إكس خبر- أمران يشغلان كل القيادات والفصائل الفلسطينية في لبنان في هذه الفترة، هما:
– العمل بشكل أكبر من أي وقت مضى بغية ضبط الاوضاع وفرض الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية وخصوصاً في المخيم الاكبر عين الحلوة على نحو يحرر هذه المخيمات من صورة التجمع السكاني الفالت من عقال الامن والاستقرار ورمز الاشتباكات والتصفيات والاغتيالات.
– اخراج الفلسطيني في لبنان من كونه عنصراً اضافياً على المشاكل الداخلية اللبنانية، فهو تارة ضد التطرف السني، وتارة أخرى على مسافة غير متساوية من الصراعات الداخلية – اللبنانية، فضلا عن كون هذا المخيم “مخزن” العناصر الاحتياطية الجاهزة لعمليات تخريبية.
ولا ريب ان القيادات الفلسطينية في لبنان قد نجحت الى حد معين بفعل جهود مضنية، في النأي بالمخيمات عن أحداث واشكالات متكررة، لا سيما الاحداث التي سببتها جماعة الشيخ احمد الاسير في صيدا قبل عام ونيف بعدما ضم الى صفوف جماعته جمهرة من ابناء المخيمات ولوّح بالمخيم نفسه كاحتياط بأمرته، فإن القيادات نفسها هي الآن امام تحد جديد عنوانه العريض اثبات أن المخيمات لن تضم بين زواريبها المكتظة مجموعات وخلايا تبايع تنظيم “داعش”. أو بانتظار المبايعة. وبناء على هذا المخزون من الهواجس والمخاوف أتت قبل اسابيع عدة “مبادرة عين الحلوة” التي شهدت للمرة الاولى التقاء الأطراف الفلسطينيين الثلاثة: منظمة التحرير، وتحالف القوى والتنظيمات والجماعات الاسلامية في اطار هذه المبادرة.
ويصف القيادي في حركة “حماس” رأفت مرة لـ”النهار” المبادرة بأنها “فلسطينية وطنية جامعة وان ثمة حاضنة شعبية لها“.
واشار الى ان للمبادرة ثلاثة اهداف:
– منع حصول اقتتال فلسطيني – فلسطيني.
– الحيلولة دون وقوع اشكالات فلسطينية – لبنانية.
– تلافي حصول فتنة مذهبية، اي فتنة سنية – شيعية، وقطع الطريق على اي نوع من انواع هذه الفتنة.
واذ يؤكد ان ثمة تصميماً فلسطينياً على ان تكون المبادرة التي تولد عنها خطة تنفيذية، هي غير كل المبادرات السابقة لجهة الحرص على تنفيذها بحذافيرها، يقر بتأخير التنفيذ كما كان مرسوماً منذ البداية، مشيراً الى ان ثمة عراقيل وعوائق برزت وقد تم تذليلها وان التنفيذ صار وشيكاً وبالتحديد مسألة ايام.
وعن الشق التنفيذي من هذه المبادرة يقول: “الأبرز فيها هو تجهيز 150 عنصراً امنياً للانتشار داخل مخيم عين الحلوة وعلى مداخله. ومن ثم تعهد كل الافرقاء والفصائل عدم تحويل المخيمات اماكن توتر مع المحيط اللبناني بحيث يصار الى مواجهة حازمة مع اي طرف أو جهة تسعى للتوتير او تتسبب بالتوتر“.
ويلفت الى ان التأخير في تنفيذ الخطة ونشر القوة عائد الى جملة امور ابرزها:
” – ان الجميع شاء ان تكون مميزة عن سابقاتها وان تتمتع عناصر القوة التي يعتزم نشرها بالخبرة والكفاية المهنية والامنية نظراً لجسامة المهمات الملقاة على عاتقها.
– بحسب علمنا جهزت كل الفصائل بما هو مطلوب منها بغية اتمام عديد هذه القوة ومنها حركة “حماس” التي ألقت بثقلها لإنجاح هذه الخطة.
اضافة الى ذلك لا بد من الاشارة الى ان القوة ستقوم بدور مزدوج أي تأمين الأمن السياسي والاجتماعي.
وعموماً اردنا الخطة وشقها التنفيذي مدخلاً اساسياً لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على نحو تضبط فيه التناقضات والخلافات“.
ويوضح مرة أن “الخطة تركت انطباعات ايجابية في الداخل الفلسطيني كونها أتت بعد موجة اشكالات وأتت لتضم كل القوى على اختلاف انتماءاتها من دون استثناء فضلاً عن انها أتت في ظل مساع في الداخل الفلسطيني لإنهاء الانقسامات الحاصلة، وفي وقت عاد الشعب الفلسطيني في الداخل يجبه عدوانية الكيان الصهيوني، ويتحدى كل نهجه العدواني“.
وعن الهدفين الآخرين من الخطة التنفيذية للمبادرة قال: “لا نخفي اطلاقاً ان همنا من الاساس هو النأي بالمخيمات وبالوضع الفلسطيني في لبنان عموماً عن التوترات الداخلية اللبنانية. ويمكننا القول الآن ان كل ما يحكى عن مخاوف من حركات وانتهاكات في داخل المخيمات ليس له اساس من الصحة، وهو ينطلق من باب التحريض الاعلامي الذي اعتدنا عليه سابقاً وارتفع في الآونة الاخيرة، ومثاله السيئ ما نشر أخيراً عن اكتشاف نفق يمتد بين المخيمات والضاحية الجنوبية وتبين أن لا اساس له. كل ما يقال عن وجود جماعات توصف بالمتشددة والمتطرفة في المخيمات لا وجود حقيقياً له. فالموقف السياسي الفلسطيني واضح وعقلاني وحكيم وهو على قاعدة ان ليس لنا صلة بأية قرارات تأخذها هذه القوة أو تلك (قضية الخلافة وداعش) وان لا يكون لها أية ارتدادات في داخل المخيمات. وثمة فرصة كبيرة الآن لكي نعيد ضبط البوصلة باتجاه القضية المركزية، قضية فلسطين، والتضامن مع شعبنا في الداخل الذي يتعرض لأعتى هجمة عدوانية“.
وفي انتظار تنفيذ الخطة في عين الحلوة والتي تراهن على نجاحها القيادة الفلسطينية بغية ضبط هذا المخيم “الجموح” دائماً و”القلق” باستمرار، ثمة كلام تتداوله الاوساط الفلسطينية واللبنانية المعنية على السواء وفحواه ان حركة “حماس” هي الآن امام تحدٍ والعمل لانجاح هذه الخطة الموعودة لاعتبارين اساسيين: الاول انها المرة الاولى تشارك في خطة من هذا النوع بالتعاون مع باقي اطياف المشهد الفلسطيني. والثاني انها تريد ان تثبت بشكل غير مباشر انها عازمة فعلاً على “تغيير سلوكها” من الحدث السوري، خصوصاً وان ثمة معلومات تتوارد عن دور لها في إنجاح خطة مخيم اليرموك في سوريا عبر ضبط مجموعات محسوبة عليها بشكل أو بآخر.