اعتبر خبراء سياسيون مصريون تقسيم السودان واحداً من أخطر المخططات التي تستهدف الأمن القومي المصري والعربي، مشيرين إلى أن فرض الوحدة الشعبية العربية هي الحل الأمثل في مواجهة المخططات الصهيونية التي تدعو إلى تفتيت وتشظي الوطن العربي وتحويله إلى دويلات صغيرة .
وقال الخبير بالشؤون الصهيونية محمد عصمت سيف الدولة أمام ندوة بعنوان “تقسيم السودان مخاطر تنتظرها مصر والمنطقة” والتي نظمها ليل أمس الأول مركز هشام مبارك للقانون بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الأهلية بالعالم الإسلامي، إن مخططات صهيونية أمريكية باتت تستهدف تقسيم السودان والعراق ولبنان ومصر .
وأشار إلى أن وثيقة “إسرائيلية” صدرت عام 1982 تؤكد خطأ انجلترا وفرنسا عام 1916 وذلك عندما تعاملا مع العالم العربي على أنه 22 دولة فقط .
وتؤكد الوثيقة، حسب سيف الدولة، كان يجب على انجلترا وفرنسا احتساب الدول العربية 50 أو 60 دولة وتسعى إلى تفتيتها إلى طوائف وجماعات فمصر لابد من تقسيمها إلى 3 دول والسودان إلى 4 دول والعراق إلى ثلاث دول ولبنان إلى أربع دول .
ودعا عصمت سيف الدولة إلى ضرورة فرض الوحدة الشعبية العربية في مواجهة المخططات الصهيونية الداعية إلى تفتيت وتشرذم الوطن العربي ووقوع بعض الدول تحت وطأة الاحتلال العسكري المباشر .
وقال أشرف ميلاد المدير السابق لوحدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دارفور إن السودان بطبيعته الفريدة من حيث التنوع الاثني والديني معرض للعديد من الأزمات، فهو يشهد أزمات في الشمال مع أبناء النوبة بسبب بناء سد “كجبار” وذلك في جنوبه حيث السلام الهش وكذلك الاشتباكات بين القوات السودانية وقوات الجنوب، وفي الشرق حيث إشكالية مؤتمر البجا والذي تحول فيما بعد إلى حزب سياسي بعد زمن طويل من الصراع والنزاع، وفي الغرب لا يزال جرح دارفور لم يندمل للآن، وفي الوسط في منطقة جبال النوبة والتي كانت في مرمى نيران القوات السودانية بسبب الحروب مع الجنوبيين حتى عام ،2000 فضلاً عن التوترات والقلاقل التي بدأت فوق السطح في منطقة كردفان .
وانتقد ميلاد تركيبة نظام الحكم في السودان، والتي فشلت في تحقيق السلام العادل، وأضاعت فرصا كانت سانحة للمصالحة .
ومن جانبه، اعتبر محمد أبوالعزايم القيادي باتحاد الجمعيات الأهلية بالعالم الإسلامي أن تقسيم السودان من شأنه تهديد الأمن القومي المصري بل والمنطقة العربية والإفريقية .
ووصف مخطط التقسيم ب “سايكس بيكو” جديد في المنطقة لن يستهدف السودان، فحسب بل سيطول أطرافا عربية في المنطقة، موضحا أن الخطر الحقيقي الذي سيلحق بمصر من جراء التقسيم هو تأثر حصة مصر في مياه نهر النيل .