إكس خبر- هل حُرمت منهما أم حرمت نفسها منهما؟ سؤال طُرح كثيرًا في الأيّام الأخيرة بعد وقوع جريمة قتل نسرين روحانا (36 عامًا) على يد زوجها جان ديب (40 عامًا)، الذي خطفها من أمام الـABC في الأشرفية يوم الثلثاء الماضي، وتوجّه بها إلى نهر ابرهيم حيث أطلق عليها رصاصتين كانتا كفيلتين بإردائها قتيلة، قبل أن يسلّم نفسه إلى القوى الأمنيّة ويعترف بجريمته.
كثرت الأخبار بعد وقوع الحادثة، فيما التحقيقات ما زالت جارية بحسب ما يؤكّد رئيس شعبة العلاقات العامّة في قوى الأمن الداخلي المقدّم جوزف مسلّم لـ”النهار”، ويشير إلى أن الجريمة سببها دعاوى بين الطرفين بالعنف والضرب وما لحقها من تطوّرات، وأن لا سوابق جرميّة للرجل، فيما لم تصدر نتائج الفحوص التي أجريت له للتأكّد ما إذا كان تحت تأثير المخدّرات عندما أقدم على فعلته أم لا.
قُتلت نسرين ودخل جان إلى السجن وبقي الولدان آيا (13 سنة) وريان (8 سنوات) رهينة كثير من التساؤلات وفريسة الضياع والألم، ينتظران الأخبار يوميًا لسماع جديد عن والديهما، ولمعرفة آخر المستجدات. يسكنان حاليًا عند عمّتهما وينتظران ما ستؤول إليه الأمور قضائيًا وقانونيًا، وكيف سيتحدّد مصيرهما.
تؤكّد آيا لـ”النهار” أنه لم تكن توجد مشكلات بين والدتها ووالدها، ولم يرياه يضربها يومًا، كلّ ما عرفاه أنها كانت تريد الهروب من المنزل، تقول: “كانت تردّد يوميًا، قبل أسبوع من رحيلها، أنها ستهرب وستعود بعد عشرة أيّام لتأخذنا، لكننا لم نسألها يومًا عن السبب، قبل يوم من رحيلها اجتمعت مع زوج خالتي وطلبت منا أن لا نقول شيئًا لوالدي، وخطّطت معه للهروب من المنزل”.
لم يكن والدهما يضربهما ولا حتى يصرخ بهما، هذا ما يقوله ريان: “لم يضربنا يومًا، كان منيح معنا وبجبلنا شو ما بدنا”. تقاطعه آيا قائلة: “تفاجآنا عندما عرفنا بما حصل، لم أكن أتوقع أن يقولوا لي ذلك. هو قال لنا إنه سيقتلها، ولم يكن أحد غيرنا يعرف بالأمر، ولكننا لم نصدّقه لأننا نعرف أنه يحبّنا ويحبّ والدتنا، وأنه لن يتركنا”.
وعمّا إذا كانا يفكّران بالذهاب إلى منزل جدّهما الذي يحبّهما، تقول آيا: “كنا نحبّ الذهاب إليهم، لكنهم لم يسألوا عنا منذ خمسة أشهر حتى اليوم، وعندما أتت أمي مع الدرك لتأخذنا، كان والدي في عمله، اتصلنا به ليأتي ورفضنا الذهاب كي لا ننام على الأرض، وكي لا تضربنا كما كانت تفعل منذ فترة. كما أنها لم تسأل عنا طوال 55 يومًا، كنا نتّصل بها ونبكي ونطلب منها العودة، فكانت تردّ بالقول (قوّوا حالكن). لم تتصل بي يومًا على هاتفي، وغيّرت رقمها ولم تعطنا إيّاه، فكنّا نتصل بها في الـABC”.
وتضيف آيا: “مرّة أخبرني ريان أنها قالت له إنها تحبّه أكثر مني، ولكنني أحبّها على الرغم من ذلك. كيف استطاعت أن تعيش من دوننا، أنا اذا ابتعدت يومًا عن أخي أموت. كانت جدّتي تبطخ لنا وتغسل ملابسنا وتهتمّ بالمنزل وبنا. نحنا زعلانين منا وعليا كتير. ولكننا نحبّها على الرغم من كلّ شيء”.
ويختم الطفلان بالقول وهما يبكيان: “نحنا عم نصليلون، الله يسامحون، نحنا منحبون ومنحب الكلّ بس ما حدا سأل عنا”.