تغلق أبواب الصرح البطريركي في بكركي عند الساعة السادسة مساء اليوم الاربعاء، على أعضاء سينودس مطارنة الموارنة الذين حضروا من أنحاء العالم لانتخاب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق خلفاً للبطريرك الحالي الذي قبل الفاتيكان استقالته نصر الله صفير. وأمام هؤلاء مهلة عشرة أيام لاختيار البطريرك الخلف، في انتخابات لا تعتمد على الترشيح إنما على تحكيم كل مطران لضميره بمعزل عن العالم وتأثيراته.
ويبيت المطارنة المشاركون في بكركي التي أحدث فيها البطريرك صفير جناحاً فسيحاً من ضمن الأجنحة التي أنشأها في عهده، ليفيقوا باكراً صباح الخميس ويبدأوا صلاة إيذاناً ببدء جلسات لانتخاب بطريرك سابع وسبعين خلفاً للبطريرك السادس والسبعين الكاردينال صفير.
ولم تستبعد مصادر كنسية بدء جلسات الإنتخاب برئاسة المدبر الكنسي المطران رولان أبوجودة بعد ظهر غد الخميس بعدما اختصرت الرياضة الروحية الى يوم واحد بدل يومين، وصرف النظر عن الرياضات وتقرر أن تحل صلوات للأساقفة مكانها، يلقي خلالها اثنان من المطارنة وهما شكرالله حرب وسمعان عطاالله عظتين.
ويسبق ذلك انتخاب أمين سر ومعاون له لتدوين الجلسات والتدقيق في أوراق الإنتخاب. ورجحت المصادر نفسها أن يصار الى انتخاب البطريرك الجديد في غضون أيام قليلة، علماً أن انتخاب البطريرك يتطلب ثلثي عدد المشاركين في الإنتخاب أي 27 صوتا.
ويشارك في هذه الجلسات 38 مطرانأ أو 39 ، إذ تأكد عدم حضور المطرانين جون شديد وهيكتور اسطفان الدويهي من الولايات المتحدة الأميركية لأسباب صحية، بينما تتوقع مصادر كنسية أن يغيب مطرانان آخران للأسباب عينها هما جورج أبو صابر ويوسف مسعود مسعود الذي لم تستبعد مصادر أن يحضر على رغم الوضع الصحي.
في هذا الوقت، أصدرت بطريركية انطاكية وسائر المشرق المارونية البيان الاتي: “بحث الكرسي البطريركي في موضوع تمثيل مشايخ آل الخازن، واستتب الرأي على ان يتبع التقليد الذي كان قائما حتى الآن بأن تمثل العائلة بشخصين احدهما من غوسطا والآخر من عجلتون، وذلك بموجب تكليف رسمي من غالبية افراد العائلة، وقد تم اعتماد الشيخ فريد هيكل الخازن والسفير امين كسروان الخازن”.
وعشية الانتخاب، توجه البطريرك صفير في تصريح لإذاعة “صوت لبنان” (93.3) لخلفه بالقول “إن ضميره وتقواه يمليان عليه ما يجب القيام به”.
والى من يسيس الانتخابات البطريركية قال إن هذا شأنهم مؤكداً ضرورة أن تبقى هذه الانتخابات بعيدةً عن السياسة، موصياً اللبنانيين أن يحبوا وطنهم وأن يتصالحوا ويجمعوا على محبة بلدهم.
وأكد مصدر كنسي لصحيفة “السفير” ان “لا تأثير سياسيا على الانتخابات البطريركية»، مشددا على» ان اي بطريرك جديد لن يحيد عن ثوابت بكركي الوطنية، وبديهي ان يكون اسلوبه مختلفا عن اسلوب البطريرك نصر الله صفير، وربما تكون مقاربته لمواضيع معينة مختلفة، لكن الجوهر سيبقى واحدا في الشؤون الوطنية”.