إكس خبر- غالباً ما يحركنا مشهد يحمع بين الأم ومولودها، فتراهما متصلان ببعضهما البعض، تشتم الأم رائحة طفلها وتضمه إليها، بينما يهنأ هو في حضنها الدافئ. فتراهما مندمجان معاً، ينتميان إلى عالم خاص يصعب على الآباء ربما الدخول إليه.
وهل هناك أجمل من رائحة المولود؟ كلا!
أظهرت دراسة من جامعة مونتريال الكندية أنّ رائحة المولود تولّد عند والدته شعوراً بالشبع يشبه الشعور الذي ينتابنا عند شمّ رائحة الأكل. وتعتبر رائحة المولود وسيلة تتواصل من خلالها الأم ومولودها لأنّها تؤثر في نظام المكافأة أو الـreward system في الدماغ الذي يعطي الأمر للقيام بالأعمال والسلوك المناسب، فتترك بالتالي هذه الرائحة، تأثيراً على الأم يشابه تأثير المخدرات على الفرد وتأثير ممارسة الجنس على الشريكين. لإثبات هذه النتائج، أجرى الباحثون الدراسة على فريقين من النساء، يتضمن الأوّل أمّهات كنّ قد أنجبن قبل ستة أسابيع من إجراء الدراسة، فيما ضمّ الفريق الآخر نساء لم يسبق لهن أن أنجبن. وعندما تم تصوير دماغهم خلال التجربة، لوحظ ارتفاع نسبة الدوبامين في الدماغ، هرمون الراحة والعافية، ما يحث الأمهات على تقديم الحنان والحب إلى المواليد من الفريقين. ولكن لا توضح هذه الدراسة ما إذا كانت استجابة الخلايا العصبية لدى النساء ناجمة عن تغيّر في الهرمونات، وما إن كانت رائحة الطفل تؤثر في الأب أيضاً.
حضن الأم:
في المقابل، تظهر منظمة الصحة العالمية أهمية الاتصال الجسماني، أي احتكاك البشرة ببشرة أخرىskin-to-skin contact (SSC) ، بين الأم والمولود والتي تبدأ مباشرة بعد الولادة، لناحية تأثيره على الأم والرضيع وتسهيل التفاعل بينهما عبر الحواس كاللمس، الدفء والرائحة وخصوصاً تسهيله للرضاعة الطبيعية.
كما أثبتت دراسة من جامعةMcGill الكندية أهمية هذا الاتصال في دراسة نشرت في مجلّة الـBMC Pediatrics العلمية. وتشجع هذه الدراسة على اتباع تقنية “الكنغر الأم” الأوسترالية لأنها الأمثل في اتصال الجلد بالجلد. كما وتبين أن هذا الأسلوب مفيد للمواليد الذين يولدون قبل أوانهم لأنّ ذلك يخفف من الأوجاع التي يشعر بها الطفل عندما يخضع لتقنية شق في كعب القدم لسحب عينة من الدم لإجراء التحاليل. وللتأكد من ذلك، تم وضع الأطفال على أثداء أمهاتهم عند خضوعهم لتلك التقنية، ووضع أطفال آخرون في الحاضنة.
ولوحظ عبر الـPremature Infant Pain Profile، الجهاز المعني بمراقبة سلوك الأطفال، أن الشعور بالألم قد قلّ لدى المواليد مرتين عند وجودهم في حضن أمهاتهم مقارنة بالأطفال الذين تم وضعهم في الحاضنة. وأظهرت النتائج النهائية أن الاتصال الجسماني والتصاق الطفل بجسم أمه يقيه من الأوجاع من خلال نظام حماية يؤمنه للطفل.