إكس خبر- على وقع ضربات الجيش السّوري للجماعات المسلّحة في جرود القلمون، وإثر رصد دقيق لمقاتلي حزب الله، تلقّى مسلّحو جبهة النصرة و”لواء الإسلام” ضربة قاسمة في جرود عرسال، جرّاء هجوم استباقي نفّذه مقاتلو الحزب على ارتال المسلّحين الذّين أطلقوا إشارة الصّفر لبدء هجوم مباغت باتجاه جرود نحلة ويونين، وفق مخطّط وصفه خبراء عسكريّون ب ” الأخطر”، يقضي باجتياح قرى وبلدات في مدينة بعلبك تصل الى محيط رياق، بهدف إحداث خرق استراتيجي في جدار منظومة حزب الله الأمنيّة، وإشعال فتنة خطيرة تبدأ من القرى البقاعيّة وتنسحب نيرانها كالنّار في الهشيم باتجاه مناطق لبنانيّة أخرى- حسب إشارة الخبراء- في وقت أكّدت معلومات إستخباريّة ألمانيّة أنّ الهجوم المسلّح الضّخم الذي التفّ عليه مقاتلو الحزب في جرود البقاع الشّمالي، لم يكن يتهدّد حصرا بلدات تلك المنطقة، وإنما يتجاوزها ليصل الى منطقة الشمال، بحيث تتزامن الأحداث الدّمويّة التي كان مخطّطا لها بقاعا مع خروقات دراماتيكيّة خطيرة في طرابلس، تتمثّل بضربات “عنيفة” ومتسلسلة ضدّ مراكز الجيش اللبناني ونوّاب وقياديّين أمنيين،، ووسط هذا الخرق الخطير لو كُتب له النّجاح في تحقيق أهدافه، سُجّل خرق آخر كان لافتا في التّوقيت، تمثّل بسيطرة مقاتلي “داعش” على حقل الشّاعر في حمص، وما له من مؤشّرات مقلقة لناحية اقتراب خطر التنظيم المتطرّف من الحدود اللبنانية، دفع محلّلين استراتيجيّين الى السؤال ” هل هو إنذار اوّليّ بقرب تمدّد ” داعش” باتجاه الدّاخل اللبناني؟“
رغم ضخامة الهجوم الذي أعدّته جبهة ” النّصرة ” بالتنسيق مع ” لواء الإسلام” برئاسة زهران علّوش باتجاه جرود يونين ونحلة في البقاع الشماليّ لوجستيّا وعدديّا، حيث أكّدت معلومات أمنيّة تجاوز عدد ارتالهم عتبة ال2800 مسلّح، ورغم صعوبة المواجهات في تلك المنطقة نظرا لوعورة طبيعتها الجغرافيّة، نفّذ مقاتلو حزب الله وعبر فرق خاصّة، ليلة السبت في 12 تمّوز الجاري، هجوما استباقيّا مباغتا على المسلّحين أدى بعد مواجهات قاسية الى مقتل اكثر من 100 مسلّح- وفق إشارة المعلومات- وتصفية احد أبرز قادتهم وهو المدعو” احمد عمر اليقظان”، مساعد النّاطق باسم” كتائب عبدالله عزّام” سراج الدين زريقات، واعتقال 14 عنصرا. وبحسب تسريبات أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية، فإنّ صيدا ثمينا سعوديّا وقع بقبضة مقاتلي حزب الله يدير غرفة عمليّات جبهة “النّصرة” من داخل بلدة عرسال، تمّ استدراجه الى احد المعابر قرب عسّال الورد، فيما توقّف محلّلون استراتيجيّون امام مشهد المواجهات الأخيرة في جرود القلمون وعرسال، ولفتوا الى التنسيق العالي المستوى بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله ، الذي دفعت باتجاه تعزيزه أجهزة استخبارات غربيّة –وفق إشارتهم–
وربطا بالتطوّرات الأمنية الجارية في البقاع الشمالي، توقّفت اوساط أمنيّة امام عمليّة تصفية الإرهابي منذر الحسن في طرابلس، والقبض على المدعو حسام الصّباغ المنتمي الى الفكر القاعديّ –حسب تعبيرها- وإذ وصفت الحسن ب” أبرز الأدمغة التنفيذيّة داخل التنظيمات المتطرّفة”، إعتبرت تلك الأوساط انّ تصفية الأخير والقبض على الصبّاغ مثّلا ضربة قاسمة للتنظيمات الإرهابيّة، تضاف الى الإنجاز الأمنيّ الذي حقّقه حزب الله في جرود عرسال بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وفي وقت كشفت صحيفة “السّفير” اللبنانية عن مخطط خطير كان مزمعا تنفيذه في طرابلس ضدّ اهداف للجيش اللبناني، سرّب سفير دولة اقليميّة في بيروت- نقلا عن تقارير أمنية- معلومات تفيد بأنّ منذر الحسن شكّل خليّة ارهابية خطيرة في طرابلس، مرجّحا ان يكون حسام الصبّاغ الذي تمّ اعتقاله، من أبرز مساعدي الحسن، وكان من المفترض ان يقوما بتفجير امني كبير يحاكي الأحداث الدراماتيكية المفترضة عن هجوم مقاتلي “النصرة” باتجاه بلدات البقاع الشمالي!
معركة الحسم في جرود عرسال متوقّعة في القادم من الأيام- وفق ما اكّدت مصادر أمنيّة متابعة- في ظلّ حشود عسكريّة واستعدادات لوجستيّة تجري على قدم وساق على طول السلسلة الشرقية، مترافقة مع معلومات مصدر عسكريّ روسي كشفت عن معركة شرسة يتحضّر لها الجيش السوري ضدّ مقاتلي “داعش” لاستعادة الرّيف الشرقي لحمص، عقب انجاز جهوزيّة حملته العسكرية المرتقبة،، هذا من دون اغفال إشارة محلّلين عسكريّين الى تطوّرات ميدانيّة متلاحقة ستحملها أيام ما بعد عيد الفطر باتجاه سورياولبنان، وسط استمرار عبور الرّسائل الصاروخية من محور دمشق-طهران-حزب الله باتجاه تل ابيب وحلفائها حتى اللحظة.