«عملية نوعية» لـ«الفرقة الذهبية» للأمن العراقي انتهت بكارثة
مقتل 60 وإصابة العشرات في كنيسة «سيدة النجاة»
بعد أن وصفت بالعملية «النادرة» و«المثيرة» و«غير المسبوقة» و«النوعية»
حسب قول وزير الدفاع عبد القادر العبيدي، وسلسلة الاطراءات التي قدمها
المسؤولون العراقيون عبر وسائل الإعلام المحلية لـ«الفرقة الذهبية» التي
نفذت عملية اقتحام كنيسة «سيدة النجاة»، ظهر وكيل وزارة الداخلية الفريق
حسين كمال بعد ساعات من انتهاء الاقتحام وبعد تبني «دولة العراق
الإسلامية» لاحتجاز الرهائن والكلام عن النتائج، ليعلن ان 52 شخصا قتلوا
(بين رهائن ورجال شرطة) خلال مداهمة قوات الأمن الكنيسة لإنقاذ 120 مصليا
كاثوليكيا احتجزهم مسلحون. وأضاف أن 67 شخصا أصيبوا أيضا خلال العملية.
وقال
الفريق كمال «الحصيلة هي للمدنيين والعناصر الأمنية. نحن لا نميز بين
الشرطة والمدنيين لانهم جميعا عراقيون»، مضيفا أن العدد لا يتضمن
المهاجمين الذين قتلوا.
وهذا يعني أن 60 شخصا قتلوا في هذه المواجهة العنيفة الطويلة، بمن فيهم ثمانية مسلحين يبدو انهم فجروا أنفسهم.
بداية الاقتحام
وقد
استمر دوي إطلاق النار بشكل متقطع لساعات في حي الكرادة قرب المنطقة
الخضراء التي توجد فيها سفارات ومكاتب الحكومة، فيما حلقت طائرات هليكوبتر
أميركية وعراقية وأغلقت قوات الأمن المنطقة.
وأفاد مصدر امني أن عملية
الانقاذ كانت صعبة للغاية: «المهاجمون كانوا بين الأطفال مع أسلحتهم..
معظم الضحايا قتلوا أو جرحوا أثناء اقتحام القوات الأمنية المكان»، في حين
افاد مسؤولون أن بعض المهاجمين استخدموا ستراتهم الناسفة أو ألقوا قنابل
أثناء الغارة.
محضرة منذ فترة
من جهته، قال اسقف الكلدان في
بغداد شليمون وردوني ان اثنين من الكهنة قتلا، فيما اصيب ثالث بالرصاص في
كليته. وأضاف «ينتابني شعور بالحزن الشديد، ما يسعنا القول؟ انه عمل غير
انساني، حتى الحيوانات لا تتصرف بهذه الطريقة». فيما افاد الاب يوسف توما
مرقس رئيس الاباء الدومنيكان في العراق ان «العملية كانت محضرة منذ فترة
طويلة، نظرا للاسلحة والذخائر التي عثر عليها في الكاتدرائية. الامر
يستغرق وقتا طويلا لادخالها».
وحينما تفقد أسقف السريان الكاثوليك بيوس
كاشا الكاتدرائية قال «انها مجزرة حقيقية»، مضيفا «الامر الاكيد ان ابناء
رعيتي جميعا سيغادرون العراق».
اول القتلى كاهن
بدوره، ذكر احد
الرهائن البالغ 18 عاما ان «رجالا يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا الكنيسة
حاملين اسلحتهم وقتلوا كاهنا على الفور. لقد احتميت داخل قاعة صغيرة حيث
كان يوجد اربعة مصلين اخرين». واضاف «بعدها بقليل، دخل اثنان من المسلحين
الى القاعة واطلقا النار في الهواء وعلى الارض مما ادى الى جرح ثلاثة
اشخاص ثم دفعا بنا الى صحن الكنيسة. حصل بعدها تبادل اطلاق نار وسمعنا دوي
انفجارات، وقد تناثر الزجاج على الناس».
وافاد مصور وكالة فرانس برس ان
الكاتدرائية اصبحت اشبه بساحة حرب، مشيرا الى ان الارض والجدران غطتها
الدماء واخترقها الرصاص وتناثرت في داخلها الاشلاء.
هناك غير عراقيين
ووصف
وزير الدفاع عبد القادر العبيدي العملية الانقاذية لتلفزيون «العراقية»
الحكومي من مكان الحدث بأنه تم في البداية تطويق الارهابيين بعد تفجيرهم
سيارتين مفخختين ثم دخلوا الكنيسة، بعدها اتخذ قرار بشن عملية خاصة تنفذ
من قبل «الفرقة الذهبية» لمكافحة الارهاب. واضاف «كان لدينا قرار ان يكون
هناك اقتحام أرضي للكنيسة وانزال جوي، لأنه لا يمكن الانتظار، والارهابيون
كانوا يخططون لقتل اكبر عدد من المحتجزين القائمين بالقداس من اهلنا
واخوتنا الاعزاء المسيحيين. وتم تنفيذ العملية بنجاح تام بقتل كامل
الارهابيين ولدينا محتجزون مشتبه بهم».
وقال وزير الدفاع «هناك عدد
محدود من الضحايا سقطوا عند دخول الارهابيين الى الكنيسة وقيامهم بتفجير
احزمة ناسفة. وتم تنفيذ العملية بكفاءة وقتل المنفذين الارهابيين كافة،
ولدينا قناعة ان من بين الاشخاص الذين قاموا بالهجوم غير عراقيين سنعرف
لاحقا انتماءاتهم».