–
مثل هؤلاء الأشخاص يعيشون معاناة حقيقية، ويشعرون بها اكثر عندما يتقاعدون
أو يصلون إلى سن يشعرون فيه أن عليهم التوقف والخلود إلى الراحة، فالمشكلة
أن هذه النوعية التي عاشت على العمل طوال سنوات حياتها تجد نفسها معزولة
بين جدران أربعة، وهو ما يسبب لها الأمراض النفسية وعلى رأسها الاكتئاب.
أما
لماذا يعشق البعض وظيفته إلى هذه الدرجة المرضية؟ فعلم النفس يقول ان وراء
ذلك أسباب عديدة، فليست الرغبة في النجاح وحدها وراء الأمر، لأن هناك
موظفين ورجال أعمال ناجحون في أعمالهم، يعيشون في الوقت نفسه حياتهم
الاجتماعية ويكوّنون صداقات بشكل سوي، بل نجد أنهم يقدرون العطلة
الأسبوعية لأنهم يعرفون أنها بمنزلة شحن لبطارية أجسادهم وطاقتهم.
لكن
قد يكون وراء الزواج من الوظيفة أسباب أخرى، فالبعض قد يعاني نقصا ما في
جانب من جوانب شخصيته، يقوم بتعويضه من خلال إدمان العمل إلى أقصى درجة.
وقد يكون هذا العشق للوظيفة بمنزلة الهروب من البيت، فبعض المتزوجين ممن
يعانون مشاكل عائلية مع زوجاتهم يجدون في العمل الملاذ الآمن بعيدا عن
الخلافات الموجودة في البيت.
وقد يكون وراء الأمر وجود فراغ كبير لدى
الرجل والمرأة، خاصة من غير المتزوجين والمتزوجات، ولا يجري تعويضه إلا
ببذل طاقة مضاعفة في العمل والاختلاط بالآخرين. هؤلاء يصابون برعب من
الفراغ، وإدمان العمل يبدد هذا الرعب.
النصيحة التي أوجهها لهؤلاء: احب
عملك كما تريد، لكن في الوقت نفسه يجب أن تتوقف قليلا لتلتقط أنفاسك وتخلد
إلى الراحة وتبحث عن الاسترخاء لو لفترة بسيطة، لأن العمل المتواصل ليلا
ونهارا يولد الكثير من الضغوط النفسية التي تظهر عادة من خلال الإفراط في
العمل والجلوس لفترات طويلة أمام المكاتب وشاشات الكمبيوتر.
معرضون لأمراض القلب