لقد علّم الانسان نفسه الطيران مثل الطيور، والتسلق مثل القرود، ونقب الارض مثل الجرذ، ولكنه لم يستطع حتى الآن السباحة مثل السمك في الماء.
أجهزة التنفس الخاصة بالغوص تتيح التنفس تحت الماء. ولأننا نحتاج للهواء فان الوصول الى الاعماق البعيدة مازال يشكل خطرا بالنسبة للانسان. وهنالك عدد من الناس ممن ساروا على سطح القمر اكثر ممن غاصوا الى أعمق من 240 مترا باستخدام اجهزة الغوص، ولكن كيف سيكون الوضع اذا ما تمكن الانسان من «تنفس» الماء تماما مثل السمكة؟
لقد سجل الاميركي ارنولد لينده، اخصائي جراحة القلب والرئة المتقاعد الذي تحول الى مخترع، براءة اختراع بدلة للغوص تتيح للانسان استنشاق «الهواء السائل»، وهو محلول خاص مخصّب بالاوكسجين.
وتثير فكرته على الفور الخشية من تجربة الغرق المفزعة. غير ان الرئتين لدينا لديهما قدرة تامة على اخذ الاوكسجين من السوائل.
لكن الاطباء بدأوا بإجراء تجارب بسائل «بيرفلوروكاربونز» المزود بالاوكسجين، وهو نوع من السوائل يستطيع امتصاص كميات ضخمة من الغاز، وذلك لتزويد الرئتين بالاوكسجين، وقد حققت تلك التجارب نجاحا.
وتقول صحيفة {الاندبندنت} البريطانية التي نشرت التقرير ان البروفيسور توماس شيفر اخصائي طب الاطفال ظل يجري تجارب في مجال استنشاق السوائل منذ سبعينات القرن الماضي. وهو يقول «ان العديدين من المواليد ممن قمت بفحصهم كانت لديهم فرصة اقل من خمسة في المائة للاستمرار في الحياة، ولكن عندما جعلتهم يتنفسون السوائل وجدنا ان نسبة تقترب من 60 في المائة تعيش حياة صحية».
وبالنسبة للراشدين يرى الدكتور لينده ان بدلة الغوص التي تتيح للغواصين تنفس السائل المخصب بالاوكسجين عن طريق خوذة مغلقة وبمساعدة اجهزة تساعدهم في حالات كثافة السائل اللزج، وانه عن طريق استخدام الاوكسجين المعلق في السائل لا يعود الغواصون يتعرضون للحالة التي تعرضهم للموت وذلك عندما يذوب النيتروجين في الدم تحت الضغط العالي لفقاقيع المياه العميقة عند الصعود. كما ان ذلك سوف يساعدهم في الوصول الى اعماق ابعد مما هو ممكن الان.
وكل ما يحتاجه الدكتور لينده الان جهة لتطوير جهازه ومتطوعون لديهم استعداد لخوض تجربته.