إكس خبر- هاجس أنفاق حزب الله شمالا يتفاعل في إسرائيل. المستوطنات الشمالية قلقة من الآتي وتطالب بحل، فيما جيش الاحتلال لا يؤكد ولا ينفي أن لدى الحزب «أنفاقاً هجومية» عابرة للحدود
منذ بدء العدوان على قطاع غزة والإسرائيليون يقيسون أداءهم وقدراتهم ونتائج عدوانهم بحرب لبنان السابقة والمقبلة. وأسئلة المسؤولين الإسرائيليين، وتبعاً لهم الخبراء والمحللين، لم تتوقف منذ الرصاصة الأولى في غزة: كيف يفهم حزب الله هذا؟ وكيف يفهم ذاك؟ إلا أن الأيام الأخيرة للعدوان شهدت تظهير هاجس قديم ـــ جديد، ولا يقاس بما واجهه الاحتلال في القطاع: أنفاق حزب الله الهجومية!
بدأت القضية تتفاعل منذ أيام. وأمس، بعد أن زاد مستوى ضغط المستوطنات على الحكومة والمؤسسة العسكرية، جمع قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يائير غولان، مسؤولي المستوطنات بهدف «تهدئة روعهم»، وخاصة بعد توقيع أكثر من 3000 مستوطن، حتى صباح أمس، على عريضة تطالب الجيش بالتدخل.
وسائل الإعلام العبرية نشرت أهم ما جاء في العريضة: «الوقت ليس وقت دفن الرأس في الرمال، فدمنا ودم أولادنا ليس مباحاً. وللأسف، فإن عملية الجرف الصامد في غزة أظهرت كم أن هذه الظاهرة (الأنفاق) خطيرة ومعقدة، وعلينا أن نتعامل معها كتهديد استراتيجي لأنها قد تؤدي إلى نتائج كارثية».
الحزب لا تنقصه الإمكانات للوصول إلى أي عمق يريده
ونقلت وسائل الإعلام أن عدداً كبيراً من سكان المستوطنات يسمعون ليلاً أصوات حفر تحت منازلهم، بل إن أحدهم قال إنه «لا يستطيع النوم من الأصوات والتفكير في ما يمكن أن يحدث».
في «جلسة الطمأنة»، بحسب تعبير صحيفة يديعوت أحرونوت، أطلع اللواء يائير غولان رؤساء البلديات في المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان على «العبر والدروس الأولية من عملية الجرف الصامد في غزة، وعرض أمامهم التهديدات الأمنية على الحدود الشمالية، بما يشمل تقارير أنفاق حزب الله على الحدود». وبحسب الصحيفة، «طمأن» غولان المستوطنين بأن الجيش جاهز لمواجهة كل التهديدات من لبنان، وذلك ضمن سلة سيناريوات التهديد المختلفة، وأيضاً جاهز لمواجهة خطر الأنفاق، مع تأكيده أن «الجيش لا يعلم شيئاً عن أنفاق هجومية لدى حزب الله»، وشدد في المقابل على أن «هذا الخطر ليس الخطر الأول الذي يهدد إسرائيل شمالاً، بل هو الخطر الصاروخي»، والذي عرضه أمام المستوطنين بتوسع، كما أكدت الصحيفة.
وفي السياق نفسه، عرضت الإذاعة العبرية في تقرير موسع لـ«هواجس أنفاق حزب الله»، مشيرة إلى وجود معلومات وتقارير تؤكد ما لا يتحدث عنه الحزب، وهو شبكة أنفاق كبيرة جداً منتشرة في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من نهر الليطاني، و«إذا قورنت بما يحدث في غزة، فإن الأمر سيبدو كلعب أطفال مقابل ما يوجد لدى حزب الله».
وأشارت الإذاعة إلى أن الحزب هو الذي استقدم تكتيك الأنفاق إلى منطقة الشرق الأوسط، أما من جهة حماس، فقد تعلمت هذا التكتيك منه، و«كما هو معروف، يستخدم الحزب أسلوب الأنفاق منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولديه خبرة تزيد على عشرين عاماً في هذا المجال، وهو الذي نقل هذه الخبرة إلى حماس».
من جهة إسرائيل، تضيف الإذاعة، «لدى حزب الله إمكانات لحفر الأنفاق، لكن ما لا نعرفه هو إن كانت هذه الأنفاق تصل إلى منطقة الحدود من دون أن تتجاوزها… وإذا كانت جغرافية الأرض شمالاً تختلف كثيراً عن جغرافية غزة، فإن التقديرات تشير إلى أن الحزب وجد حلولاً لهذه المشكلة، وهو قد استخلص عبر الحرب الماضية بصورة دقيقة، كما أنه لا تنقصه الإمكانات للوصول إلى أي عمق يريده».
ولفتت الإذاعة إلى أن المعروف عن أنفاق حزب الله أنها أنفاق لاستخدامات متعددة، ومن بينها أنفاق تستخدم لإطلاق تلقائي للصواريخ، كما توجد شبكات من الأنفاق تضمن احتياجات مئات من المقاتلين للبقاء مدة طويلة تحت الأرض، وأيضاً أنفاق للسيطرة والتحكم وغرف لإدارة الحرب، بما يشمل أيضاً عيادات طبية ووسائل تهوية وإضاءة واتصالات.