم، وبعد رصد الإشارات الكهربائية الصادرة من الدماغ، ما مكّنهم من اكتشاف أن المصابين ترتفع درجة حرارة أدمغتهم بشكل غير طبيعي، خصوصاً في مقدم الرأس، حيث مركز التفكير.
ويعد الماء المثلّج العلاج المثالي للكدمات، ومن منا لم يشاهد لاعبي كرة القدم عندما يصابون برض بعد ارتطامهم بزملائهم، إذ نراهم بعد دقائق قليلة يتابعون اللعب وكأن شيئاً لم يحدث، والفضل في ذلك يرجع إلى أكياس الثلج التي توضع مباشرة فوق موضع الإصابة، فتوقف النزيف الداخلي وتمنع حدوث التورم.
وينفع الماء البارد في السيطرة على الصداع النابض الذي ينتج من تمدد الأوعية الدموية إثر التعب والسهر، وخير ما يمكن فعله للتخلص من الزائر الثقيل هو صب الماء البارد على الرأس لإثارة تقلص الأوعية كي تستعيد مرونتها الطبيعية.
وعند حدوث التهاب في المجاري البولية ينصح بشرب كمية كبيرة من الماء يومياً من أجل إدرار البول والتخلص من الميكروبات الممرضة التي تسرح وتمرح في المسالك البولية.
أما الذين يعانون من الإمساك المزمن فإن شرب كوب من الماء الساخن قبل النوم ليلاً أو بعد الإستيقاظ صباحاً قد يسمح في أغلب الأحوال في وضع حد لمعاناتهم على الفور.
ومن منا لم يسمع عن البرك المائية العلاجية المغلقة، فالماء والتيارات المائية وحرارة الماء في البركة، تخفض من عبء الضغط الواقع على المفاصل، وتساعد كثيراً على الإسترخاء، وتجلب الراحة النفسية، وتخفف من حدة الأوجاع، وتقوي العضلات.
أما الماء الممغنط فحدّث ولا حرج، وقد بدأت فكرة العلاج بهذا النوع من الماء تغزو العالم، ونشرت دراسات وبحوث في هذا الخصوص، بينت أن مغنطة الماء تكسبه خصائص فيزيائية وكيماوية تجعله يفيد في إذابة الأملاح والأحماض بدرجة أعلى من الماء العادي، وينحل الأوكسيجين فيه بكمية أكبر، ويزيد من سرعة التفاعلات الإستقلابية، ويرفع في شكل ملحوظ من عمليات التنظيف لطرد الجراثيم والملوثات، وإلى جانب كل ذلك، فإن الماء الممغنط يحسّن حركة الدم ويساعد على وصوله إلى مختلف أنسجة الجسم، ويزيد من كفاءة النواقل العصبية.
واستعمل على مر العصور الماء المشحون بالطاقة، وتتم عملية الشحن بوضع الماء في زجاجات ملونة بألوان الطيف ومن ثم تودع تحت الشمس لمدة ساعة إلى ثلاث ساعات، وبعد ذلك توضع في البراد أو في درجة حرارة الغرفة ويشرب منها حسب الرغبة.
وراجت فكرة استعمال الماء المشحون بالطاقة في علاج الجسد والروح، فمثلاً ينصح بشرب الماء المشحون باللون الأحمر والأصفر والبرتقالي صباحاً لتحفيز الطاقة والنشاط في الجسم. أما الماء المشحون بالأزرق والبنفسجي فيوصى بشربه مساء لأنه يساعد على الاسترخاء. في المقابل فإن الماء المشحون بالأخضر يعزز من التوازن الداخلي في أركان الجسم. أما الماء المشحون بالأصفر فيقال أنه نافع عند الدراسة والقيام بالأعمال الصعبة التي تتطلب الكثير من الإمعان والتفكير، أما الماء المشحون باللون الأبيض فينشر الهدوء والطمأنينة.
ختاماً، هناك بحوث تصب نتائجها في خانة الإستعمالات الوقائية والعلاجية للماء، وبعض هذه النتائج وصل الى حد الدهشة إلى درجة يصعب تصديقها لعدم توافر البراهين العلمية الأكيدة، من خلال دراسات أعمق وأشمل.