إكس خبر- تحت عنوان بأقل من ٢٤ ساعة إستبدل الحريري كلمة مرتزقة بعبارة “أهلي في طرابلس”! كتب مارون ناصيف في النشرة قائلا:
لم يمر أكثر من أربع وعشرين ساعة فقط على تغريدة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري التي إعتبر فيها السبت الفائت أن “مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مجنون ومشبوه ومرفوض ويهدد السلم الأهلي، وان بيروت لن تكون ساحة للمرتزقة”… حتى غرّد الحريري من جديد ظهر الأحد، قائلاً “الى أهلي في طرابلس والشمال، يعز عليّ أن يقال إنّه تمّ استقدام شبان باسمكم لأعمال العنف أمس، لكنني أعلم أن كرامة بيروت أمانة رفيق الحريري عندكم وانتم خط الدفاع عن سلامتها وضمير التحركات الشعبية ووجهها الطيب، احذروا رفاق السوء وراقبوا ما يقوله الشامتون بتخريب العاصمة”.
“تغريدة الأحد التي إختلفت نبرتها كلياً عن تغريدة السبت، لم تأتِ من باب الصدفة” يقول المقربون من بيت الوسط، “بل فرضتها نقمة شعبيّة شمالية على الحريري، وصل صداها الى بيت الوسط”. وفي هذا السياق، يروي المتابعون أن إستعمال الحريري لكلمة مرتزقة في تغريدة السبت، لم تمرّ مرور الكرام في عاصمة الشمال طرابلس، بل نتج عنها غضب شعبي عليه، على إعتبار أن العدد الأكبر من الشبان الذين شاركوا بأعمال الشغب في بيروت يوم السبت، نزل الى العاصمة عبر باصات أقلته من طرابلس وعكار والمنية والضنية، وبالتالي، لم يفسر هؤلاء التغريدة إلا إستهدافاً لهم على قاعدة أن بيروت هي فقط لأهلها وناسها، ومن يأتي من الشمال لتخريبها يسمح الحريري لنفسه بوصفه بالمرتزقة.
حملات تحريض ضد الحريري
على صفحات التواصل الإجتماعي وعبر مجموعات الواتساب الشمالية، إنطلقت حملات التحريض على رئيس الحكومة المُستقيل، منهم من رد عليه بوصفه بالمرتزقة على إعتبار أن عائلة الحريري هي أصلاً من صيدا لا من بيروت، ومنهم من دعا الى التحرك أمام مكاتب تيار المستقبل في الشمال وأمام مؤسساته، بهدف الرد على كلام الحريري الفوقي والإتهامي بحق أهل الشمال”.
ولأنه لم يعد قادراً على تحمّل المزيد من الخسارات الشعبية في شارعه، وبعد سلسلة من المشاورات التي أجراها مع مستشاريه، قرر الحريري العودة عن تغريدته بأخرى يوم الأحد إختلف خطابها عن الأولى التي سبقتها، وبدلاً من كلمة مرتزقة راح الحريري يلعب على مشاعر الشماليين بقوله “أهلي في طرابلس”…
ما قام به رئيس الحكومة المُستقيل لناحية تغييره لنبرة كلامه هو أمر أكثر من طبيعي بحسب مصدر طرابلسي بارز يقول “لقد أصبح للحريري بعد إنتخابات ٢٠١٨ هاجس واحد، وهو إستعادة ما خسره في الشارع السني، وإستقالته الأخيرة من الحكومة تصبّ في خانة التصالح مع جمهوره الذي تركه. من هنا إقتنع بنصائح فريقه الذي قال له إن كلمة مرتزقة إنعكست سلباً على الشارع السني في طرابلس وعكار، لذلك سارع الى توضيحها في تغريدة لاحقة وبكلام سياسي إعتيادي.