قررت النيابة العامة المصرية احتجاز الرئيس المصري السابق ونجليه جمال وعلاء 15 يوماً على ذمة التحقيق في اتهامات بالفساد والتحريض على قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ والتربح وتضخم الثروات وإهدار المال العام، حسب ما أعلنت محطات تلفزة مصرية اليوم الأربعاء 13-4-2011.
وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، فى ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، قد امر بحبس علاء وجمال مبارك نجلى الرئيس السابق، 15 يوماً على ذمة التحقيقات التى تجريها معهما النيابة العامة، فى الوقائع التى تضمنتها البلاغات المقدمة ضدهما، والتى سبق أن اتخذت النيابة العامة بصددها إجراءات طلب تجميد الأرصدة فى الداخل والخارج والمنع من السفر.
يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه تضارب فى الأنباء والمعلومات حول موعد ومكان وسبب التحقيقات التى تمت مع نجلى الرئيس.
وقالت صحيفة اليوم السابع المصرية، أن علاء وجمال خضع لتحقيقات نيابة الطور صباح أمس الثلاثاء، فيما تضمنته هذه البلاغات تتناول مدى اتصال نجل الرئيس السابق بجرائم الاعتداء على المتظاهرين، وسقوط قتلى وجرحى خلال المظاهرات السلمية، بدءاً من يوم 25 يناير 2011، ووقائع أخرى تتعلق بالاستيلاء على المال العام واستغلال النفوذ والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة.
وكانت النيابة العامة قامت بسؤال مقدمى هذه البلاغات وطلبت المعلومات بشأن ما ورد فيها من أجهزة الأمن القومى والرقابة الإدارية واستعجلت طلب هذه المعلومات.
هذا وكانت قد حطت صباح اليوم الأربعاء 13-04-2011، طائرة عسكرية من طراز سي 130 قادمة من شرم الشيخ في مطار ألماظة شرقي القاهرة.
كانت عيون رجال الأمن الذين احتشدوا في المكان تترقب نزول الرئيس السابق حسني مبارك بعد ليلة عاصفة من الأخبار عن التحقيق معه وإصابته بأزمة قلبية ودخوله مستشفى شرم الشيخ الدولي.
كادت القلوب تتوقف بعد أن زادت خفقاتها عندما ظهر علاء وجمال مبارك وفي يد كل منهما الكلابشات. ولوحظت عليهما علامات الذهول وهما يتقدمان نحو سيارة الترحيلات المحاطة بعدد من سيارات الحراسة الأمنية.
في الساعة السادسة والنصف صباحا وصلا إلى سجن مزرعة طرة لتنفيذ قرار النائب العام بحبسهما 15 يوما على ذمة التحقيق في التهم المنسوبة إليهما.
لم يلحظ بالسجن أي استنفار أمني يشير إلى وصول شخصيات هامة لإبعاد أنظار الفضوليين وللحيلولة دون أن تزفهما سيارات المواطنين كما فعلت مع أركان النظام الذين سبقوهما إلى سجن المزرعة.
استمرت حالة الذهول التي انتابت النجلين وهما يتلقيان التعليمات من مدير السجن في مكتبه، ولوحظ أنهما ينفذانها بشكل آلي. فبعد فك القيود وتسجيل اسميهما في كشوف الاستقبال، قاما بتسليم هواتفهما المحمولة والنقود وكل ما يحملانه، ولم يكن مع أي منهما حقيبة خاصة، ما يعني أنهما لم يتوقعا قرار حبسهما وترحيلهما بسرعة من شرم الشيخ.
داخل زنزانة انفرادية لكل منهما في عنبر التأديب، ارتدى علاء وجمال ملابس السجن البيضاء وقاما بتسليم بدلتيهما، واستلما أربع بطانيات رمادية ومرتبتين. ولم يشك أي منهما من أن ملابس السجن غير مناسبة للحجم أو الطول كما حدث مع رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد نظيف.
بعد وقت قصير من دخولهما الزنزانة، جاءت لهما وجبة الإفطار الخاصة بسجناء الحبس الاحتياطي فرفضاها، وطلبا فقط زجاجات مياه معدنية من الكافتيريا الخاصة بالسجن.
وقالت مصادر لـ”العربية.نت” إن أقدم السجناء المشاهير هشام طلعت مصطفى المتهم بالتحريض على قتل المطربة سوزان تميم، لم يكن في استقبالهما على غير عادته في استقبال أركان النظام السابق الذين سبقوا علاء وجمال مبارك إلى سجن المزرعة.
يجاور علاء وجمال مبارك في عنبر التأديب، زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة السابق، وصفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى سابقا، وأنس الفقي وزير الإعلام السابق، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وزهير جرانة وزير السياحة السابق، وأحمد المغربي وزير الإسكان السابق.
ووجود مبارك في مستشفى شرم الشيخ الدولي لا يمنع لحاقه بنجليه في سجن مزرعة طرة حال تحسن صحته وذلك حسب قانون العقوبات المصري.
وكان المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام أصدر فجر الأربعاء قرارا بحبس الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة النيابة.