إكس خبر- تتفشى أمراض العيون في كل البلدان، خصوصاً في الدول الفقيرة، بسبب الإهمال وقلة الوعي والجهل التي يمكن أن تؤدي إلى ذهاب حاسة البصر إلى غير رجعة فيعيش أصحابها في ظلام دامس.
وتتطور حاسة البصر عند الأطفال بوتيرة سريعة، فحديثو الولادة يستطيعون الرؤية لكنهم لا يرون التفاصيل الدقيقة، كما يمكنهم رؤية الألوان الناصعة، وينجذبون إلى وجود الآخرين. وفي حلول الشهر الثالث أو الرابع يتمكن الأطفال من رؤية الأشياء الصغيرة ويفرقون بين الألوان، ومع اقتراب نهاية السنة الأولى يرون أدق التفاصيل.
لكن هناك عوامل قد تدخل على خط تطور القدرة البصرية المتسارع في السنة الأولى من العمر ما يتسبب في مشاكل بصرية من أهمها:
– الحوَل الكاذب، إذ يمكن شكل الأنف أو الجبهة أو الأجفان إعطاء انطباع بأن الطفل يعاني الحوَل، لكن الانطباع خاطئ، فالحول هنا كاذب وليس حقيقياً.
ويمكن كشف الحوَل الكاذب بسهولة من خلال فحص العينين من جانب الطبيب المختص الذي يخبر أهل الطفل بأنه طبيعي، وأن مثل هذا الحوَل سيختفي مع مرور الأيام عندما يكبر الطفل، بالتالي فهو لا يحتاج إلى أي علاج.
– الحوَل الخفي، ويحدث هذا النوع بسبب عدم توازن أو خلل في عضلات العين الخارجية، لكن هذا الاضطراب يكون عادة خفيفاً يستطيع الدماغ أن يتغلب عليه، ويمكن الطفل أن يرى في شكل طبيعي.
ولا يمكن الشخص العادي أن يرى الحوَل الخفي، فالطبيب المختص هو الوحيد الذي يرصده من خلال الفحص الطبي. وتؤدي أسواء (عيوب) الانكسار وضعف عضلات العين إلى الحوَل الخفي الذي يشكو المصاب به من بعض العوارض، مثل الصداع، والألم حول العينين، وازدواج الرؤية. ويتم علاج الحوَل الخفي بتصحيح أسواء الانكسار، وعمل تمارين خاصة للعينين.
– الحوَل الحقيقي، وهو مشكلة يعاني منها حوالى خمسة في المئة من الأطفال، وإذا نظر الطفل إلى شيء بعيد، فإن إحدى الحدقتين تنظر في اتجاه مستقيم في حين تنحرف الأخرى، إما إلى الداخل وإما إلى الخارج وإما إلى الأعلى أو الأسفل. وعندما تنحرف إحدى العينين يتم إرسال صورتين مختلفتين إلى المخ، وفي هذه الحال يتجاهل المخ الصورة الصادرة عن العين المصابة ويهتم فقط بتلك الآتية من العين السليمة. ويجب اكتشاف الحوَل الحقيقي باكراً لعلاجه، لأن إهماله يمكن أن يسبب فقدان البصر في العين المصابة. ويظهر الحوَل بالنسبة ذاتها عند الذكور والإناث، ويمكن أن ينتقل وراثياً من الآباء إلى الأبناء. ومن الضروري علاج الحوَل الحقيقي، لأنه يهدف إلى تصحيح استقامة العينين واستعادة الرؤية السليمة أو الحفاظ عليها.
– كسل العين، وهو يعني ضعف الإبصار في إحدى العينين، وتظهر هذه المشكلة في وقت مبكر عند الطفل. ويعتبر الحوَل، وعيوب الانكسار، والمياه البيضاء، والمياه الزرقاء، من أكثر المسببات انتشاراً لكسل العين. وبالطبع يصعب على الطفل أو الأهل اكتشاف العين المصابة بالكسل، لذلك لا مفر من إخضاع الطفل لاختبارات خاصة لدى الطبيب المختص من أجل كشفها وعلاجها، لأن إهماله يفضي إلى فقدان البصر، وكلما كان العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل.
– المياه البيضاء الخلقية. إن ولادة الطفل وهو يعاني من المياه البيضاء لا تسمح للضوء بالعبور كي يقع على الشبكية، بالتالي فإن الإشارات الصادرة عن الأخيرة تكون ضعيفة ومشوشة، فتكون النتيجة وصول رسائل ضعيفة إلى الخلايا البصرية في المخ فلا تنمو هذه كفاية، ومع مرور الوقت واستمرار المشكلة تصبح خلايا المخ البصرية هزيلة وغير قادرة على تحليل الصور الآتية من العين في الشكل المطلوب.
