شهد الكونغرس الاوروبي لاطباء القلب الذي انعقد في العاصمة السويدية استوكهولم بين 28 اغسطس و1 سبتمبر، وهو يعتبر بمثابة «الحج» لاطباء القلب كل سنة، المزيد من الاكتشافات والمستجدات الاكلينيكية التي تحسن صحة القلب وتقلل الوفيات، خصوصا في الحالات النادرة.
وقد شاركت استشارية امراض القلب الدكتورة فريدة الحبيب في جلسات مرض هبوط القلب المزمن واضطراب ضربات القلب.
دواء جديد
استعرض المؤتمر دواء جديدا يدعى Ivabradine، استخدم في علاج تصلب الشرايين التاجية منذ ثلاث سنوات، قد تم توثيقه لعلاج مهم جدا لمرضى هبوط عضلة القلب المزمن.
وقد شاركت الدكتورة فريدة الحبيب ممثلة الكويت في فعاليات الدراسة التي استعرض البروفيسور مايكل كومانغا نتائجها النهائية الاكلينكية على ستين ألف وخمسمائة وخمسة وثمانين مريضاً في 37 دولة وستمائة وسبعة وسبعين مركزاً للقلب عبر العالم. حيث استخدم العقار الجديد لمرضى هبوط القلب ذوي كفاءة أقل من %35 شريطة ألا يقل عدد نبضات القلب عن سبعين نبضة في الدقيقة.
وشريطة ألا يعاني المريض اضطرابا في ضربات القلب. وقد تمّت متابعتهم لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة ليستعرض الفريق في هذا الكونغرس نتائج مذهلة لوحظت من قبل المرضى والأطباء في سرعة تأثيره خلال ثلاثة أشهر من استخدامه.
واسهم دواء Ivabradine في تقليل مضاعفات مرض هبوط القلب بمقدار %18، وقلل عدد مرات دخول المرضى المستشفى بنسبة %26، مما يشكل تقدماً تاريخياً في علاج مرضى هبوط القلب.
أما الأساس العلمي لتأثير هذا الدواء فهو تقليل عدد نبضات القلب خلال تأثيره المباشر على المولد الطبيعي للنبضة الكهربية في عضلة القلب SANODE، خاصة أثناء الاجهاد العضلي.
زراعة النخاع
واستعرض البروفيسور روبرترو فيران Roberto Ferran والبروفيسور بينتو زراعة النخاع Stem Cells داخل الشرايين التاجية في مائة وواحد وتسعين مريضاً.
وأحدثت التجربة تقدماً كبيراً في قوة عضلة القلب، حيث ارتفعت كفاءة القلب من %29 الى %38 خلال سنة واحدة. هذه الدراسة الناجحة دعت المجمع الطبي في الكونغرس الى استخدام الزرع في دراسات عالمية بالتعاون مع مراكز اخرى لمساعدة مرضى هبوط عضلة القلب وتقليل احتمال زرع القلب وما يتلوه من تعقيدات في الحصول على القلب المناسب في المركز المناسب والوقت المناسب والمبلغ المناسب، مما يؤثر ايجابيا في اقتصادات الصحة في شتى انحاء العالم.
ارتفاع البوتاسيوم
كما استعرض البروفيسور اندر اراند والبروفيسور هنري دارجي دراسة مهمة لأول مرة عن دواء جديد يساعد على تفادي مخاطر ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم عند مرضى القلب، سواء بسبب الأدوية المستخدمة لهبوط القلب أو خلل بسيط في وظائف الكلى، أو الداء السكري.
واستطرد ان الارتفاع والهبوط في نسبة البوتاسيوم يعتبران عاملين مهمين في تقليل المضاعفات والوفيات في مرضى القلب.
وكان أطباء القلب العلماء في السابق يركزون على هبوط نسبة البوتاسيوم في الدم والذي له تأثير مباشر في اضطراب وتسارع مجنون في ضربات القلب قد يؤي الى الوفاة، خصوصا ان كمية البوتاسيوم في الجسم الطبيعي هي 3500 mmol، ومن هذه الكمية نجد ان البوتاسيوم في الدم لا يزيد على %2 من هذه الكمية، لذلك فان استدراك النقص في البوتاسيوم أو زيادته يعتبر امرا ضروريا لحماية القلب من التسارع أو التوقف.
والجديد في هذا الكونغرس هو التركيز على زيادة نسبة البوتاسيوم عند مرضى القلب حيث استخدام العقار RL 45016 في 245000 مريض (ربع مليون مريض تقريبا)، وكان شرط الدخول في دراسة العقار هو ان تكون نسبة البوتاسيوم في الدم 55 أو أكثر.
ويعمل هذا العقار خلال سحب الكميات الزائدة من البوتاسيوم في الدم من دون الاتحاد مع أيون البوتاسيوم ليبطل تأثيره.
وبعد استخدام العقار وجد البوتاسيوم عالياً في %7 من المرضى مقارنة بــ%56 من المرضى الذين لم يتناولوه، محدثاً بذلك ثورة علمية في التحكم بصحة المريض خلال المعرفة الدقيقة للأعراض الجانبية للأدوية المستخدمة والتدخل السريع المبكر للوقاية من المضاعفات.
الجلطات الدماغية
وكشفت الأرقام المتداولة في الكونغرس أنه في كل عام على وجه الأرض هناك 3 ملايين مريض باضطراب ضربات القلب يتعرضون الى جلطة دماغية، أي بمعدل شخص واحد كل اثنتي عشرة ثانية، وهناك واحد من كل أربعة أشخاص في عمر الأربعين وما فوق يتعرض الى اضطراب في ضربات القلب خلال أيام حياته. وهذا بالطبع يعني أن عامل AF هو أكثر أنواع اضطراب ضربات القلب شيوعاً. حيث يؤدي الى الاسراع المفرط أو البطيء المطلق لضربات القلب.
والمرضى الذين يعانون هذا الاضطراب يزيد احتمال اصابتهم بالجلطة الدماغية بمعدل خمس مرات أكثر من غيرهم.
والجديد في هذا الكونغرس أن ثلاثة من أربعة مرضى من المصابين بالاضطراب قد نجح الطب في وقايتهم من الجلطة الدماغية.
وفي مجمع كبير برئاسة روبرتو ركز جميع الاطباء على أهمية العمل على الوقاية بمبدأ Mission Million اي ان مهمة الطبيب الاستشاري لابد ان تركز على حماية المليون من الجلطة الدماغاية، لان اكتشاف هذا الاضطراب مبكراً والعمل على علاجه سواء بالعقاقير او الكي وحرق مكامن هذه الاضطرابات بواسطة القسطرة.