اكس خبر- الصفحة الاولى من الانتخابات الرئاسية طويت بدون رئيس فيما لا يزال البحث جارياً عن الفائز معنوياً بالجلسة الرئاسية والذي استطاع ان يحقق المكاسب في السياسة، في حين ينسب كل فريق او طرف معني بالانتخابات الانتصار لنفسه ولخطه السياسي، فبنظر فريق 8 آذار الجلسة كشفت الأحجام السياسية واظهرت تشرذم 14 آذار التي لم تستطع ان تجير كل اصواتها لمرشحها، بحيث لم يستطع المستقبل ان يمون على كل نوابه لانتخاب سمير جعجع، في حين تعتبر القوات انها استطاعت ان تحقق انتصاراً سياسياً وتفلس اخصامها، واستطاع جعجع على الأقل الذي امضى سنوات في الاعتقال السياسي في وزارة الدفاع، كما ارتبط اسمه بملفات قضائية، ان يسجل اسمه في سجل المرشحين لرئاسة الجمهورية.
لكن وإذا كان فك شيفرات وتبيان حقيقة من فاز وخسر في الاستحقاق الرئاسي من المعجزات، حيث كل فريق ينسب الى نفسه هذا الحدث ويهدي نفسه الانتصار، فان قليلاً من المفارقات تقول مصادر مسيحية وما جرى في كواليس الجلسة الأولى يظهران ان فريق 14 آذار لم يكن قلباً واحداً كما اتضح من مجريات الأحداث، وان ترشيح جعجع لم يكن «مهضوماً» من كامل فريق 14 آذار، فالمستقبل لم يستطع ان يلزم كل نوابه او الأفرقاء بالتصويت لترشيح جعجع، والكتائب التي كانت تمني نفسها بترشيح رئيسها الأعلى وجدت نفسها مرغمة على مسايرة الجو العام لـ 14 آذار، وعدم إثارة بلبلة، خصوصاً ان الجميل بقي حتى الساعات الأخيرة ما قبل فتح ابواب الإقتراع يحضر نفسه لإعلان ترشيحه، الى ان تسرب خبر معايدة زعيم المستقبل لحليفه في معراب معلناً تأييد كل 14 آذار لترشحه، وعندها فان الجميل تقصد مرغماً ان لا يسير عكس التيار مفضلاً عدم خلق حالة من الفوضى ومسايرة الوضع الجديد الذي نشأ بعد موقف المستقبل. وعليه فان الكتائب لم تحاول ان تعترض رغم ان المعطيات التي كانت متوفرة لم تكن تسمح بتحقيق الفوز لزعيم معراب والذي كان ترشحه «مزحة ثقيلة» لم يستوعبها المجلس النيابي بدليل البلبلة التي احدثتها الأسماء التي سقطت في صندوق الاقتراع، في حين انه لو تسنى لأمين الجميل ان يترشح لكان في حسابات ماكينة الكتائب ان يحصد اكثر من اصوات معراب، فالرئيس الأعلى للكتائب رغم انتمائه السياسي الى 14 آذار إلا انه اكثر قبولاً لدى الطرف الآخر وهو الذي استطاع ان يحدث اختراقات في السياسة مع الاخصام وان يتمايز ويعيد ترتيب اوراقه مع الذين يخاصمونه في المواقف ومقاربة الأحداث.
بالنسبة الى الكثير من الكتائبيين فان الكتائب اتخذت موقفاً مشرفاً وقدمت التضحية عندما سايرت ترشيح جعجع الذي لم يكن يملك الفرصة والظروف التي تتيح له الترشح والفوز بالرئاسة، وان 14 آذار لم تستطع ان تجير كل اصواتها لصالح معراب فلم يحصل على كامل اصواتها، وبالتالي فان المفترض ان لا يعيد جعجع ترشحه في الدورة المقبلة لأن الأمور ستكرر نفسها وبالتالي فهو سيفوت على اي مرشح من 14 آذار فرصة الوصول الى الرئاسة. وبالتالي فان لسان حال الكتائب يكاد يقول «طالما ان سمير جعجع حاول ولم يستطع ان يحصل إلا على 48 صوتاً، فالأفضل ان يخلي الساحة لغيره وللطامحين من 14 آذار، وفي هذا السياق فان اسم امين الجميل من الأسماء التي يعتبر طرحها جدياً واكثر قبولاً».
في الدورة الأولى تقول مصادر كتائبية كما بات واضحاً صوتت الكتائب لمصلحة جعجع انطلاقاً من حرصها على 14 آذار، وليس اقتناعاً بترشح جعجع، والمستقبل هو الذي قاد المعركة بعدما اعلن تأييده ودعمه لمعراب. لكن هذا الواقع قد لا يفرض نفسه او يصح على الدورة الثانية، ففي حسابات الكتائب ان امين الجميل قادر على انتزاع خمسة وخمسين صوتاً في جلسة الأربعاء المقبل، وحسابات الكتائب تشمل تصويت الثلاثي الطرابلسي «ميقاتي والصفدي وكباره» واصوات ميشال المر ونايلة التويني وبغياب سعد الحريري وعقاب صقر. والسؤال، هل يفعلها الجميل هذه المرة، وما هو موقف سعد الحريري الذي سيجد نفسه محرجاً بين اعادة دعم معراب التي لن تؤدي الى رئيس وبين رغبة الرئيس الأعلى للكتائب في ترشيح نفسه وبين ترجمة التفاهم العوني والمستقبلي، خصوصاً انه عقب الدورة الأولى ثمة من حمل رسالة الى الرابية ومفادها «انه بعد انقضاء الدورة الأولى لكل حادث حديث»، ويفهم من هذا الكلام ان المستقبل قد يجد خيارات اخرى بديلة عن دعم جعجع مرة جديدة وانه يتنظر تبلور بعض المعطيات والأحداث وإذا ما كانت هذه المعطيات تصب في مصلحة انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الراهن او تأجيل البحث الى مرحلة لاحقة؟