إن أكبر خطأ يرتكب عند الطفل المصاب بالمياه البيضاء هو إهمال التشخيص المبكر، لأنه كلما تأخر رصد المشكلة وبالتالي إزالة المياه البيضاء تكون النتائج كارثية، لأن الخلايا البصرية في المخ لا تنمو في شكل طبيعي. وينبغي تدبير المياه البيضاء كحال طارئة، ويختلف العلاج من حال إلى أخرى، فبعض الحالات يلزمه إزالة المياه ووضع النظارات الطبية، وفي حالات أخرى قد يتطلب الأمر إزالة المياه وزرع عدسة في العين.
– المياه الزرقاء، وهي تنتج عن ارتفاع الضغط داخل العين، وتصيب الطفل قبل الولادة أو بعدها مباشرة، ونظراً إلى مرونتها الشديدة فإن عين الطفل تنمو بصورة غير طبيعية، فينخدع الأهل بكبر عيني طفلهم معتقدين أنها علامة من علامات الجمال، لكن الحقيقة أن هناك سبباً خلف الكواليس هو ارتفاع ضغط العين الذي يؤدي إلى حدوث عتامة زرقاء في القرنية.
وينتقل مرض المياه الزرقاء وراثياً من أحد الأبوين أو من كليهما، كما قد يحصل نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية عند إصابة الأم بالفيروس في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ويكثر هذا المرض في البلدان العربية بسبب كثرة الزواج بين الأقارب. ومن المهم جداً علاج مرض المياه الزرقاء الخلقي في أسرع وقت حتى يستطيع الطفل الرؤية في شكل طبيعي، وبالتالي تجنيبه الوقوع في مضاعفات سلبية.
– كثرة التدميع. تصلُ بين العين والأنف قناة دقيقة تسحب الدموع الزائدة إلى التجويف الأنفي، وفي الحال الطبيعية يكتمل نمو هذه القناة قبل الولادة بفترة بسيطة، لكن لدى بعض الأطفال قد يتطلب اكتمال نمو القناة أشهراً عدة بعد الولادة، وخلال هذه الفترة يشكو الطفل من كثرة التدميع من العين المصابة، وقد يجعل هذا الوضع العين أكثر تعرضاً للإصابة بالالتهابات الصديدية. ويقوم العلاج هنا على وصف المضادات الحيوية الموضعية، وتدليك الكيس الدمعي مرات عدة يومياً. ولا ينصح بإجراء الفتح الجراحي للقناة قبل بلوغ الطفل السنة من العمر، باستثناء حالات قليلة قد تحتاج إلى التدخل الجراحي في وقت أبكر.
– عيوب الانكسار، وهي تقف على رأس قائمة أمراض العيون التي تصيب الأطفال، فهذه العيوب (طول النظر وقصره والأستيغماتيزم) يصعب الكشف عنها مبكراً، ما يؤدي إلى أخطار مستقبلية على صحة الإبصار عند الصغار. وغالباً ما يصعب الكشف عن هذه العيوب باكراً لأنها تسكن عادة في عين واحدة لا يشكو منها الطفل، ولا يشعر بها، لا هو ولا أهله، ثم إنها لا تعطي عوارض تثير الانتباه، مثل الاحمرار، والتدميع، والوجع، من هنا أهمية الفحص الإلزامي لكشف تلك العيوب قبل أن تذهب ببعض البصر أو ربما به كله. إن تصحيح عيوب الانكسار أمر سهل للغاية ولا يكلف أكثر من وضع نظارات طبية، وكلما كان التصحيح باكراً كان ذلك أفضل.
> التهاب الجفن وانتفاخه، ويحدث إثر غزو الميكروبات الغدد الدهنية المصطفة على منابت شعر الرموش ما يسبب تورم الجفن وانتفاخه وطرح مفرزات قيحية والتصاق الرموش، خصوصاً في الصباح. يجب مراجعة الطبيب من أجل العلاج المناسب.
في المختصر يشكل الفحص الدوري للعين عند الأطفال أمراً مهماً للغاية من أجل كشف الإصابة العينية التي لا يستطيع الأهل كشفها، أو أنهم يتأخرون كثيراً في رصدها، وعلى الأهل أن يراجعوا الطبيب عند مشاهدة علامة أو أكثر من العلامات التحذيرية الآتية:
1- إذا كانت إحدى عيني الطفل أو كلتاهما لا تتحرك في شكل طبيعي.
2- إذا كان الطفل لا يرى، أو لا يستطيع التركيز في نظره بحلول الشهر الثاني أو الثالث من العمر.
3- إذا شوهد انحراف في عين واحدة أو في العينين معاً.
٣– إذا ظهرت عتامة بيضاء أو زرقاء في عين واحدة أو في العينين معاً.
4- إذا عانى الطفل من احمرار شديد في عين واحدة أو في العينين.
5- إذا كثرت إفرازات الدمع من إحدى العينين أو من كلتيهما.
6- إذا حدث انتفاخ أو تدلٍّ في الأجفان.
7- إذا شكا الطفل من حساسية مفرطة من الضوء.
8- إذا كان الطفل يميل برأسه عند النظر إلى الأشياء.
9- إذا كان الطفل لا يتتبع اللعبة أو أي شيء آخر عند تحريكه.